صبري فواز: «مرعوب» من {هيكل} في رمضان

نشر في 16-06-2014 | 00:02
آخر تحديث 16-06-2014 | 00:02
لا تشغله مساحة الدور بقدر اهتمامه بـ {ماهية} الدور وما يمكن أن يضيفه إلى مشواره الفني، لذا نجح صبري فواز في أن تكون له بصمته الخاصة في كل شخصية يجسدها، مما منحه موقعاً خاصاً وسط النجوم، لقدرته على تحويل الشخصية من حبر على ورق إلى دم ولحم وأحاسيس.
يطل فواز في رمضان المقبل في مسلسلين: {صديق العمر} و{الوصايا السبع}، ويعتبرهما تحدياً جديداً له وخطوة مهمة في مشواره الفني.
حول جديده كان اللقاء التالي معه.
أخبرنا عن {صديق العمر}.

سيناريو وحوار محمد ناير، إخراج عثمان أبو لبن، بطولة: جمال سليمان، باسم سمرة، درة، والعراقي باسم قهار.

يلقي المسلسل الضوء على فترة مهمة من حكم مصر والصداقة التي جمعت بين ناصر وعبد الحكيم ومدى تأثيرها على الدولة آنذاك، وهو مقتبس من كتاب {الرئيس والمشير} للأديب ممدوح الليثي.

أجسد فيه شخصية الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل، وعلاقته بالرئيس جمال عبد الناصر والمشير عبد الحكيم عامر، بوصفه صديق العمر وأحد المقربين من دوائر صناعة القرار في تلك الفترة.

و{الوصايا السبع}.

تأليف محمد أمين راضي، إخراج خالد مرعي، بطولة: رانيا يوسف، آيتن عامر، محمد شاهين، هيثم أحمد زكي، هنا شيحة، وناهد السباعي. يتمحور حول سبعة أشقاء يترك الوالد وصية لهم، ويحاول الأبناء تنفيذها فيواجهون مفاجآت عدة.

أجسد شخصية محمود نفيسة الأخ الأكبر، وهو تركيبة مختلفة وعلاقته مع أشقائه معقدة، يتعرّض، لدى تنفيذ وصية الأب، لمواقف صعبة. ذلك كله ضمن أحداث مشوقة.

ما الذي جذبك لتقديم شخصية هيكل؟

تاريخه ودوره في صنع القرار في الحقبة الناصرية، ثم هو شخصية ثرية درامياً وتحدٍّ لأي فنان، لا سيما أن السيناريو مكتوب بعناية، ويشارك فيه فريق عمل متميز، كذلك هو شخصية صعبة نظراً إلى قلة المعلومات عن هيكل الإنسان، واقتصارها على المواقف والآراء التي يعرفها الجميع عنه، خلافاً لشخصيات أخرى تاريخية جُسّدت في الدراما، إذ تكون ثمة مراجع تسهل جمع سماتها.

كذلك يتسم هيكل بالهدوء الخالي من الانفعالات، فهو نفسه في الحياة العامة وفي البرامج واللقاءات، بالتالي تقديم هذه الشخصية في المواقف المختلفة يصبح صعباً وتحدياً لأي فنان.

هل يختلف التحضير والأداء بين شخصية حقيقية وأخرى من خيال المؤلف؟

بالتأكيد، فالتحضير لشخصية يعرفها الجميع يتم من خلال مراجع وشهود عيان لهم علاقة مباشرة أو غير مباشرة بها، أما الأخرى فالتحضير لها يتمّ من خلال اجتهادك الشخصي وتصوراتك عبر النص الموجود.

ماذا عن المقارنة بين الشخصية المعروفة وبين الممثل الذي يجسدها؟

أمر لا بد منه، خصوصاً إذا كانت الشخصية معاصرة وموجودة معك، وثمة تسجيلات لها. لكن، في النهاية، أنت تجتهد قدر المستطاع ويبقى الحكم للجمهور.

هل سبق أن التقيت بهيكل للتعرف إلى شخصيته؟

تمنيت أن أقابله، ولكن الصدفة جمعتني به مرة واحدة في عيد ميلاد الأديب الكبير يوسف القعيد الـ 70 الذي أقامته دار الهلال منذ فترة، ولم نتحدث في أي تفاصيل. لكني درسته من خلال كتاباته ومقالاته وحواراته المهمة، بالإضافة إلى النص المكتوب. وأعتقد أنها ستساعدني كممثل في الاقتراب من الشخصية التي أعتبر تجسيدها مهمة صعبة إنما ستضيف الكثير إلى رصيدي الفني.

