مع توجه «علي بابا» رسمياً نحو طرح اكتتاب أولي حان الوقت أخيراً كي تحقق «ياهو» المكاسب المنتظرة. فطوال سنين قام مستثمرون أميركيون بشراء أسهم في شركة ياهو التي تمتلك حوالي ربع شركة علي بابا باعتبار أن ذلك يمثل الطريق الأسهل للرهان على نجم صناعة الانترنت الساطع في الصين «علي بابا».

Ad

وتشير بعض المقاييس الى أن أعمال «ياهو» خارج نطاق «علي بابا» لا تشكل سوى 12 في المئة فقط من قيمتها السوقية. وبشكل ما سوف تكون الثروة المحققة من طرح الاكتتاب الأولي ارثاً لأمجاد «ياهو» الماضية. فقد استثمرت أولاً في «علي بابا» في سنة 2005 ودفعت مليار دولار لقاء 40 في المئة من الأسهم عندما كانت الشركة الصينية الحديثة العهد تسعى وراء نوع من مفهوم وادي السيلكون. ولكن تلك الأدوار تغيرت كثيراً، و»ياهو» تمثل الآن عقبة أمام «علي بابا».

واعتباراً من اليوم تمتلك «ياهو» 24 في المئة من «علي بابا» وهي شريحة قد تساوي قيمتها 37 مليار دولار، بحسب متوسط تقديرات محللين جمعت من قبل «بلومبرغ نيوز». وسوف تتمتع «ياهو» بثروتها على شكل مزيج من النقد والأسهم. وبسبب اتفاقيات بين الشركتين يتعين على «ياهو» التخلص من قسم كبير من موجوداتها بمجرد أن تصبح شركة «علي بابا» مساهمة عامة، مع بيع تلك الأسهم بالسعر الأولي.

بيع %10 من الأسهم

وقد أبلغ كينيث غولدمان وهو كبير المديرين الماليين لدى «ياهو» المستثمرين أخيراً ان الشركة قد تبيع على الأرجح 10 في المئة من «علي بابا» وتحتفظ بـ14 في المئة. ومثل ذلك البيع سوف يعني 15.4 مليار دولار نقداً تضاف الى 5 مليارات دولار نقداً كانت «ياهو» تملكها منذ نهاية السنة الماضية.

هذه ليست المرة الأولى التي تعزز «ياهو» فيها صناديقها عبر بيع شريحة من شركة «علي بابا». وقد حققت 4.6 مليارات دولار في سنة 2012 من خلال بيع أسهم الى شركة «علي بابا» نفسها، وقيمت الشركة عند جزء من قيمتها اليوم. وقال غولدمان في مؤتمر في وقت سابق من هذا الشهر «سامحوني على استخدام الادراك المؤخر هنا ولكن من الواضح أنني أتمنى لو أننا لم نفعل ذلك».

واذا لم تكن «ياهو» متحمسة لفكرة نيل النقد عبر «علي بابا» الآن فإن المستثمرين يتوقون الى ذلك بالتأكيد. وقد ارتفعت أسهم «ياهو» 3.5 في المئة منذ يوم الجمعة توقعاً لمراجعة خطوة قامت بها مع النقد من «علي بابا» في آخر مرة: استعادة شراء أسهم. كما أن «سوفت بنك» الذي يمتلك 37 في المئة من «علي بابا» يتمتع بزخم يسبق طرح الاكتتاب الأولي رفع أسهمه بنسبة 6.6 في المئة في بداية التداول في طوكيو.

الإسراف بالإنفاق

وعلى أي حال قد تكون الاثارة قصيرة بالنسبة الى «ياهو». وفيما توفر المبالغ النقدية مرونة اضافية لتعزيز أعمالها فقد أنفقت الشركة بإسراف مع تحقيق نتائج مختلطة. وكانت ماريسا ماير التنفيذية الرئيسية تركز على زيادة عدد الأشخاص الذين يستخدمون خدماتها ولكن ذلك لم ينعكس على النتيجة الأخيرة للشركة.

يذكر أن «ياهو» لم  تشهد نموا في العوائد منذ 2008 وشهدت هبوطاً في حصتها من سوق الاعلان الرقمي كل سنة ولفترة أطول. وفي نهاية المطاف قد يتعين على الشركة التحول الى أكثر من مجرد طريقة بارعة للاستثمار في شركات اخرى، ولكن ذلك قد لا يتحقق قبل مرور وقت طويل.

* (بزنس ويك)