ودعت الدنيا الإعلامية الرائدة أمل جعفر عصر أمس الأول، عقب معاناة مع مرض القلب، بعد تاريخ حافل بالانجازات الريادية في مجال التقديم التلفزيوني والإذاعي، وشيع جثمانها أمس في مقبرة الصليبيخات.
وولدت الراحلة أمل جعفر في بيروت عام 1942، ودرست في المدرسة القبلية، وبعدها مدرسة عائشة، وصولا إلى ثانوية المرقاب، وخلال دراستها في مرحلة الثانوية في القسم الأدبي، وتنوعت قراءاتها في ثلاث لغات، العربية الإنكليزية والفرنسية، وكانت تهوى قراءة أعمال مجموعة من الأدباء بينهم إحسان عبدالقدوس ونجيب محفوظ، إلى جانب القصص ومسرحيات وليام شكسبير.وكانت المرحومة أم خالد وعمرها لم يتجاوز الثامنة عشرة من أوائل المذيعات اللواتي التحقن بتلفزيون الكويت في بداياته (البث باللونين الأبيض والأسود)، عندما كان سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد رئيسا لدائرة المطبوعات والنشر، وإدارة التلفزيون بقيادة الراحل خالد الفهيد.وقبل الظهور الرسمي التلفزيوني، تلقت جعفر تدريبا على يد الرائد المسرحي المصري الراحل زكي طليمات، استمر شهرين، بعدها أصبحت مؤهلة للعمل، فظهرت على الشاشة الصغيرة كمذيعة ربط، وبذلك تكون أول مذيعة كويتية في جهاز حكومي رسمي. وكانت تتعاون مع الإذاعة، وأول برنامج لها بعنوان «أنا غلطان»، وهو عمل تمثيلي مدته خمس دقائق من إعدادها وتقديمها وإخراجها، وشارك فيه عدد من الفنانين مثل سعد الفرج وخالد النفيسي ومريم الغضبان ومريم الصالح.وعند حدوث التبادل بين الإذاعة والتلفزيون، قررت جعفر الاستمرار في قطاع الإذاعة، وحققت الريادة هناك لأنها أول مذيعة للبرامج باللغة الانكليزية في الكويت عام 1965.وبعد زمالة عمل في الإذاعة والتلفزيون، ارتبطت بشريك حياتها الإعلامي القدير رضا الفيلي (أول مذيع كويتي رسمي في تلفزيون الكويت)، عام 1964، وكانت ثمرة الارتباط أربعة أبناء. واستطاعت بعد فترة من انخراطها في المجال الإعلامي أن تحقق حلمها في استكمال دراستها الجامعية في الولايات المتحدة، إذ حصلت على شهادتها في تخصص الإعلام عام 1974، وقابلت جعفر في مشوارها الإعلامي العديد من الرؤساء والملوك والشخصيات المهمة، مثل الملك حسين بن طلال والرئيس ياسر عرفات... وبعد عطاء مثمر استمر تقريباً ثلاثة عقود، تقاعدت جعفر عن العمل.من أقوالها- الأستاذ زكي طليمات قدوتي الإعلامية، علمني معنى الإعلام رغم انه كان مسرحيا قديرا، دربني على نطق الكلمات ومخارج الأحرف، أما في حياتي الخاصة فكان والداي هما قدوتي.- عندما بدأت في البرنامج الانكليزي، حيث كنا نريد اثبات ان الكويت لديها القدرة على عمل مثل هذه البرامج، وكان معنا في تلك المرحلة سعدون الجاسم وكيل الوزارة.- من المحطات المهمة في حياتي زواجي من رضا الفيلي (أبو خالد)، ودراستي في أميركا، وأبنائي وأحفادي.- أنا أول مذيعة موظفة حكوميا، لكن كانت سهيلة الحاج ابراهيم تعمل مذيعة بالتلفزيون منذ أن كان محطة تجارية لعائلة بهبهاني، قبل أن تأخذه الدولة.- كان من الرواد من جيلي في الصحافة الإعلامية فاطمة حسين، وفي الإذاعة والتلفزيون باسمة سليمان، منى طالب، شيخة الزاحم، ماما أنيسة.
توابل
الإعلامية أمل جعفر من أولى مذيعات التلفزيون... ترحل
13-01-2014