فادي إبراهيم: نتقاضى أجراً تافها مقارنة مع أجور الممثلين العرب

نشر في 12-03-2014 | 00:02
آخر تحديث 12-03-2014 | 00:02
نجم لبناني وعربي، منذ انطلاقته في السبعينيات شارك في بطولة أعمال درامية محلية وعربية، وكانت له صولات وجولات في المسرح.
يطلّ فادي ابراهيم راهناً في مسلسل «ولاد البلد» (كتابة غريتا غصيبة، إخراج سمير حبشي، إنتاج أون لاين برودكشان) ويصوّر «ياسمينا»، دراما لبنانية من كتابة مروان العبد، إخراج إيلي معلوف وإنتاجه، فضلا عن مشاركته كضيف شرف في مسلسل عربي مشترك قيد التحضير.
عن مسيرته وأدواره وأعماله الجديدة، تحدث إلى «الجريدة».
ما سبب مشاركتك في مسلسل «ولاد البلد»؟

شخصية {توفيق} التي أجسدها لا نجدها دائماً في حياتنا اليومية، فهو يعاني مرضاً معيناً ويدرك أن حياته لن تطول،  لذا يحاول تحقيق أفضل ما يمكن قبل أن يفارق الحياة. فضلا عن أنني أتعاون للمرة الأولى مع المخرج سمير حبشي والكاتبة غريتا غصيبة، فأنا أعرفهما منذ سنوات.

كيف تصف الثلاثية التي تشكلها مع نادين الراسي وبيتر سمعان في المسلسل؟

غالبية مشاهدي معهما، وسادت أجواء جميلة وكنا مرتاحين جداً معاً.

هل تؤيد فكرة أن تكون الدراما صورة حيّة عن المجتمع بأحداثه ومشكلاته؟

عندما نتناول مجتمعنا في الدراما، يجب أن نتحدث بصدق وشفافية من دون الهروب من واقعنا، مثلما فعلت غريتا غصيبة في معالجتها للقضايا وإطلاقها تسميات حقيقية على الأماكن والأحداث والصراعات الداخلية والنفسية والسياسية التي نمرّ فيها.

كيف تقيّم {ياسمينا}؟

أتوقع أن يكون لهذا المسلسل وقعه في الدراما اللبنانية وتأثيره الخاص، لأنه يحكي عن مرحلة تاريخية شهدت صراعاً بهدف البقاء، وعن معاناة الشعب من الجوع والحرب منذ العام 1890 وصولا إلى الحرب العالمية الاولى. حينها كانت العاطفة أصدق وللحب قيمة أكبر، وكان الاحترام والقيم يسودان بين الناس عكس ما نشهده راهناً بين الشعوب وفي العلاقة بين الرجل والمرأة. لا بد من توجيه تحية الى الكاتب مروان العبد الذي قدّم أجمل الأعمال إلى {تلفزيون لبنان} والتمني له الشفاء من مرضه، فرغم ملازمته الفراش، إلا أنه يكتب ويتابع عمله ويساعد في الحبكة ويضع بصمته على المسلسل.

ما دورك فيه؟

{باشا لبناني} يمرّ بمراحل وأحداث، وتؤدي الصدف دورها في حياته، كذلك المخططات ووضع المنطقة، يهرب من العثمانيين فيضيّع طفلته، من ثم يُقبض عليه ويُسجن ويُجبر على خوض الحرب في الجبهات.

تلتقي مجدداً مع الممثلتين رندا الأسمر وهيام أبو شديد، فكيف ترى هذا اللقاء؟

مشواري مع رندا الأسمر عميق، عملنا معاً منذ سنوات في المسرح والتلفزيون، كذلك سبق أن  تعاونت مع هيام ابو شديد التي التقيتها أخيراً في مسلسل {وداعاً}. استمتعنا بتصوير {ياسمينا} لأن فريق العمل متجانس بشكل غير اعتيادي، لذا نحن مرتاحون لهذه التركيبة الدرامية الجميلة التي يشارك فيها نقولا دانيال وكارول الحاج وباسم مغنية أيضاً.

