عندما يسود خطاب الكراهية والتكفير في أي مجتمع فالمحصلة الحتمية القتل والتشريد، وهذا ما حدث في سورية والعراق اللذين دفع شعبهما مئات الآلاف من الشهداء والملايين من المشردين، والفاعل للأسف يحمل راية "لا إله إلا الله محمد رسول الله"، معتقداً بعمله الجبان أنه يتقرب إلى الله، وأن مصيره الجنة والحور العين والله ونبيه منه براء.
من غسل عقول الشباب؟ أليسوا دعاة الفتنة من الذين وصفهم نبينا عليه وعلى آله أفضل الصلاة والتسليم "قوم يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم، يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية"؟ ما فعلته جماعات "داعش" و"النصرة" ومن لفّ لفّهما أساء كثيراً للإسلام، فممارساتهم كرهت فيهم الحجر قبل البشر، فهذه العصابات التكفيرية لا تمتُّ إلى الإسلام ولا لسماحته بشيء، والتي جعلت شعوب العالم العربي تعيد تفكيرها ألف مرة في الربيع المولود العاق، فها هو العراق، وبالتحديد المحافظات السنية، يكتوي مرة أخرى بنار "داعش" بالسيطرة على محافظة نينوى ثاني أكبر محافظة.تنظيم "داعش" لا يمكن تجاوز قدرته القتالية، فجاهزيته من حيث العدة والعتاد لا يمكن أن تصل إلى هذا المستوى لولا التمويل الدولي والتبرعات، فما شهدناه من تجهيز عسكري لم يدع مجالاً للشك بأن المخطط أكبر من العراق.خطورة هذه الجماعة تتعدى العراق وسورية، خصوصاً بعد إعلانهم خريطتهم التي شملت الكويت وأجزاء من المملكة العربية السعودية، فهي تبرهن على وجود حواضن نائمة تترقب الوقت المناسب، ومن هنا يجب على الوزارات المعنية بالأمن الداخلي لدولة الكويت ودول مجلس التعاون إعادة النظر في سياستها نحو تلك الجماعات التكفيرية، فلهم وجود ومريدون ينتظرون أوامر البغدادي، وكشفهم قد لا يحتاج إلى جهد، فأسماؤهم تملأ عالم "التويتر" و"الفيس". كما أن هناك بعض الكتّاب والسياسيين ومشايخ الفتنة يكتبون ويصرحون بذلك، وللأسف منهم يحمل الجنسية الكويتية أو يعيش فيها، يباركون لـ"داعش" انتصارها وطردها للجيش العراقي، وإليكم تغريدة لأحد النواب السابقين "تحرير الموصل ضربة قاصمة لنظام الهالكي الطائفي الذي طغى وبغى على أهل العراق، وخاصة السنّة ورفض مطالبهم وعاث في الأرض فساداً، تحية لأهل الموصل الشرفاء". يا أخي ما من عاقل يتجاوز الحقيقة إلا جاهل، فمن يسيطر على الموصل الآن هم "الدواعش" وفلول البعث البائد وأنت تلوي الحقيقة!!نصيحة:- لكل من يغرد فرحاً لما يدور في العراق نقول له أتريد عراقا تطحنه الحرب الطائفية؟ أفلا يكفيك الويلات التي عاشها هذا الشعب المظلوم على يد المجرم صدام وخوارج العصر؟- لكل من يخاف الوقوف بين يدي الله، اسأل نفسك: هل تفجير الأبرياء وقتلهم حرام أم حلال، أم دمهم لا يعني لك شيئاً؟- لكل ذي عقل: من يقوم بالقتل والذبح والتفجير؟ أليس تلك الجماعات التكفيرية والبعثية التي تتباهى على مواقعها الإلكترونية بارتكابها تلك الجرائم؟ فحكّم عقلك وضميرك قبل أن تنساق وراء الطائفية البغيضة.ودمتم سالمين.
مقالات
«دواعش» على أشكالها تقع
19-06-2014