بدأت روسيا أمس سلسلة اتصالات واجتماعات تهدف بحسب مراقبين إلى تنسيق مواقف الدول الداعمة لنظام الرئيس بشار الأسد استعداداً لمؤتمر «جنيف 2»، في حين تشعر موسكو أنها في موقع يمكنها من تحديد سقف المؤتمر ورسم الملامح الرئيسية للحل السياسي وسط غياب كامل للدول المناهضة للأسد عن الساحة. 

Ad

أطلقت روسيا أمس سلسلة اتصالات تنسيقية بين حلفاء نظام الرئيس بشار الأسد. فبينما بدأ وفد النظام السوري الذي يرأسه نائب وزير الخارجية فيصل المقداد أمس محادثاته مع المسؤولين الروس في موسكو بخصوص مؤتمر «جنيف 2»، أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس اتصالاً هاتفياً بنظيره الإيراني حسن روحاني، تطرق الى الأوضاع في سورية وخصوصاً الجهود المبذولة لعقد مؤتمر «جنيف 2»، في حين اجتمع نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف أمس بنظيره الإيراني حسين أمير عبداللهيان في العاصمة الروسية وبحثا ملف الأزمة السورية.

جاء ذلك، في وقت أعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس أنه يتوقع أن يعقد مؤتمر «جنيف 2» منتصف شهر ديسمبر المقبل، مشدداً أنه لا يستطيع إعلان موعد ثابت. 

وفي وقت لاتزال دمشق تغرق في الظلام منذ أيام بسبب انقطاع التيار الكهربائي، قتل شخصان وجرح آخرون أمس اثر سقوط قذائف هاون على حيين وسط العاصمة.  وأوردت وكالة الانباء الرسمية (سانا) نقلاً عن مصدر في قيادة شرطة دمشق نبأ «استشهاد مواطنين اثنين واصابة آخرين من جراء سقوط قذائف هاون أطلقها إرهابيون (في إشارة الى مقاتلي المعارضة) على حي القصاع وفي حي الزبلطاني» في دمشق». 

من ناحيته، أكد المرصد السوري لحقوق الانسان مقتل شخصين، مشيراً الى سقوط قذائف هاون اخرى في منطقة الشيخ رسلان وقرب المدينة الجامعية في محيط ساحة الامويين ومنطقتي الزبلطاني وباب توما.

 

عملية حرستا 

 

في السياق، أفادت مصادر المعارضة بأن عدد قتلى العملية النوعية التي قامت بها المعارضة  في حرستا ارتفع الى 60 قتيلاً بينهم 4 ضباط. وكان مسلحون تابعون لـ»لواء درع العاصمة» تمكنوا أمس الأول من تفجير مبنى فرع «إدارة المركبات» في مدينة حرستا قرب دمشق، مستخدمين أحد الأنفاق المحفورة تحت المدينة للوصول إلى المبنى، حيث زرعوا عبوة ناسفة ونجحوا في تدميره بالكامل. وتحدثت معلومات متطابقة من مصادر متعددة، عن مقتل نائب رئيس إدارة المركبات العسكرية اللواء أحمد رستم في التفجير.

 

القلمون 

 

وتواصلت أمس الأعمال العسكرية في منطقة القلمون الاستراتيجية الممتدة الى الحدود اللبنانية، وذلك بعد أن أطبق الجيش الموالي للأسد حصاره على بلدة قارة الرئيسية في المنطقة. وكانت قيادة «الجيش الحر» وقادة بعض الكتائب المقاتلة في القلمون قللوا أمس الأول أهمية المعركة التي يحشد لها النظام وحليفه حزب الله إعلامياً وعسكرياً منذ شهور. وأشار رئيس أركان «الجيش الحر» سليم إدريس أمس الأول الى أن مقاتلي المعارضة يخوضون حرب عصابات ضد قوات النظام على امتداد الأراضي السورية، في تليمح الى أن خسارة المعارضة للقلمون لن تكون هزيمة استراتيجية.  

 

«الكيماوي» 

 

على صعيد منفصل، أعلن وزير الدفاع البلجيكي بيتر دو كريم أمس أن بلاده لا تؤيد تدمير قسم من الأسلحة الكيماوية السورية على أراضيها. وكانت بلجيكا مع فرنسا خصوصاً، إحدى الدول التي طلبت منها الولايات المتحدة المشاركة في تدمير الترسانة السورية. ويوم الجمعة الماضي رفضت ألبانيا التي طلبت منها واشنطن ايضاً، أن يتم جزء من عملية تفكيك الترسانة السورية على أراضيها، كما سبقتها النرويج الى رفض الطلب الأميركي.

ووافقت منظمة حظر الأسلحة الكيماوية على خطة تفكيك ترسانة الأسد بحلول منتصف 2014. وتنص الخطة على نقل هذه الأسلحة الى خارج الاراضي السورية بهدف ضمان تفكيكها وفقا لـ«أكثر الطرق امانا وسرعة».

وأشارت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية إلى أن هذه الخطة تثير مخاوف كثيرة في واشنطن، تتعلق بنقل الأسلحة الكيمياوية السورية على طرقات تقع في أرض المعارك وتحميلها في سفن، في ظل عدم إيجاد بلد يستضيف هذه البواخر وحمولاتها.وذكرت الصحيفة أن عملية النقل هذه سيتم تأمينها بالكامل من قبل الجيش السوري النظامي. ونقلت الصحيفة عن خبراء أمنيين ومسؤولين في وزارة الدفاع الأميركية قولهم إن الشحنات ستكون ضعيفة أمام الهجمات المحتملة عليها، وهي في طريقها الى السفن.

(دمشق، موسكو ــ أ ف ب، رويترز، د ب أ، يو بي آي)