صعّدت كتائب الجيش السوري الحر أمس عملياتها ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) بعد إقدامه على إعدام العشرات قبل انسحابه أمس الأول من مقره الرئيسي في مدينة حلب، التي حالت روسيا دون صدور قرار أممي بإدانة قصفها المستمر منذ منتصف ديسمبر بالبراميل المتفجرة من قبل القوات الموالية لنظام الرئيس بشار الأسد.

Ad

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان باندلاع معارك دامية أمس في مدينة الباب وبلدة رتيان بريف حلب بعد اقتحامهما من قبل «داعش»، في حين ردت كتائب المعارضة وفي مقدمتها الجبهة الإسلامية باقتحام مدينة الدانا بريف إدلب، كما تمكنت من السيطرة على قرى كفر ناصح بريف حلب الشمالي، بعد مواجهات عنيفة مع التنظيم في بزاعة وحريتان.

مقرات واعتقالات

وأحكمت كتائب المعارضة السيطرة على مستشفى الأطفال الذي كان يتخذه التنظيم مقراً رئيسياً له في المدينة، وحررت نحو ثلاثمئة معتقل كانوا فيه، بينما أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان انسحاب مقاتلي الدولة الإسلامية من حي الإنذارات بحلب، عقب اشتباكات مع مقاتلي جماعات إسلامية وكتائب المعارضة أسفرت عن مصرع عشرة مقاتلين.

واتهم ناشطون سوريون تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام بارتكاب مجزرة بمقر «الدولة» في حلب، كان ضحاياها عشرات المعتقلين ومن بين القتلى ناشطون إعلاميون ومدنيون ومقاتلون في الجيش الحر كانوا أسرى لديه في المدينة، حسب صور بثها الناشطون على الإنترنت.

ووسط اشتعال المواجهات، التي استخدمت فيها الأسلحة الثقيلة والمدفعية، في حلب وإدلب والرقة باستخدام أسلحة ثقيلة ومدفعية، استهدف تفجير بسيارة مفخخة منطقة لجان الدفاع الوطني الموالية للسد في ريف حماة أمس مما أدى إلى سقوط نحو 20 قتيلاً وعشرات الجرحى.

انفجار حماة

وذكر المرصد السوري أن من بين قتلى الانفجار، الذي سمع صداه في مدينة حماة القريبة 4 نساء وأطفال، بالإضافة إلى عناصر من لجان الدفاع الوطني الموالية للنظام، مشيراً إلى أن الحصيلة مرشحة للارتفاع نظرا لوجود حالات حرجة بين الجرحى.

ونقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن مصدر في قيادة شرطة حماة، أن التفجير وقع بسيارة مفخخة في بلدة الكافات، بريف سلمية الغربي، التي تقع على الطريق الواصلة بين حماة والسلمية الواقعة جنوب شرق حماة، مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى من دون إعلان الحصيلة النهائية.

موسكو وحلب

سياسياً، عرقلت روسيا أمس الأول مشروع بيان لمجلس الأمن يدين قصف جيش النظام لحلب. وأكد دبلوماسيون أن، هذا البيان غير الملزم الذي عرضته بريطانيا، يتطلب موافقة الدول الـ15 الأعضاء في المجلس لتبنيه. لكن موسكو رفضت مجدداً إدانة حليفها النظام السوري دون سواه ما جعل لندن تسحب مشروعها.

وسبق أن عرقلت موسكو في 19 ديسمبر مشروع بيان مماثل قدمته الولايات المتحدة، ما أجبر واشنطن على سحبه. ويعرب المشروع البريطاني عن «غضب المجلس حيال الغارات اليومية التي تشنها الحكومة السورية على مدينة حلب والتي أسفرت عن سقوط 700 قتيل وأكثر من ثلاثة آلاف جريح منذ 15 ديسمبر».

