استجواب لنواب الشعب

نشر في 21-01-2014
آخر تحديث 21-01-2014 | 00:01
 يوسف عبدالله العنيزي  بتاريخ 2013/12/23 صدر حكم تاريخي في حياة الكويت السياسية البرلمانية، حيث قضت المحكمة الدستورية بتحصين مجلس الأمة الحالي واستمرار بقائه إلى جانب بطلان عضوية اثنين من أعضائه واستبدالهم بآخرين بعد التأكد من عملية الفرز، وفي اعتقادي أنه من خلال ذلك الحكم يمكن استخلاص بعض العبر منها أنه يدل دلالة واضحة ومعبرة على قوة ونزاهة القضاء الكويتي الذي يزداد تأصلاً وقدرة في النظر والبت في قضايا غاية في الأهمية والتعقيد، وإصدار الأحكام بعيدا عن التأثر بالأهواء وعواطف الشارع والمواطن.

وفي اعتقادي أن الحكم يشمل بين طياته حكما بالإعدام على ما كان يسمى بالأغلبية المبطلة أو المعارضة أو الحراك السياسي أو غيرها من المسميات التي ثبت أنها لم تكن إلا زبداً طافيا ذهب جفاء، وما نراه الآن من تصريح هنا أو ظهور إعلامي هناك ما هو إلا محاولة لإثبات الوجود.

 إننا بحاجة للهدوء الذي يتيح لنا التفكير السليم لإخراج البلاد من هذا الجمود الذي شل كل مناحي الحياة بعيدا عن الصراخ والتجريح وطرح نظريات لا تستند إلى دلائل، ففي إحدى ندوات المعارضة طرحت معلومات تفيد بأن الدولة ستعاني عجزا هائلا في الميزانية عام 2020. في الوقت الذي صرح فيه الوزير مصطفى الشمالي وزير النفط السابق قبل أسابيع قليلة أن الكويت ستشهد استكشافات واعدة في مجالات النفط والغاز، وسيتجاوز الإنتاج أكثر من أربعة ملايين برميل يوميا، مؤكداً أن الغاز أو الوقود الصخري لن يستطيع منافسة النفط باستخداماته المختلفة، ولا أعتقد أن تصريح الوزير قد جاء من فراغ أو تنظير، بل جاء بناء على دراسات وأبحاث موثوقة، ونشير كذلك إلى تصريح وزير النفط الحالي الدكتور علي العمير الذي أفاد فيه بأن البلاد تسعى إلى بلوغ الإنتاج 3.5 ملايين برميل يوميا بحلول عام 2015.

من ناحية أخرى فقد جرت العادة أن يقوم أعضاء مجلس الأمة بتقديم الاستجوابات لرئيس الحكومة وأعضائها، فماذا لو عكسنا الوضع وقمنا بتقديم استجواب نيابة عن الشعب لنواب الشعب وأنا على يقين أن الجميع سيقوم بالتوقيع عليه، وسيشمل الاستجواب عدة محاور نذكر بعضها: سؤالنا لنواب الشعب هل قام بعضكم بزيارة ميدانية لمطار الكويت الدولي وخاصة في فترة الصيف أو الإجازات؟ وهل وقفتم في طوابير مستشفى مبارك للحصول على مواعيد للاختبارات الطبية أو عمل الأشعة، ولا يقتصر الأمر على المستشفيات الحكومية بل تجاوز ذلك للمستشفيات الخاصة التي وللأسف غدت تعاني ترديا في العمالة والهيئة التمريضية؟ وهل عانيتم انتظار أقساط بنك التسليف لإكمال بناء بيت العمر؟ وهل عانيتم الازدحامات المرورية الخانقة؟

وهل شعرتم بالإحراج أو الإذلال عندما تدفعكم الظروف لطلب "واسطة" من أي كان للمساعدة في قضاء حاجة ما؟ وهل ...؟ وهل...؟ إلى آخر المحاور التي يمكن سماعها بشكل يومي وفي كل مكان، إذاً كيف تمثلون شعباً لا ينتمي أغلبكم إليه أو أنكم لا تشعرون بما يعانيه؟

نعم إنها كلمات قاسية لكنها الحقيقة. ماذا كسبنا من الاستجوابات التي مرت مر السحاب؟ أتمنى من النواب الكرام النزول من أبراجهم العاجية والعمل الجاد لتحقيق آمال المواطن العادي وطموحاته وعدم تعليق الفشل أو لنقل عدم النجاح على شماعة أخطاء الحكومة وجمودها المزمن.

إن المواطن يضع آمالاً عريضة عليكم، نتمنى أن تكونوا أهلاً لها خاصة في ظل قيادة شابة ممثلة بالسيد مرزوق الغانم الذي يتمتع بالكثير من الطموح والتطلع إلى المستقبل الذي ندعو الله أن يكون حافلاً بالإنجازات، مع التأكيد أن ما عبرنا عنه من حب وولاء لهذا الوطن لا يزيد على حبكم له.

مع دعائنا معكم دائما بأن يحفظ الله الكويت وقيادتها وأهلها من كل سوء ومكروه.

فسحة الأمل

بعد الانتهاء من كتابة المقال السابق نشرت وعرضت وسائل الإعلام المحلية المختلفة سجالاً حاداً بين بعض أعضاء مجلس الأمة نعفّ عن ذكر تفاصيله، ونربو أن يتصف الأعضاء الكرام ببعض ما ذكر، ونتساءل: هل وصل مستوى الحوار إلى هذا الدرك الأسفل؟ ثم عرضت إحدى القنوات الفضائية قاعة عبدالله السالم وقد ظهرت الكراسي، وقد غاب عنها ساكنوها ما عدا البعض، وغاب معها النصاب علماً أن موضوع البحث

أحد أولويات المواطن، فتلاشت فسحة الأمل إلا من رحمة الله.

back to top