ألمانيا أدارت مفاوضات إطلاق مخطوفي «أعزاز» وقطر دفعت أموالاً لعدم إحراج أردوغان داخلياً

نشر في 25-10-2013 | 00:01
آخر تحديث 25-10-2013 | 00:01
كشفت تقارير دبلوماسية في بيروت عن جوانب غير معلنة بعد من المفاوضات المتعلقة بإطلاق المخطوفين اللبنانيين التسعة في أعزاز بسورية، لا سيما لناحية الجهات التي إدارت وساهمت في انجاز المفاوضات التي شارك فيها كل من لبنان وتركيا وسورية وقطر، بالإضافة الى الجهات الخاطفة المنتمية الى المعارضة السورية المسلحة.

وتشدد التقارير على دور ألماني محوري ومركزي في إدارة المفاوضات وتحريكها بالاستناد الى تجارب سبق لألمانيا أن لعبت فيها دوراً مماثلاً لا سيما في التفاوض بين حزب الله وإسرائيل، مما أكسبها الخبرة الضرورية وثقة الأطراف المعنيين في مثل هذه الحالات الدقيقة.

وفي المعلومات أن ألمانيا تولت إدارة المفاوضات بطلب من تركيا وبموافقة من حزب الله مباشرة بعد خطف الطيارين التركيين في بيروت، في حين تولت قطر دعم حليفها رئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان الذي تلتقي معه استراتيجيا في النظرة الى دور الإخوان المسلمين في المنطقة وطبيعة ما يجب أن ينتهي إليه الربيع العربي في بعض الدول العربية.

وتؤكد التقارير أن الدور القطري كان دورا لوجستيا تنفيذيا اقتصر على نقل المخطوفين بعد إطلاق سراحهم وتأمين مبلغ المئة مليون يورو التي دفعت للخاطفين. فمثل هذا المبلغ وإن كان عاديا بالنسبة الى دولة كتركيا إلا أن تأمينه من خلال المسارات الحكومية والدستورية والقانونية شبه مستحيل من دون إثارة الكثير من الإشكالات والسجالات والنقاشات التي من شأنها ضرب سرية التفاوض من جهة ووضع أردوغان في مواجهة مكشوفة سياسيا وإعلاميا مع معارضيه الداخليين الذين سيأخذون عليه دفع فدية للخاطفين ويحملونه مسؤولية تعريض حياة الأتراك للخطر نتيجة لسياساته السورية.

وتلفت التقارير الى أن مبلغ المئة مليون يورو التي دفعت للخاطفين هي الدليل الحسي على دور ألماني في التفاوض وإلا لكان المبلغ حدد بالدولار الأميركي مثلا. فمبلغ المئة مليون يورو يعني تقريبا 136 مليون دولار. وبالتالي فإن لغة التخاطب والتفاوض تدل على لغة أوروبية وتحديداً ألمانية. فلو كان الخاطفون او قطر او تركيا او لبنان هم الذين حددوا المبلغ لكانوا تحدثوا بلغة المئة مليون دولار أو 125 مليون دولار او 150 مليون دولار. في حين أن الكسر المالي المتمثل بمبلغ الـ136 مليون دولار يعكس الخلفية الأوروبية والألمانية تحديدا لإدارة المفاوضات.

وتلفت التقارير الدبلوماسية التي تم التداول بها في الأوساط السياسية الواسعة الاطلاع في بيروت خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية الى أن المزيد من المعلومات المتعلقة بمسار المفاوضات سوف تظهر تباعا، مشددة على أن التفسيرات السياسية التي تم التداول بها في الإعلام اللبناني لا علاقة لها بحقيقة الواقع، وأن الفارق شاسع بين الدعاية السياسية ومحاولات الاستثمار في اللعبة السياسية الداخلية من جهة وبين المعطيات العملية على الأرض من جهة مقابلة.

back to top