 

في أيهما تفضّل المشاركة، العمل الذي يتناول زمناً معاصراً أم الذي يدغدغ الحنين إلى الماضي؟

لا مشكلة لديّ في هذا الإطار ولا بنوعية الدور، سواء كان رجلاً طيّباً أو مجرماً. لأنني أقبل الشخصية التي تستفزني وتناديني بدلا من أن أركض أنا وراءها.

أين تجد موقعك في الدراما اللبنانية راهناً، بعدما لمع اسمك سنين طويلة كنجم درامي؟

عندما انطلقت في الدراما اللبنانية وتعمقت فيها وقعنا في غرام بعضنا البعض، فأصبحت ثمة  علاقة تجمعني بالمجتمع والناس وبالمجموعة الدرامية، لذا لا يتعلق الأمر بموقعي فيها. ربما ما أحاول القيام به راهناً وله علاقة بموقعي، يصبّ في إطار المسرحية المونودرامية التي أحضّرها {لما صرت إنسان}.

هل الادوار المسندة إليك توازي عطاءاتك ومسيرتك الطويلة؟

طبعاً، وإلا لما قبلت بها. بالإضافة إلى أن الأعمال التي شاركت فيها خارج لبنان، في مصر والأردن وسوريا وإيران، تصب في خانة الدراما العربية الشاملة وليس الدراما ذات الخصوصية اللبنانية فحسب.

ما تقويمك لأداء الممثلين اللبنانيين الشباب؟

كثر يؤدون أدوارهم بشكل جميل، لذا لن أدخل في التسميات كونهم يثبتون أنفسهم ويجدون موقعهم في الدراما ويحققون مسيرتهم.

هل يتجاهل المنتجون، برأيك، نجومية فادي ابراهيم عندما يعرضون عليك نوعية معينة من الأعمال؟

يدرك بعضهم أنني ممثل جيّد يمكنه أداء أدوار معينة، فيما يشعر البعض الآخر بأن اسمي يضيف قيمة إلى المحطة التي ستعرض الدراما، أو يثير اهتمام الجمهور. لذا لا أخفي ما قاله أحد المنتجين بأن اسمي {بيّاع}،  يعني أن وجودي، ولو في دور صغير، يمكن أن يضيف نوعاً من الإيجابية  إلى المسلسل، فضلا عن أن علاقتي جيدة مع الزملاء كافة.

 

لهذه الاسباب تتفاوت أعمالك بين دور البطولة وضيف الشرف؟

المبالغ التي نتقاضاها مقابل أدوارنا الدرامية تافهة لا تكفي لعيش كريم ولائق، بينما يتقاضى الممثل في بلدان أخرى أجراً مرتفعاً جداً، لذا نشارك في أكثر من عمل لضرورات العيش والاستمرارية، خصوصاً أنني رب عائلة يعتاش من التمثيل.

لماذا تسلّط الأضواء على أهمية الأعمال العربية المشتركة راهناً كأنها أمر مستجد؟

ليست الدراما العربية المشتركة مستجدّة، فمنذ بداياتي في السبعينيات شاركت فيها مع المنتج اللبناني الرائد رشيد علامة الذي قدّم أعمالا ضخمة في هذا الإطار، وبلغت أعمالي العربية آنذاك 14 مسلسلا ضمت نجوماً سوريين ومصريين، لكن {تلفزيون لبنان} الذي كان المحطة التلفزيونية الوحيدة، لم يشترِ تلك الاعمال بل اكتفى بانتاجاته وبيع بعض أعماله في الخارج، لذا عُرضت مسلسلاتي حينها في الدول العربية وليس في لبنان، فلم يشاهدها اللبنانيون. أمّا دخول الفضائيات إلى كل المنازل، فسهّل انتشار الدراما  في الدول العربية كافة. فضلا عن أن الدول العربية تضمّ مزيجاً من مختلف المجتمعات العربية، بالتالي يهمّ الفضائيات عرض أعمال تثير اهتمام الجمهور العربي المتنوع.

