من شاهد الجلسة الخاصة بمناقشة القضية الإسكانية لاحظ خلو القاعة من الجمهور تقريبا، مع أن القضية الإسكانية جاءت على رأس أولويات المواطن الكويتي في الاستفتاء الذي قام به مجلس الأمة مؤخرا، وهو أمر قد فاجأ الكثير من النواب الذين تحدثوا في تلك الجلسة، حيث توقعوا أن تكتظ القاعة بالحضور، ويشهد حديثهم الكثير من الاستحسان والتصفيق، وربما التقبيل والحمل على الأعناق، فإذا بهم وسط المدرجات الخالية لا يسمعون إلا صدى أصواتهم وصوت الوزير المستجوب!

Ad

والواضح أن المواطنين قرروا هذه المرة أن "يغسلوا أيديهم" مبكراً من هذا المجلس الذي فصلته السلطة على مقاسها كما يبدو، وجاء مناسبا لها من كل النواحي، فالأغلبية معها ولها، وكل طلباتها مجابة قبل أن تطلبها، ولا تحتاج لأي جهد في الدفاع عن سياستها أو خططها- إن وجدت- فالمجلس قد شكل منذ الجلسة الأولى فريق الدفاع عنها، وتحول إلى إدارة تابعة للحكومة، تتلقى أوامرها منها لتنفذها فوراً، دون تأخير، ودون نقاش!

لذلك لم يحضروا الجلسة الإسكانية، لأنهم لم يرتجوا خيراً من تلك الجلسة، فالحكومة تمسك بزمام الأمور تماماً، ولن يكون لها إلا ما تريد، والضجيج الصادر من عدد من النواب لن يغير من الأمر شيئاً، فالمحصلة النهائية في يدها، وهي للأسف، خالية من أي حل لهذه القضية اليوم، وغداً، وبعد غد، ليس لأن الحكومة غير قادرة على حلها، بل لأنها لا تريد حلها حتى لا ينزعج بعض أصحاب النفوذ ممن ستتضرر مصالحه القائمة على بقاء هذه القضية معلقة إلى الأبد!

وهذه تقريبا مشكلتنا في الكويت في كل ما يعانيه المواطن، فالكفة الحكومية تميل دوما لأصحاب النفوذ والمصالح على حساب المواطن العادي، يحدث هذا في الإسكان، كما يحدث في "الصحة" و"الرياضة" و"التعليم"، السبب واحد دائما، لأن الاختيار دائماً واحد!

***

قرأت تحذير أمين عام تجمع ثوابت الأمة النائب السابق محمد هايف المطيري من المخالفة الشرعية الخطيرة القادمة من جراء بناء التماثيل والمجسمات، أو كما أسماها "أصناماً" في منطقة أرض المعارض بمشرف، وأن "ذلك يخالف أصول التوحيد وقواعد الشريعة الإسلامية، بل يعدّ تخلفاً وعودة بالأمة إلى مظاهر ما قبل الإسلام، حيث تشييد الأوثان بأحجامها المختلفة ولا مسوغ لعودتها الآن لأرض التوحيد تحت مسمى الثقافة"، أقول قرأت هذا التحذير فذهبت للبحث عنها في "google" لأشاهد صور هذه المجسمات أو "الأصنام" فما وجدت إلا صوراً لمنحوتات رملية جميلة تحاكي قصور ألف ليلة وليلة وأخرى لسيارات مستوحاة من الخيال الفني لبعض النحاتين المحليين والعالميين، لم أشاهد "هبل" ولا "اللات والعزى" ولا "مناة الثالثة الأخرى"!

الأمر كله فني بحت، لا علاقة له بعبادة أو طقوس وثنية، ولا "ناوي أحد يطوف" حول هذه المجسمات أو يقدم لها القرابين، نحن في القرن الحادي والعشرين يا جماعة، هل تتصورون أن أحداً منا سيعود لعبادة الحجر والشجر؟!!

الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام يقول: "إنما الأعمال بالنيّات، وإنما لكل امرئ ما نوى"، والنية من هذا المعرض والغاية منه ليست نحت الأصنام، فلا حاجة لأحد بها اليوم، والمشركون أيام الجاهلية قبل الإسلام كانوا يعبدونها من دون الله، ولذلك أمر الرسول يوم فتح مكة بهدمها ليهدم معها الخرافة التي تعشش في أذهانهم، لا لشيء آخر، فالله جميل يحب الجمال يا قوم!