جددت إدارة مهرجان دبي السينمائي الدولي أحزاني بإصرارها، للسنة السادسة على التوالي، على تنظيم برنامج {جائزة مهرجان دبي السينمائي الدولي للصحافيين الشباب} (YJA)، من خلال ورشة عمل صحافية ستُقام ضمن فعاليات المهرجان الذي ستنطلق دورته العاشرة في الفترة من 6 إلى 14 ديسمبر. كذلك أعلنت اختيار كولن براون، الرئيس السابق لتحرير مجلة Screen International ومدير تحرير منصة Slated الإلكترونية في نيويورك لتمويل الأفلام ومحلل صناعة السينما العالمية، للإشراف على الورشة التي تهدف إلى انتقاء عشرة طلاب موهوبين يدرسون الإعلام في جامعات دبي، لتكوين فريق يقوم بالتغطية الصحافية للفعاليات المختلفة لـ {مهرجان دبي السينمائي الدولي}، وكتابة تقارير وإجراء مقابلات وحوارات وتصوير فوتوغرافي ونقد سينمائي، كنوع من التدريب والاختبار للطلبة في ألوان الفنون الصحافية المختلفة. وينال صاحب أفضل تغطية صحافية للمهرجان جائزة {الصحافي المبتدئ}، مع تكريمه في احتفال خاص ضمن {مهرجان دبي السينمائي الدولي}، ونشر الأعمال المميزة المكتوبة والمصورة للطلاب المشاركين في ورشة العمل، في النشرة اليومية للمهرجان.
أكرر، مرة أخرى، أن الجائزة، التي انطلقت في دبي عام 2008، أثارت شجوني، وضاعفت أحزاني، كونها ذكرتني بفشل مبادرتي لتدشين جائزة في {مهرجان الإسكندرية السينمائي} التي تُمنح لأفضل مقال نقدي سينمائي تم نشره في الدورة السابقة للمهرجان، وهو حلم ناضلت لأجل تحقيقه سنوات طويلة، لكنه واجه عقبات غير مفهومة، وممانعات لم يجرؤ أصحابها على الجهر بأسبابها. وعندما اقترب تحقيق الحلم في الدورة الثامنة والعشرين (4- 10 سبتمبر 2012)، وتم الانتهاء من وضع لائحة المسابقة التي أطلقت على جائزتها اسم {القلم الذهبي}، مات الحلم في ظروف غامضة، وقُيدت الجريمة ضد مجهول! ليست مصادفة، بكل تأكيد، أن أياً من المهرجانات السينمائية في المنطقة العربية بأسرها لا يعترف بجائزة {النقد السينمائي}، ولا يرى أن ثمة ضرورة لتدشينها أسوة بجائزة {الصحافي المبتدئ}، بدليل أن جائزة {الأهقار الذهبية}، التي أعلنها {مهرجان وهران للفيلم العربي} في دورته الثانية، وخصص من خلالها مبلغ خمسة آلاف دولار لأفضل مقال سينمائي، ماتت في مهدها، بل جرى وأد الفكرة تماماً عقب الدورة التي عُقدت في أواخر يوليو 2009، ولم تجرؤ إدارة المهرجان في دوراته المتعاقبة منذ الثانية حتى السابعة، التي أقيمت في الفترة من 23 إلى 30 سبتمبر الماضي، على مجرد الإشارة إلى أن ثمة جائزة باسم {الأهقار الذهبية} ولدتُ في زمن لا يعترف بالنقد والنقاد!لا أظن أنني أتجاوز سقف الأمنيات المشروعة، والآمال ممكنة التحقق، إذا طالبت عبد الحميد جمعة، رئيس {مهرجان دبي السينمائي الدولي}، ومسعود أمر الله آل علي، المدير الفني للمهرجان، بإعادة الاعتبار إلى النقد السينمائي، ونقاد السينما العرب، والنظر بجدية إلى تدشين مسابقة جديدة تُعنى بتخصيص جائزة لأفضل مقال نقدي عربي، على غرار جائزة «الصحافي المبتدئ»، التي تولي اعتباراً إلى مسألة «اكتشاف موهوبين في مجال العمل الإعلامي، التغطية الصحافية، والتصوير الصحافي، وتأهيلهم، وتزويد الطلاب الموهوبين بالممارسة العملية التي تساعدهم على تطوير مهاراتهم المطلوبة في العمل الإعلامي الاحترافي في المستقبل».إطلاق مبادرة تحتضن الجيل الجديد من نقاد السينما لا تقل أهمية، بحال من الأحوال، عن مبادرة اكتشاف موهوبين جدد في مجال العمل الإعلامي والصحافي وتأهيلهم.المؤكد أن جائزة يُخصصها مهرجان دبي للنقاد، بعد وضع لائحة تضمن شفافية الجائزة وموضوعيتها، فضلاً عن حيادية لجنة تحكيم المسابقة ونزاهتها، ستجعل من «مهرجان دبي السينمائي الدولي» منصة متكاملة لتشجيع أعمال صانعي الأفلام العرب والمبدعين، ودعم انتشار الحراك السينمائي في المنطقة وتعزيزه، بالإضافة إلى إطلاق موهوبين ليس في صناعة السينما فحسب، إنما في الإعلام والصحافة والنقد السينمائي، وهو الدور الذي تبدو المهرجانات السينمائية العربية عاجزة، بشكل واضح، عن تحقيقه، بينما يبدو «مهرجان دبي السينمائي الدولي»، الذي تحول، منذ تأسيسه عام 2004، إلى المهرجان الأبرز والأكبر بين المهرجانات السينمائية في المنطقة، المؤهل الأول، وربما الوحيد، لتحقيقه في حال موافقته على تبني هذه المبادرة، والإعلان بعد دراسة الفكرة بشكل متأن ومستفيض عن إطلاق «مسابقة أفضل مقال نقدي»!
توابل
فجر يوم جديد: {الصحافي المبتدئ}... والناقد المحترف!
02-12-2013