نظمت شركة طيران الجزيرة رحلة للصحافيين إلى مطار آل مكتوم الدولي في دبي في يوم افتتاحه رسمياً، ووصول الرحلة الأولى إليه، والذي يتوقع أن يكون الأكبر على مستوى العالم خلال السنوات المقبلة.

Ad

كشف رئيس مجلس إدارة شركة طيران الجزيرة مروان بودي أن الشركة ستقوم بتسيير رحلتين اسبوعياً إلى مطار آل مكتوم الدولي في دبي ورلد سنترال، مضيفاً أنه ستتم زيادة عدد الرحلات إلى هذا المطار إلى رحلة يومياً في أبريل من العام القادم ثم بعدها إلى أكثر من ذلك مستقبلاً.

جاء ذلك خلال تصريحاته في المؤتمر الصحفي الذي أقيم بمناسبة افتتاح المبنى الأول من مطار آل مكتوم في دبي ورلد سنترال أمس وتدشين خدماته بشكل رسمي، وبحضور طيران الجزيرة كأول شركة طيران تهبط في أرض المطار ومعها شركة طيران الخليج وشركة «ويز اير» المجرية.

وحضر الحفل الافتتاحي لمطار آل مكتوم الدولي كل من الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة ورئيس مجلس الوزراء لدولة الإمارات العربية المتحدة وحاكم دبي، والشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، رئيس دائرة الطيران المدني بحكومة دبي، وفواز الفرح رئيس الإدارة العامة للطيران المدني الكويتي.

وأكد بودي أن واجهة دبي تشهد أكبر حجم لنقل الركاب بينها وبين الكويت، والذي وصل إلى نحو 14 في المئة من حركة السفر بين دولة الكويت وأي واجهة أخرى خلال العام، مضيفاً أن «طيران الجزيرة» ستبدأ بتسيير رحلات إلى مطار «آل مكتوم الدولي الجديد في دبي ورلد سنترال» ابتداء من يوم الخميس 31 أكتوبر 2013 بواقع رحلتين في الأسبوع يومي الخميس والسبت، ليرتفع بذلك مجموع عدد رحلات «طيران الجزيرة» بين الكويت وإمارة دبي إلى متوسط 27 رحلة أسبوعياً يتم تشغيلها إلى مطاري «دبي الدولي» و«آل مكتوم الدولي».

أولى الشركات المشغلة

وقال بودي: «يسعدنا في طيران الجزيرة أن نكون من أولى شركات الطيران وأولها من الشرق الأوسط التي تدعم مطار آل مكتوم الدولي الجديد الذي يهدف إلى أن يصبح من أكبر المطارات في العالم في السنوات القادمة من حيث طاقته الاستيعابية وحجمه. وفيما نستمر بخدمة مطارات دبي، نتطلع إلى مواصلة توطيد علاقاتنا مع مطاري آل مكتوم الدولي ودبي الدولي، وأيضاً مع دائرة الطيران المدني بحكومة دبي وإمارة دبي ككل».

وأضاف بودي: «يجلب مطار آل مكتوم الجديد قيمة إضافية لسوق السفر في دبي حيث ان موقعه الاستراتيجي مثالي للمسافرين من الكويت في عطلات نهاية الأسبوع الذين يتوجهون إلى منطقة المارينا ومنطقة الجميرا والمنتجعات التي من حولها، وأيضاً للمسافرين الذين يريدون تفادي قلب المدينة، إضافة للذين يريدون الذهاب إلى أبوظبي»، مؤكداً أن التاريخ سوف يسجل أن هذا المطار سيكون اكبر مركز للطيران في المنطقة.

موقع استراتيجي

ويقع المطار على مقربة من منطقة المارينا ومنطقة الجميرا في دبي المعروفة بفنادقها ومنتجعاتها من فئة الخمس نجوم ومجمعاتها التجارية ونشاطاتها الترفيهية. كما أن المطار قريب من المنطقة العالمية للإنتاج الإعلامي، ومدينة دبي الرياضية، وموتور سيتي، ومنطقة المرابع العربية، ومنطقة حدائق الاكتشاف، ومجمع دبي للاستثمار، ودبي مارينا، وميناء جبل علي، والمنطقة الحرة.

