الصين تبني مدينة في البحر بعد أن «ضاقت عليها الأرض»
لم يعد لدى الصين مساحة كافية لاستيعاب العدد المتزايد من سكان المناطق الحضرية. وهذا التصميم المدهش – وهو مدينة كاملة من مواد مسبقة الصنع تطفو فوق سطح الماء – قد يخلق بصورة سحرية المزيد من المساحات السكنية. ومع استعداد الصين لعملية حشر 350 مليوناً من السكان الجدد في المناطق الحضرية خلال العقد الجديد سوف تقوم حكومة بكين بتعبيد 5 مليارات من الأمتار المربعة في الطرقات الجديدة اضافة الى بناء المئات من المدن والبلدات الجديدة. ومع تراجع مساحة الأرض المتاحة للسكن بشكل متزايد - وخاصة على مقربة من الأقاليم الحضرية الأكبر حيث يريد الناس الحياة حقاً – قد تبدأ الصين أيضاً بناء مدن فوق سطح الماء.
مدينة جديدة عائمةتم تصميم مدينة جديدة عائمة من قبل مكتب اي تي ديزاين وشركة البناء الصينية «سي سي سي سي» ومن المقرر أن يبدأ العمل فيها على مستوى رائد في السنة المقبلة.ويقول أنتوني فان، وهو مهندس في مكتب اي تي ديزاين: «عندما جاء العميل الينا وتحدث حول هذا المشروع لم أتمكن من تصديق كونه حقيقة الى أن رأيت ما لدى ذلك المكتب من تقنية». وتقوم شركة «سي سي سي سي» التي أقرت التصميم في الوقت الراهن ببناء جسر يبلغ طوله 31 ميلاً بين هونغ كونغ وماكاو مستخدمة النوع ذاته من الوحدات العائمة التي سوف تشكل المدينة الجديدة.وترتبط كتل كبيرة مسبقة الصنع بعضها مع بعض لتشكل الأساس لجزيرة تبلغ مساحتها 10 كيلومترات مربعة، والتي سوف تملأ بكل شيء يمكن أن تتوقعه على اليابسة. ومن وجهة نظرية، سوف يكون في وسع السكان تمضية أوقاتهم كلها في المدينة الجديدة.ويقول أنتوني فان: «لن يكون الناس في حاجة الى الانتقال الى العمل على اليابسة، وكل مرافق العمل والشقق السكنية ووسائل الترفيه والمتنزهات متوافرة على الجزيرة العائمة». وتحيط المساحات الخضراء بتصميم تلك الجزيرة فوق الماء وتحته كما أن الحدائق العمودية تربط بين الطبقتين. وسوف تكون هذه الحدائق العمودية أيضاً مكاناً لركوب غواصات للانتقال من كتلة الى اخرى في المدينة. كما أن الأنفاق سوف توفر المزيد من الروابط بين الأبنية، بما في ذلك ممرات مشاة وطرقات لأجل السيارات الكهربائية.اكتفاء ذاتيوقد صممت المدينة كلها بحيث تكون ذات اكتفاء ذاتي تماماً، وسوف تقوم طاقة الأمواج بتزويد الجزيرة بالكهرباء كما أن المزارع ومراكز التفريخ حول الحافة سوف توفر الطعام. وسوف يتم تحويل النفايات الى مزيد من الطاقة في الموقع، وسوف يكون للجزيرة كذلك معملها الخاص من أجل انتاج نوع من البضائع المحلية.ومع ارتفاع مستوى البحر بسبب تغير المناخ فإن الجزيرة سوف ترتفع أيضاً. ويقول أنتوني فان: «لقد استلهمنا التفاؤل من أجل العثور على ملجأ معيشة محتمل للبشر عندما تزداد الظروف البيئية سوءاً».وعلى ما تبدو هذه الجزيرة من سمة مستقبلية فإنها قد ترى النور عما قريب، وتقوم شركة استثمار عقارية صينية كبرى الآن بمراجعة التصميم ومن المتوقع أن تبدأ باختبار البعض من مكوناته في سنة 2015.* (كو ايكزيست)