بمناسبة يوم المرأة العالمي أقام ملتقى ضفاف في جلسته مساء أمس الأول ندوة بعنوان «صور المرأة في الرواية»، شاركت فيها الروائيتان الكويتية فوزية شويش السالم والعراقية دُنى غالي، وأدار الندوة الروائي إسماعيل الفهد، وذلك في الجمعية الثقافية الاجتماعية النسائية.
في البداية، قدّم الروائي إسماعيل الفهد قراءة مقتضبة في نتاج الروائية فوزية شويش السالم، مؤكدا أنها كاتبة نوعية تهتم باللغة اهتماما يفوق الشاعر أحياناً، لذلك دائماً ما تكون روايتها شاعرية أكثر من كونها سردية، ثم قرأ نصاً من روايتها «سلالم النهار»، وعقب القراءة السردية، قدّم لمحة ذاتية عن الروائية دنى غالي، مؤكداً أنها ليست مجرد روائية بل هي شاعرة ومترجمة ولها نشاط في المجال الإنساني في الدنمارك وهي من عائلة فنية، ثم قرأ بضعة أسطر من روايتها «منازل الوحدة».معاناة المرأةبدورها، تحدثت الروائية فوزية شويش السالم عن كتاباتها المتعلقة بالمرأة، مستعرضة جانباً من تفاصيل حياتها الشخصية والأجواء التي كانت تنعم بها أثناء مراحل حياتها الأولى وتشكل موهبتها الأدبية، إذ كانت تعيش في بيت أتاح لها الحرية المطلقة بلا قيود ووصاية صارمة. وأضافت: «كنا نشعر بالعدل والمساواة ومن دون تفضيل الرجل على المرأة المرأة المسلوبة... لذلك كانت أولى كتاباتي في الشعر عن المرأة وعن حريتها المسلوبة».وتوضح ضمن هذا السياق أنها وجدت مضمون كتابتها يتقاطع مع المرأة وعنها، وإن وجد الرجل فهو بدرجة أقل من المرأة، واستذكرت السالم أولى كتاباتها الشعرية التي كانت أقرب إلى رواية شعرية: «وأثارني كثيراً موضوع انطواء المرأة تحت عباءة الرجل، وحصلت معي شخصياً مجموعة من المواقف التي أثارت جنوني مثل انطواء أم وابنة واخت الرجل تحت عباءته ليطلق عليها أم فلان وابنة فلان وأخت فلان من دون ذكر اسمها».وتابعت: «أعتقد أن أول ظلم تتعرض له المرأة يخرج من البيت نفسه، وفي رواياتي تطرقت لأمور كثيرة تتعرض لها المرأة وسلطت الضوء على قضايا حساسة، كما أني استغربت رؤية الرجل للمرأة على أنها للمتعة فقط، وتساءلت أيضاً عن أسباب ظلم المرأة فهل ظلمت لأنها جميلة، وفي بعض الروايات تحدثت عن قدرة المرأة على تكوين كينونة وامتداد لجذور أخرى وتكوين حضارات، وأعتقد أن المرأة مظلومة ومستلبة حتى في الوقت الراهن وحتى في المجال الثقافي دائماً تكون المرأة تحت رحمة الرجل».الظروف المحيطةأما الروائية دنى غالي، فأعربت عن سعادتها بهذه الدعوة، وقالت اشعر بالفخر للجلوس مع الروائي الكبير اسماعيل الفهد في المكان نفسه، ثم تطرقت إلى وجود المرأة في كتابتها بحيث أكدت أنها لم تكتب عن معاناة المرأة بقدر ما كتبت عن اللقاء الذي يكون بين الرجل والمرأة وما يولد بعد هذا اللقاء، كما أنها رفضت أن تجمع كل الذكور في أسباب معاناة المرأة، وأكدت أنها عندما تنظر إلى الزوج أو الأب لا تجد أي مسألة معاناة أو سلب حريات. وأضافت: «قبل أسبوع كنت أستمع إلى برنامج في اذاعة الـBBC يتحدث عن موضوع نشر المرأة ووضع اسمها على المؤلفات، فاستغربت ما يدار في هذا البرنامج بأن القراء يقترحون ألا تبين المرأة اسمها وأن تكتب باسم مستعار لرجل لأن نسبة كبيرة من القراء يعتقدون أن كتابات المرأة عاطفية وكتابات الرجل ومؤلفاته واقعية وجادة».واستطردت غالي تناولها لصور المرأة في مؤلفاتها، وأوضحت أن كتاباتها لم تقتصر على المرأة بالذات رغم وجودها في كل مؤلفاتها، كما أنها في بعض الروايات تحدثت عن معاناة الإنسان العراقي بغض النظر عن جنسه رجلا كان أو امرأة، وتناولت مجموعة من الأحداث السياسية التي أدت إلى معاناة الشخصية العراقية بسبب الحروب والأزمات والمشاكل العصيبة التي مر بها شعب العراق.
توابل
ملتقى «ضفاف» يرصد صور المرأة في الرواية
10-03-2014