بانتهاء العام 2013 وصلت حصيلة الأفلام المصرية التي عُرضت في الصالات التجارية إلى 26 فيلماً، وهو رقم هزيل مُقارنة بالرقم 95 الذي بلغته الأفلام المعروضة في العام 1986، ولم يتكرر منذ ذلك الحين.

Ad

 لكن الرقم لا يمثل كارثة بالنظر إلى ما حدث العام 1997، الذي شهد عرض 16 فيلماً فقط ارتفعت في العام التالي إلى 20 فيلماً وتراجعت في العام 1999 لتصبح 18 فيلماً، ووصلت في العام 2000 إلى 22 فيلماً، ثم تراجعت مجدداً في العام 2003 لتبلغ 21 فيلما، ووصلت في العام 2004 إلى 24 فيلماً، ما يعني كذب التكهنات التي زعمت أن السينما المصرية تعاني أزمة في العام 2013 وأنها في طريقها إلى الهاوية. لكنها تمر، بين الحين والآخر، بما يمكن الاصطلاح على تسميته {تغيير الجلد}، وكأنها طائر {الفينيق}، الذي إذا مات واحترق وصار رماداً، يُبعث من الرماد من جديد.

الدليل على هذا أن الأزمة التي عاشتها السينما المصرية في العام 2013 لم تحل دونها وتقديم ثمانية مخرجين جدد هم بترتيب الأفلام المعروضة: محمد بكير (على جثتي)، حسني صالح (هو فيه كده)، أحمد شاهين (متعب وشادية)، ماجي مرجان (عشم)، وائل عبد القادر (البرنسيسة)، محمد شاكر خضير (هاتولي راجل)، حازم متولي (وبعد الطوفان) وأيتن أمين (فيلا 69). كذلك قدمت السينما ستة كتاب سيناريو جدداً هم: تامر إبراهيم (على جثتي)، حابي سعود وياسر نعيم (الشتا اللي فات)، سامح أبو الغار(31/12)، إبراهيم فخر (8 %) ومحمد الحاج (فيلا 69).

انتقل بعض هؤلاء المخرجين إلى السينما بعد ذيوع صيته كمخرج للدراما التلفزيونية؛ مثل محمد بكير الذي قدم للشاشة الصغيرة أعمالاً أبرزها: {آسيا}، {طرف ثالث} و{المواطن إكس} الذي شارك في إخراجه مع عثمان أبو لبن، بينما قدم حسني صالح (بدأ حياته مديراً للتصوير) نفسه للسينما من خلال مسلسلات: {الرحايا}، {وادي الموك} و{خلف الله}. والأمر نفسه بالنسبة إلى المخرج أحمد شاهين الذي أخرج مسلسل {بنات شقية} (2011)، وحازم متولي الذي شارك في إخراج مسلسل {فض اشتباك}، الذي عُرض في شهر رمضان الماضي، وسبق له إخراج فيلم قصير بعنوان {يوم طويل جداً} (2007).

بدوره، جاء المخرج محمد شاكر خضير من مجال البرامج والإعلانات وامتهنت ماجي مرجان إنتاج الأفلام التسجيلية وإخراجها، ودرست آيتن أمين السينما في الجامعة الأميركية، وأثار فيلمها الروائي القصير «راجلها» ضجة بسبب جرأته، وفي رصيدها فيلمان وثائقيان عن مديحة كامل وتاريخ الرقص الشرقي، وثالث روائي قصير بعنوان «ربيع 89». كذلك شاركت في إنجاز الفيلم الوثائقي «تحرير 2011: الطيب والشرس والسياسي» مع المخرجين تامر عزت وعمرو سلامة. أما وائل عبد القادر فليس في سيرته شيئاً يُذكر قبل إخراج «البرنسيسة»!

على صعيد كتاب السيناريو، تخصص تامر إبراهيم، الذي كتب فيلم «على جثتي»، في أدب الرعب عقب تخرجه في كلية الطب عام 2003، وقدم نفسه ككاتب سيناريو للجزأين الثاني والثالث من مسلسل «لحظات حرجة» (2007)، بينما درس حابي سعود صناعة الأفلام بعد تخرجه في قسم اللغة الفرنسية في كلية الآداب وعمل كمساعد مخرج في عدد من المسلسلات التلفزيونية والإعلانات، وبرامج قناة الجزيرة. وعلى غير توقع فاجأنا الممثل سامح أبو الغار بتقديم نفسه كمؤلف لفيلم «3/12»، وبعدما تابعناه كمخرج لمسلسل «خُرم إبرة» الذي عُرض في شهر رمضان الماضي آثر إبراهيم فخر أن يكتفي بكتابة سيناريو فيلم «8 %»، ولم يُستدل على السيرة الذاتية للكاتبين الجديدين محمد الحاج (فيلا 69) وياسر نعيم (الشتا اللي فات)!

شهد الحصاد السينمائي في العام 2013 إخفاق محمد سعد وأحمد حلمي وأحمد مكي وهاني رمزي في الوصول بأفلامهم: «تتح»، «على جثتي»، «سمير أبو النيل» و»توم وجيمي» إلى الإيرادات المتوقعة، ولم تحظ بالتجاوب النقدي المعتاد، بينما أطلت «أفلام المقاولات» برأسها عبر أفلام على شاكلة: «متعب وشادية»، «بوسي كات»، «الهاربتان»، «31/12»، «هو فيه كده» و»البرنسيسة»، وخيب فيلم «فبراير الأسود» تطلعات محبي سينما المخرج محمد أمين بعكس الإطلالة الطيبة لنادين خان في «هرج ومرج»، ماجي مرجان في «عشم»، آيتن أمين في «فيلا 69» ومحمد شاكر خضير  في «هاتولي راجل»، في أول تجاربهم الإخراجية. وبرهنت تجربة «فرش وغطا» للمخرج أحمد عبد الله على تغير نوعي في ما يتعلق بنظرة الرقابة إلى الإبداع، وطريقة تعاملها مع المبدعين.

ودعنا عام 2013 السينمائي بعد تألق لافت لكل من: آسر ياسين في «فرش وغطا»، خالد أبو النجا في «فيلا 69»، محمد فراج ورمزي لينر في «هرج ومرج» ونجلاء يونس في «عشم»... وبعدما انتزع محمد حمدي لقب «مخرج المقاولات» من إسماعيل فاروق!