رحيل فايز غالي... «فارس الواقعية»

نشر في 23-05-2014 | 00:01
آخر تحديث 23-05-2014 | 00:01
قبل أن يغيب السيناريست فايز غالي عن عالمنا منذ أيام، كان غاب عن السينما منذ سنوات، بعدما تغيرت شروطها ولم تعد ملائمة له، ما سبب له اكتئاباً شديداً. إلا أنه خرج أخيراً من الاكتئاب، وعاد إلى الكتابة السينمائية بمشروع عن السيد المسيح. لكن القدر لم يمهله، فدخل في صراع مع المرض وتُوفي في أعقاب جراحة دقيقة خضع لها.
وُلد فايز غالي في 20 يوليو 1946 في حي الأزبكية في القاهرة، عاش طفولته في حي شبرا حتى نيله الثانوية العامة، ثم التحق بكلية الآداب قسم الدراسات الفلسفية والاجتماعية في جامعة الإسكندرية، وتخرج عام 1966.

في أبريل عام 1967 عين بوظيفة اختصاصي اجتماعي في مصلحة السجون في ليمان أبي زعبل. كتب أول قصة روائية مكتملة بعنوان «أبطال أبي زعبل» بعد نكسة 5 يونيو التي دمر فيها مصنع أبو زعبل وهو يقع أمام الليمان مباشرة.

درس  السيناريو وكتب أول سهرة بعنوان «وجهة نظر»، عرضت عام 1974 ، ثم توالت أعماله التلفزيونية ومن بينها: «العقاب،  رجل اسمه عباس، الموج والصخر».

خاض غالي مجال الكتابة السينمائية، وكان أول أفلامه «الأقمر»  إخراج هشام أبو النصر، من ثم قدم أعمالاً مهمة تشكل علامات في السينما المصرية، من بينها: «ضربة شمس» (1980) و«الثأر» (1982) و«فارس المدينة» (1992) من إخراج محمد خان، «العوامة 70» (1982) و«يوم مر يوم حلو» (1988) إخراج خيري بشارة، «الإمبراطور» (1990) إخراج طارق العريان، «الطريق إلى إيلات» (1993) إخراج إنعام محمد علي.

نال غالي دبلوم دراسات عليا في النقد، في المعهد العالي للنقد الفني (1975)، وهو عضو اتحاد نقاد السينما المصريين، وعضو الجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما. كتب مقالات ودراسات في نشرة نادي سينما القاهرة منذ مطلع السبعينيات حتى منتصفها، وفي المجلات السينمائية العربية المتخصصة.

واقعي منضبط

يؤكد المخرج محمد خان، أن غالي لم يكن بالنسبة إليه مجرد سيناريست مبدع، بل هو صديق ورفيق مشوار وشريك رؤية فنية مهمومة بوجود سينما حالمة وطموحة تعكس واقع حياتنا.

بدوره يوضح المخرج هاني لاشين، أن فايز غالي كاتب موهوب، قدم أفلاماً مهمة مع مخرجين لهم ثقل ووزن كبير في السينما المصرية، وشكلت أعماله نقلة نوعية نحو الواقعية، وكان لها مذاق شديد الخصوصية، كونه قدم الواقعية بأسلوب راق وليس مبتذلا، كما يحدث حالياً.

يضيف: «رغم أن أفلامه ترصد واقعاً صعباً إلا أنها ممتعة ويمكن أن يطلق عليها «الواقعية المنضبطة»، برحيله فقدت السينما موهبة وقامة كبيرة في كتابة السيناريو».

يتابع: «ظلمت  الظروف فايز غالي، وحرمتنا من إبداعه نظراً إلى الحال السيئة التي وصلت اليها السينما المصرية ولم تعد ملائمة لأي إبداع، مع ذلك لم يفقد فايز غالي الأمل حتى آخر لحظة، متمنياً إنجاز مشروع سينمائي عن السيد المسيح».

أما الإعلامي فادي غالي ابن السيناريست الراحل، فيؤكد أنه لن يهدأ له بال إلا بعد أن يستكمل الأعمال التي تمنى والده أن تخرج إلى النور.

من جهته يشير الناقد يعقوب وهبي، إلى أن السينما المصرية فقدت كثيراً برحيل فايز غالي، «فهو قدم  أفلاماً واقعية مهمة أحدثت طفرة في السينما المصرية، وتميزت كتاباته بالتعبير عن الواقع  المحيط بنا بصدق شديد، ساهمت أفلامه في نجاح مخرجين كبار مثل خيري بشارة ومحمد خان ووضعهم على الطريق الصحيح.

back to top