أكد النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد وجود مؤشرات إيجابية بين السعودية وطهران بعد انتخاب روحاني رئيساً لإيران، لافتاً في الوقت ذاته إلى أن الكويت تسعى إلى توافق عربي لنجاح القمة العربية المزمع عقدها في 25 الجاري في الكويت.

Ad

أعرب النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد عن بالغ ترحيبه بنظيره المكسيكي خوسيه انتونيو كوريبرينيا، مشيرا إلى لقائهما سمو نائب الأمير ولي العهد الشيخ نواف الأحمد حيث نقل سموه تحياته للرئيس المكسيكي إضافة الى لقائهما بسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك.

وقال الخالد في مؤتمر صحافي عقده امس على هامش زيارة الوزير المكسيكي للبلاد: "أجرينا مباحثات ثنائية تناولت مختلف المواضيع السياسية والاقتصادية والاستثمارية والثقافية التي تسهم في تنمية العلاقات الثنائية، بالاضافة إلى القضايا محل الاهتمام المشترك، لاسيما الوضع في سورية والملف الفلسطيني والتطورات الجارية في عملية السلام في الشرق الأوسط، مؤكدا حرص البلدين على دعم الجهود الدولية لاستتباب الأمن في الشرق الأوسط والعالم، كما بحثنا سبل توطيد العلاقات الخليجية مع المكسيك من جهة ومع دول اميركا الوسطى واللاتينية من خلال الاتفاقيات وتكثيف الزيارات المتبادلة على كل المستويات".

مكانة عالمية

وقال الخالد ان المكسيك بلد مهم ويحظى بمكانة عالمية مرموقة سواء في المجال السياسي او الاقتصادي، مشيرا الى ما تتمتع به المكسيك من حضارة عريقة لها مخزون ثقافي وبشري في العالم ما جعلها وجهة سياحية رئيسية في العالم، كما يتبوأ اقتصادها المرتبة الـ 14 عالميا بالاضافة الى عضويتها الفعالة في العديد من المنظمات الدولية والمؤسسات والتكتلات والمجاميع الإقليمية، كعضويتها في اتفاقية التجارة الحرة لأميركا الشمالية،  ومجموعة العشرين وتحالف الباسيفيك الذي نسعى الى تعميق علاقتنا به في كل المستويات.

وفي رده على سؤال صحافي عن الوساطة بين مصر وقطر والشرطة الخليجية، قال الخالد إن الكويت مقبلة على قمة في 25 و26 مارس الجاري وما يهم الكويت هو تهيئة كل الأجواء لانعقاد قمة عربية تيسر لها كل فرص النجاح، مضيفا: "سنقوم بما هو مطلوب منا في رئاسة دول مجلس التعاون لهذه الدورة والرئاسة المقبلة للقمة العربية فجهد الكويت ينصب لتهدئة الامور لعقد قمة عربية ناجحة".

وقال: "اما فيما يتعلق بموضوع الشرطة الخليجية التي تم اعتمادها في قمة الكويت في ديسمبر الماضي ووزراء الداخلية لدول مجلس التعاون سيضعونها موضع التنفيذ في اجتماعهم المقبل".

أحداث أوكرانيا

وعن موقف الكويت تجاه احداث اوكرانيا وماذا عن الملفات التي ستطرح على الاجتماع الوزاري الخليجي غدا؟ وهل هناك امل بإقرار الاتفاقية الامنية الخليجية؟ قال الخالد: "نتابع باهتمام ما يحدث هناك والكويت تسعى وتحرص وتحث على الالتزام بالقانون الدولي والسعي لحل سياسي للنزاعات من خلال الحوار والمفاوضات".

وبشأن الاتفاقية الأمنية الخليجية، قال: "نحن كحكومة نلتزم بما ورد في الدستور وهناك اجراءات دستورية يجب ان تتم لدخول اي اتفاقية حيز التنفيذ فنحن كحكومة نلتزم بما هو مطلوب منا وبموجب الدستور فإن مجلس الامة لديه الوقت الكافي لدراسة الأمر ورفعه الى مجلس الوزراء، وقد يرى عرض الموضوع على لجنة او لجنتين وهذا عمل برلماني يقرره اعضاء مجلس الامة، ونحن سنكون حاضرين وفاعلين لتلبية دعوة أي من لجان المجلس لنقاش الاتفاقية".

وعن الوساطة الكويتية بين ايران والسعودية، وما اذا كنا سنشهد لقاء قريبا بين الجانبين برعاية كويتية، قال الخالد "بعد انتخاب الرئيس حسن روحاني واعطى اشارات إيجابية تجاه دول المنطقة وبشكل خاص مع السعودية وانفتاحه على دول العالم، وكانت هناك اشارات ايجابية من المملكة السعودية ردا على اشارات روحاني"، مشيرا الى ان دول الخليج وايران والعراق بينها تفاهم اكبر بالمرحلة المقبلة، داعيا الى ان يكون هناك سعي لامن واستقرار المنطقة "فكلنا شركاء في هذه المنطقة ومصالحنا كثيرة في ان يكون هناك تعاون وتفاهم حول كثير من القضايا".