ويدين البيان خصوصاً «الاستخدام من دون تمييز للأسلحة الثقيلة مثل صواريخ سكود والبراميل المتفجرة في المناطق المكتظة من حلب»، معتبراً أن النظام السوري يظهر بذلك «ازدراء منهجياً بالتزاماته على صعيد القوانين الانسانية الدولية».

تدمير الكيماوي

من جهة ثانية، رحب مجلس الأمن بالتقدم الواضح الذي أحرز في عملية تدمير الأسلحة الكيميائية السورية، في حين قالت سيغريد كاخ، المنسقة الخاصة للبعثة المشتركة للأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية في سورية، إن القضاء على الترسانة السورية ممكن التحقيق في الوقت المحدد.

وعقد مجلس الأمن الدولي جلسة مشاورات مغلقة استمع خلالها إلى إفادة كاخ، وبعد المشاورات قال السفير الأردني لدى الأمم المتحدة زيد بن رعد، الذي تترأس بلاده مجلس الأمن هذا الشهر، «استمع المجلس إلى إحاطة قدمتها المنسقة الخاصة سيغريد كاخ عن التطورات الأخيرة في ما يتعلق بتدمير الأسلحة الكيميائية السورية».

مبادرة ألمانية

إلى ذلك، أعلن وزير الخارجية الألماني فرانك- فالتر شتاينماير أمس أن برلين وافقت على تدمير بقايا أسلحة كيميائية سورية على أراضيها.

وقال الوزير الألماني، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الدنماركي هولغر نيلسن، إن «الدول التي تأخذ واجباتها الدولية على محمل الجد عليها ألا ترفض» المساعدة في البرنامج الدولي للتخلص من الأسلحة الكيميائية السورية، مشيراً إلى أننا «في الحكومة الألمانية، قررنا بالتالي، المساهمة في القضية، نظراً لما لدينا من مهارات تقنية متطورة لتدمير البقايا الكيميائية». وكشف أن «الجيش الألماني لديه القدرة على التخلص من هذه البقايا في مدينة مونستر بغرب البلاد.

اجتماعات بإسبانيا

بدأت جماعات من المعارضة السورية في إسبانيا أمس اجتماعات تستمر يومين محورها إنهاء الحرب الدائرة في سورية منذ ثلاث سنوات.

واجتمع 150 عضوا في المعارضة المعتدلة بمدينة قرطبة سعيا للتوصل إلى اتفاق قبل محادثات «جنيف2» المقررة في سويسرا يوم 22 الجاري.

كيري يبدأ جولة محورها سورية

يبدأ وزير الخارجية الاميركي جون كيري غداً جولة جديدة تشمل باريس والكويت محورها النزاع السوري، وذلك قبل أسبوعين من انعقاد مؤتمر للسلام في هذا البلد. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية جنيفر بساكي إن كيري سيشارك بعد غد الأحد في اجتماع جديد لمجموعة اصدقاء سورية مع أعضاء الائتلاف السوري المعارض.

وسيعقد هذا الاجتماع في مقر الخارجية الفرنسية في باريس بمشاركة جميع وزراء خارجية الدول الـ11 الأعضاء في المجموعة (الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وتركيا والسعودية والإمارات وقطر ومصر والأردن).

وسيلتقي كيري يوم الاثنين المقبل في باريس نظيره الروسي سيرغي لافروف لبحث احتمال مشاركة ايران في مؤتمر جنيف - 2 الذي يبدأ في 22 يناير في مدينة مونترو، بحسب بساكي.

وفي 15 يناير، ينتقل كيري الى الكويت ليحضر مؤتمر الدول المانحة الذي يطمح الى رصد 6.5 مليارات دولار للمدنيين السوريين المتضررين من النزاع. وقالت الامم المتحدة ان المؤتمر سيفتتحه سمو أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد وسيترأسه أمينها العام بان كي مون.

وكان مؤتمر الكويت الاول في يناير 2013 وعد بتقديم مليار ونصف مليار دولار من المساعدات للمدنيين السوريين تم الايفاء بـ75 في المئة منها.