اقتحام النجوم تقديم البرامج... وسيلة للبقاء تحت الأضواء؟

نشر في 16-02-2014 | 00:01
آخر تحديث 16-02-2014 | 00:01
ما الذي يدفع الفنانين إلى خوض مجال تقديم البرامج؟ سؤال يرتسم مع ازدياد ظاهرة الفنانين- المقدمين للبرامج، آخرهم فيفي عبده وهشام عباس. أما الجواب فيتوزع على ناحيتين: البطالة الناجمة عن قلة الإنتاج السينمائي والتلفزيوني لتردي الأحوال العامة، محاولة بعض الفنانين العودة إلى الأضواء بعد انحسارها عنهم.
أشرف عبد الباقي أحد النجوم الذين خاضوا تجربة التقديم، وهو ينضم إلى لائحة طويلة في هذا المجال تتضمن: هشام سليم، أمير كرارة، أحمد فهمي، هالة صدقي، مها أحمد وشريف منير...

يعتز عبد الباقي بتقديم برنامج {مصر البيت الكبير} على قناة {الحياة}، موضحاً أن خطوته هذه لا علاقة لها بالأزمة التي تعصف بالإنتاج، سواء في السينما أو التلفزيون، بدليل أنه سبق أن قدم برامج في وقت لم تكن فيه أي أزمات إنتاجية.

يضيف أن تقديم الفنانين للبرامج ليس {موضة}، فهذه الظاهرة موجودة منذ سنوات، وربما انتشرت بشكل أكبر في الفترة الأخيرة في ظل ازدياد القنوات الفضائية، مؤكداًَ أن الفنانين الذين خاضوا تجربة تقديم البرامج نجحوا في إثبات وجودهم.

لا يعتقد أن اتجاه بعض الفنانين لتقديم برامج سببه أزمات إنتاجية، فهذه الخطوة ليست عملا سيئاً، وهو يرحب بتقديم برنامج تلفزيوني جيد بدل المشاركة في مسلسل أو فيلم دون المستوى، {عموماً أغلب الفنانين الذين يقدمون برامج لا يبتعدون عن عملهم الأصلي لأنهم يقدمون برامج فنية}، حسب تعبيره.

لا مشكلة

تؤكد فيفي عبده أنها تحمست لتقديم برنامج {أحلى مسا}، لأنه على قناة مهمة وتنتجه شبكة تلفزيونية عريقة، فضلاً عن أنه لا يبتعد عن مجالها الفني، {لأن الضيوف من نجوم الفن وغالبيتهم من أصدقائي، لذا لا مشكلة لدي في التحاور معهم}.

تضيف: {شجعني وجود الفنان هشام عباس على تقديم البرنامج ومنحه روحاً جميلة، فهو فنان محبوب وله جمهوره، وتبيّن ردود الفعل التي وصلتني، منذ تقديمي الحلقة الأولى من البرنامج، أنني حققت نجاحاً في أولى تجاربي كمذيعة، وكان سبق أن رفضت عروضاً لتقديم برامج لانشغالي بأعمالي الفنية}.

لا تجد فيفي عبده مشكلة عندما تقدم برنامجاً، في حال عدم ارتباطها بأعمال فنية، {لكن لا يعني ذلك أنني أقدم البرنامج من أجل المال، فقد تجاوزت هذه المرحلة، وكل ما يهمني تقديم عمل يعجب الجمهور، سواء كان فيلماً أو مسلسلا أو مسرحية أو حتى برنامجاً تلفزيونياً}.

بدوره يكشف هشام سليم ألا مانع لديه في تقديم الفنان برامج، المهم أن تشكل هذه الخطوة إضافة إليه، وتجعل المشاهد يقبل على مشاهدته وليس لمجرد تحقيق حضور، {وهو ما جعلني أخوض التجربة في برنامج بعيد عن البرامج الفنية، لا أقصد التقليل من قيمتها، ولكن ربما لأنني أعمل بالفن منذ الصغر، ولم تعد القضايا الفنية تجذبني، نافياً أن يكون المقابل المادي وقلة الإنتاج الفني سببين لخوض البعض هذه التجربة.