الدول الست

وأضاف: "نحن نتابع الاتفاق المؤقت بين ايران والدول الست الكبرى ونأمل أن يتم التوصل الى اتفاق نهائي يجعل المنطقة اخف توترا مما كانت وكل الامور تصب في صالح تهدئة التوتر في المنطقة لصالحها ودولها وشعوبها وهذا ما نحرص عليه في دول مجلس التعاون".

علاقات مثمرة

من جهته، وصف وزير الخارجية المكسيكي العلاقات بين الكويت وبلاده بالمثمرة جدا والتي تعود الي عام 1995 والتي تسارعت بشكل كبير خلال السنوات القليلة الماضية مثل فتح السفارات بين البلدين، مضيفا "البلدان تجمعهما أطر قانونية مهمة جدا تسمح بتعميق العلاقات بشكل أكبر، وهذا الإطار القانوني تم استكماله من خلال الاتفاقيتين اللتين تم توقيعهما"، لافتا الى أن هذا اللقاء ساهم في أتاحة الفرصة من أجل التحرك نحو تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين.

وأشار الى أن الاتفاقيتين اللتين تم توقيعهما تتعلق احداهما بتشكيل لجنة مشتركة بين البلدين والآخرى تتعلق بتقليل الاجراءات المطلوبة للأفراد ولحملة الجوازات الدبلوماسية، وشدد على ضرورة العمل بجد نحو تعزيز العلاقات المشتركة بين البلدين، وتحظي العلاقات الثنائية بمحتوى جديد في كل المجالات سواء الاقتصادية والاستثمارية والثقافية أوغيرها، مؤكدا في الوقت نفسه أن بلاده مهتمة بتعميق علاقاتها مع الكويت.

ووصف زيارته للبلاد بمثابة التأكيد على التزام بلاده بتعزيز العلاقات مع مع الكويت، مشيدا بجهود سمو رئيس مجلس الوزراء السابق الشيخ ناصر المحمد الذي زار المكسيك خلال سنة واحدة، والمساهمة التي عزز بها العلاقة بين البلدين.

حوار منتظم

وقال: المكسيك تأمل وتطمح أن يوفر هذا التحول الكبير بين البلدين فرصا مهمة جدا للقطاعات العامة والخاصة، وينشأ من خلال هذه العلاقات حوار منتظم ومستمر ومنهجي ومثمر.  

وفيما يخص خطط الشركات الكويتية لدخول السوق المكسيكي لاسيما من خلال قطاع النفط قال انتونيو: لم يكن هناك اي مباحثات محددة لدخول قطاع محدد في المكسيك بل ناقشنا الآليات بشكل عام للمشاريع المختلفة، معتبرا انه في حال وجد اهتمام كويتي سيتم مواءمته مع الاحتياجات المكسيكية.

وبالسؤال عن اهم نتائج الجولة الخليجية التي قام بها وتقييمه لزيارة الكويت، قال ان علاقات المكسيك مع الكويت قوية جداً وذات إطار قانوني عميق والكويت تريد استثمار هذا الإطار للدفع بالعلاقات اكثر من حيث المستوى الأكاديمي والاقتصادي، موضحا انه بناء على ذلك زرت الكويت على راس وفد من الممثلين عن القطاعات المكسيكية منهم رئيس هيئة تشجيع وتعزيز الاستثمار لمحاورة المستثمرين المحتملين وتعريف نظرائهم الكويتيين بالجانب المكسيكي، اضافة الى رئيس مجموعة البنى التحتية لإجراء محادثات مع الصناديق الكويتية لتعزيز العلاقات وكذلك رئيس بنك الصادرات والواردات المكسيكية للمشاركة في الاحتمالات التي يمكن ان ينتج عنها فتح الخطوط الائتمانية، ولتوقيع اتفاقية تقنية في مجال التقنيات والعلوم، معتبرا ان تلك الاتفاقية تترجم العلاقة التي تربط البلدين من حيث تعزيز التجارة وتبادل الخبرات.

الإجراءات الأميركية

وبالسؤال عن الاجراءات الاميركية بخصوص نظام الهجرة والذي تعتبر المكسيك المستفيد الاول منه، قال انتونيو: اننا رحبنا بالإصلاحات التي قامت بها ادارة الرئيس باراك أوباما في ما يتعلق بأمور الهجرة، لافتا الى اننا نسعى ليكون الحوار بناء جداً وقدمنا الدعم للمهاجرين المكسيكيين والمنظمات التي تسعى الى تعزيز قضايا تهتم بالهجرة ليكون لدينا عملية إصلاح شاملة ما سيكون مفيدا جداً للمهاجرين ولتعزيز العدالة والإقرار بالمساهمة المشتركة على المستوى الاقتصادي وغيرها من الأمور التي يقدمها هؤلاء المهاجرون في المستقبل القريب للولايات المتحدة وهذا سيكون جيدا في صالح الولايات المتحدة وتتابع العمل مع المهاجرين يدا بيد لتعزيز وضعهم القانوني وحماية حقوق الانسان