هل المنتج اللبناني مضطر، برأيك، للسير باتجاه الخليط العربي؟

لا نتحدث عن ضرورة في هذا الإطار، لأن مسلسلات لبنانية كثيرة نجحت، من دون أن تضم خليطاً عربياً يتطلب أن يكون المنتج قادراً على تحمّل أعبائه، لأن الممثلين العرب يتقاضون أجوراً أكبر من أجورنا، لذا يعلم المنتج أن مشاركة الممثل العربي في عمله تحتاج إلى موازنة  معينة لتأمين الراتب والمصاريف والإقامة.

هل تتمايز شركات الإنتاج بفضل المكانة المادية المتوافرة لديها؟

ثمة نقاط عدّة تميّز شركة إنتاج عن أخرى، فلا يتعلق الأمر بمكانتها المادية التي هي أساسية طبعاً، إنما بكيفية اختيار الأعمال وفريق العمل المناسب من مخرج وممثلين ومصورين.

اعتبرت الجرأة سبباً رئيساً لعدم تسويق العمل اللبناني في الخارج بينما نرى أعمالا عربية أكثر جرأة، فكيف تفسّر ذلك؟

لا تُعرض الأعمال الجريئة عبر المحطات العربية الأرضية إنما على الفضائيات التي ليست مجبرة على التقيّد بمحاذير دولٍ معينة.  

تحقق الدراما اللبنانية نسبة مشاهدة مرتفعة، ما الذي تغيّر برأيك؟

لطالما حققت الدراما اللبنانية نسبة مشاهدة مرتفعة، لكن الإعلام راهناً أصبح شاملا أكثر في ظل توافر الإنترنت الذي {اغتصب} خصوصية الناس، إذا جاز التعبير، فلم يعد  ثمة تواصل أو حياة عادية من دونه، فضلا عن أن الفضائيات تبثّ عبر المواقع الالكترونية، أيضاً، فتحوّل الإعلام الإلكتروني وسيلة سريعة للاطلاع على مجالات الحياة كافة من علم ودراما ونظريات ...

أخبرنا عن {لما صرت إنسان}.

مسرحية مونودرامية تعبّر عن وجهة نظري وتفكيري وأحلامي في شتى أمور الحياة. ما زالت في مرحلة الكتابة، لأنها تحتاج إلى تفرّغ وهدوء نفتقد إليهما راهناً بسبب الظروف الاقتصادية والسياسية والعملانية التي نمرّ فيها. أظنّ أن تجاربي الحياتية وخبراتي دفعتني إلى هذا العمل.

من أين اكتسبت الكتابة؟

من الإعلانات وترجمة المسلسلات والأفلام الأجنبية، فاكتسبت، من خلال هذه التجارب، ثقافة عامّة، خصوصاً أنني ترجمت أفلاماً وثائقية شيّقة أطلعت عبرها على معلومات أضافت الكثير إلى مفاهيمي وثقافتي وشخصيتي.

هل من عمل درامي جديد؟

سأشارك كضيف شرف في {الاتهام}،  مسلسل عربي مشترك قيد التحضير،  كتابة كلوديا مرشليان، إخراج فيليب أسمر وانتاج مفيد الرفاعي. أمّا دوري فيه، فلم يُحسم بعد.

ماذا عن الأعمال الإيرانية؟

أؤدي دور راهب في الفيلم السينمائي الإيراني {يوم الحشر}، وأحل ضيفاً في مشهدين اثنين. نفّذ هذا العمل بمستوى عالمي، وهو من إخراج صديقي أحمد رضا درويش، سيدبلج إلى العربية لعرضه قريباً في صالات السينما.

back to top