انفلات إعلامي

 

ترى الناقدة حنان شومان أن الإقبال غير المبرر لفنانين وراقصات على تقديم برامج هو انعكاس للانفلات الإعلامي الذي نعيشه الآن، وغياب المعايير والمهنية، بالتالي بات من حق أي إنسان أن يعمل في الإعلام من دون النظر إلى كفاءة أو موهبة.

تضيف: {نجوم هوليوود هم أوسع نجومية وشهرة من نجومنا ويمكنهم جلب إعلانات لا حصر لها، لأي قناة في حال قدموا برامج، لكن احترامهم للتخصص ولمهنة الإعلامي جعلهم يبتعدون عن هذا المجال، ولم يفكر أي منهم في خوض هذه التجربة.

توضح أن الهدف الرئيس لهؤلاء الفنانين هو مادي بحت، فهم يعانون البطالة نتيجة قلة الإنتاج، أو انحسار الأضواء عنهم، لذا خاضوا هذه التجربة من دون الاهتمام إن كانت ناحجة أم لا، المهم الحضور والعمل حتى تستقر الأمور ويعود كل منهم إلى عمله.

بدورها تلاحظ الناقدة ماجدة خير الله أن تقديم البرامج بالنسبة إلى الفنان لا يختلف عن تقديم إعلان تجاري أو أداء صوتي في فيلم كارتون، أي مجرد وسيلة كسب بسبب الكساد والبطالة.

تضيف: {يعاني هشام عباس البطالة لانهيار سوق الكاسيت وعدم وجود حفلات عامة نظراً إلى الأوضاع الأمنية، ولم تعد فيفي عبده مطلوبة في السينما أو التلفزيون وبالطبع كراقصة، ولذا وجدا في هذا البرنامج فرصة طيبة لهما للعودة إلى الأضواء، والعمل حتى ولو في مجال جديد. لو كان أي منهما لديه مشروع فني لما خاض هذه التجربة}.

 تعزو خير الله السبب إلى انتشار القنوات الفضائية وحاجتها لملء ساعات البث بأي مادة، جيدة كانت أو سيئة، بالإضافة إلى عدم وجود معايير لاختيار الفنان الذي يتولى تقديم برنامج. {المهم أن يكون له جمهور وأجره مناسب، وإن لم يحقق النجاح المطلوب تتكرر التجربة مع فنان آخر وهكذا}.

تعتبر خير الله أن أشرف عبد الباقي الأفضل بين الفنانين الذين قدموا برامج، لامتلاكه إمكانات جيدة، لذا خاض التجربة أكثر من مرة، وفي وقت كان مطلوباً سينمائياً وتلفزيونياً، كذلك خاض نور الشريف التجربة مرة واحدة في برنامج متخصص في السينما، في ما عدا ذلك كانت تجارب فاشلة هدفها المال والأضواء.

صحافيون ورياضيون

ترى الإعلامية بوسي شلبي أن انتشار القنوات الفضائية والمقابل المادي عاملان رئيسان في خوض تجربة تقديم البرامج، ولا يقتصر ذلك على الفنانين إنما امتد إلى الصحافيين ولاعبي الكرة والمغنين وأعضاء مجلس الشعب وغيرهم... وأصبح الإعلام مهنة من لا مهنة له، أو من يعاني البطالة ويبحث عن مصدر دخل.

تضيف: {ليست ثمة معايير في اختيار الفنان ولا ما يقدمه، خاض معظم فناني الوطن العربي تجربة تقديم البرامج، باستثناء عادل إمام ومحمود عبد العزيز رغم العروض التي عرضت عليهما، وبالتالي لا جديد في ظهور أي فنان في برنامج ما}.

تؤكد أن العبرة ليست في خوض التجربة بل في الاستمرار وهو ما لم يحدث مع هؤلاء، باستثناء أشرف عبد الباقي، وكل من خاض التجربة لم يكررها ولم تعرض عليه أي قناة عرضاً جديداً ما يبيّن فشله.

back to top