ما الذي يمثله هيكل لك على الصعيد الشخصي؟

هيكل شخصية عملاقة مراوغة، لا تفصح عما في داخلها، وتستند إلى تاريخ طويل، عاصرت خلاله ملوكاً ورؤساء وأجيالاً مختلفة، ثم شخصيته ذاتها طاولها تغيير في العصور المختلفة، فهيكل أيام الملك فاروق يختلف عنه أيام عبد الناصر، والاثنان يختلفان عن هيكل عصر السادات، عصر مبارك، وعصر {الإخوان} وصولا إلى هيكل الآن.

قدم شريف حلمي شخصية هيكل في مسلسل {ناصر} ومخلص البحيري في {أيام السادات}، هل يقلقك ذلك؟

مع كل الاحترام للجميع، لست قلقاً. لكن طبيعي أن أقلق عندما أقدم شخصية بقيمة العبقري حسنين هيكل، في عمل يرصد مرحلة مهمة في تاريخ مصر.

تقدم أعمال السيرة الذاتية الشخصية بشكل مختلف عن الواقع هرباً من الهجوم، ما رأيك؟

هذا خطأ وقع فيه الذين قدموا أعمال سيرة ذاتية، فلا توجد شخصية ملائكية على الأرض، وأي شخص، مهما علا قدره، فيه عيوب، ولا ينتقص هذا من تاريخه أو إنجازاته، فنحن بشر ولسنا ملائكة. فضلاً عن أننا نقدم عملا للتاريخ ونوثق فترة من تاريخنا ونسرد سيرة أشخاص، أثروا فينا ولهم ما لهم، وعليهم ما عليهم. كذلك يعلم الجمهور جيداً تاريخه، ومن يقدم شيئاً مختلفاً يفقد مصداقيته.

كيف تقيّم المشاركة في أكثر من عمل في وقت واحد؟

عرضت عليّ هذا الموسم ثمانية أعمال اخترت من بينها {صديق العمر} و{الوصايا السبع} لاعتقادي بأنهما الأفضل. المشاركة في عملين خطوة طبيعية في ظل هذا الكم من الأعمال وانتشار القنوات الفضائية، فالمهم ماذا تقدم للجمهور، هل تؤدي أدواراً متميزة أم مجرد حضور؟

كيف يمكن إبعاد الملل عن الجمهور؟

من خلال دقة الاختيار وتنوع الأدوار، عندها لا يشعر الجمهور بتكرار ظهور الممثل نفسه لأن مع كل دور يرى دوراً مختلفاً.

ما رأيك بوجود ألفاظ وإيحاءات في الأعمال الدرامية بحجة الواقعية؟

من يتأمل الواقع ويرى مستوى الحوار المتدني فيه حتى في الفضائيات وبرامج الحوار وبين المثقفين وضيوف هذه البرامج، سيكتشف أن المجتمع تغير، وأصبح أكثر انفلاتاً، وبات من الطبيعي استخدام هذه الألفاظ من دون حرج أو خجل، فهل مطلوب من الدراما التي تحاكي الواقع أو تنقل صورة منه أم تجمله؟ هل يفترض أن نستخدم حواراً وألفاظاً غير موجودين في الواقع حتى لا يخجل منهما الجمهور الذي يقولهما فعلاً في الحياة العامة؟

يعرض التلفزيون المصري أعمالاً صينية مدبلجة، ما رأيك بهذه الظاهرة؟

أهلا بأنواع الدراما من دول العالم كافة، لكن ليس على حساب الإنتاج المصري. في الماضي كان التلفزيون المصري يعرض أعمالا مكسيكية وأميركية إلى جانب الإنتاج الدرامي المصري. أما الآن فبعد فشله في الإنتاج والتوقف عنه بعد تجارب سيئة، فتح الباب أمام البديل. أتمنى أن يعود تلفزيون الدولة إلى دوره الثقافي وألا يتوقف عن الإنتاج.

ما رأيك بتشكيل رقابة مجتمعية تبدي رأيها في الأفلام قبل العرض؟

وجود مثل هذه الرقابة عار على كل فنان وإهانة للمصريين، لأن الجمهور بلغ سن الرشد ويستطيع تحديد ما يشاهده وما يمتنع عنه، وليس بحاجة إلى وصي عليه يمنعه من كل ما هو ضار وضد قيم مجتمعه.

back to top