«الستر زين»

نشر في 27-04-2014
آخر تحديث 27-04-2014 | 00:01
 مظفّر عبدالله أول العمود:

كنت أتوقع أن تهب جهة أو أشخاص ميسورون يتبرعون لحل مشكلة تكييف المدارس من باب التفاعل الطبيعي للبشر... لم يحدث ذلك لأننا تعودنا على الأخذ.

***

أنت... نعم أنت المواطن الكويتي تعيش في مجتمع يهوى الأقنعة ويقلل من قيمة المعلومة وينبذ التفكير العلمي. كيف؟

من المؤكد أنك تفتقد الثقة بأشياء كثيرة من حولك ومنهم البشر بالطبع، تسمع عن مدافع عن المال العام لكنه يعترف بتلقي شيك أو قطعة أرض من مسؤول، تسمع عن شخص مستواه العقلي متواضع جداً لكنه يوحي لك بانشغاله في الدكتوراه!

حتى مؤسساتك عزيزي المواطن الكويتي لا تمنحك معلومة صحيحة عن تعداد السكان مثلاً، فأنت أمام 3 أرقام، من هيئة المعلومات المدنية، ووزارة الداخلية، والإدارة العامة للإحصاء، كما صرح بذلك مديرها د. عبدالله سهر... وحسناً فعل!

حكومتك عزيزي تشجعك إعلامياً بالعمل في القطاع الخاص وتمنح موظف الحكومة زيادات غير محسوبة بشكل يشعرك بالغباء. وهي تمنح قسائم زراعية تتحول تحت بصرها إلى ديوانيات، وتنفي وجود تجارة إقامات لكن عدد عمال النظافة وحدهم 46 ألف عامل في بلد صغير المساحة.

عزيزي المواطن أنت وإلى الآن لا تعلم ما هو سبب عدم افتتاح "استاد جابر"- وأقصد هنا المعلومة الموثقة والعلمية- ولا تعلم لماذا أخذ مشروع جامعة الشدادية كل هذه السنوات بدءاً من الثمانينيات؟ ومن الذي يحرق سكراب أمغرة ويشعل الإطارات؟ ومن الذي يساهم في نشر المخدرات في السجن المركزي، وهو الأمر الذي يصرح به نواب مجلس الأمة بعد زيارتهم له؟!

وتستغرب عزيزي المواطن- ولا أحد يلومك- لماذا نستشير توني بلير في مستوى تعليمنا، أو نجلب خبيراً ليكشف لنا سبب نفوق الأسماك.

ولو أتيحت لي ولغيري مساحة بحجم جريدة بكاملها نعدد فيها جهلك بكثير مما يدور من حول- وأنا معك بالمناسبة- لأحسست بأنك مغبون ومغيب في بلد "المؤسسات".

ولاحظ أيضاً أن أي وسيلة يمكن أن تأتيك منها المعلومة يتم قمعها لدواعي "الستر زين"!

back to top