ويسهل الوصول إلى مطار «آل مكتوم الدولي في دبي ورلد سنترال» مباشرة عبر ثلاث طرق رئيسية تعبر إمارة دبي وهي شارع الشيخ زايد، وشارع الشيخ محمد بن زايد، وشارع الإمارات. وتتوافر أيضاً إمكانات التنقل من خلال خطوط الباصات وسيارات الأجرة وخط مترو دبي.

ويعد مطار «آل مكتوم الدولي» نتيجة لمبادرة استراتيجية طويلة الأمد قامت بها حكومة دبي. وافتتح المطار أبوابه أمام المسافرين اليوم بقدرة تستوعب سبعة ملايين مسافر سنوياً. وعند الانتهاء من تطوير المطار بالكامل، سيصبح «آل مكتوم الدولي» أكبر مطار في العالم. وسيتضمن المطار خمسة مدرجات ويستوعب 160 مليون مسافر و12 مليون طن من الشحن سنوياً.

65 مليون مسافر

بدوره توقع النائب الأول لرئيس مؤسسة مطارات دبي جمال الحاي أن العدد المتوقع خلال عام 2015 سيصل إلى نحو 65 مليون مسافر عبر مطارات دبي، خاصة بعد أن شهدت أكثر من 56 مليون مسافر العام الماضي، متوقعاً أن يصل العدد إلى نحو 75 مليون.

وأضاف الحاي أن التزايد الملحوظ في عدد المسافرين هو الذي يجعلنا نتنبأ بهذه الأرقام، مشيراً إلى أن مطار آل مكتوم سيكون واحدا من أفضل المطارات التي تعمل في المنطقة، كاشفاً أن سبب التأخر في افتتاحه يرجع إلى الأزمات التي شهدتها المنطقة الإقليمية والعالم، طوال الفترة الماضية، لافتاً إلى أن المطار يعمل بأحدث التقنيات العالمية، فضلاً عن وجود 5 مهابط للطائرات، مبيناً أن حجم الاستثمارات مفتوحاً.

وقال الحاي ان تدشين رحلات الركاب في 27 أكتوبر 2013، يعد بداية مرحلة جديدة من النمو والتطور لمطار آل مكتوم الدولي في دبي ورلد سنترال، وذلك بالتزامن مع ترسخ مكانة المطار كمركز عالمي للشحن الجوي، حيث أعلنت الإمارات للشحن الجوي أنها ستبدأ تشغيل جميع رحلات الشحن الخاصة بها انطلاقاً من قاعدتها الجديدة في المطار الجديد، اعتباراً من مايو 2014 بينما نقلت «إير فرانس كيه إل إم» مركزها الإقليمي إلى المطار اعتباراً من أغسطس من هذا العام.

وبلغ حجم الشحن الجوي 102.929 طن في الأشهر الستة الأولى من هذا العام، بالمقارنة مع 106.333 طناً في نفس الفترة من عام 2012، حيث بلغ حجم الشحن الجوي خلال الربع الثاني من العام الحالي 48.955 طناً بالمقارنة مع 56.271 طناً في الربع الثاني من عام 2012. ويأتي هذا الانخفاض كنتيجة لتباطؤ حجم الشحن الجوي بعد النمو السريع الذي شهده في السنوات القليلة الأولى من عمليات الشحن في المطار. حيث افتتح المطار لعمليات الشحن الجوي في يونيو 2010.

ويشكل المطار قلب مشروع عملاق يسمى أيضا دبي وورلد سنترال، ويمتد على مساحة 140 كيلومتراً مربعاً ويتم إنشاؤه على مراحل متعددة، ليشمل ستة مجمعات ضخمة تشمل مدينة دبي اللوجستية، المدينة التجارية، المدينة السكنية، مدينة الطيران ومدينة الجولف، ويعتبر هذا المشروع أول منصة متكاملة للنقل متعددة الوسائط في المنطقة، تربط بين الخدمات الجوية والبحرية والأرضية.

طيران الجزيرة: التوزيعات

%50 من الأرباح المحققة

أكد بودي أن الشركة ستوزع 50 في المئة من الأرباح المحققة مع نهاية العام الحالي إلى مساهميها، مشيراً إلى أن تصريحاته السابقة في العمومية الأخيرة بشأن التوزيعات أُسيء فهمها حول أنها ستكون 50 فلساً للسهم، وهذا الأمر غير صحيح، مؤكداً أن التوزيعات النقدية ستكون «التزاماً» من الشركة لمساهميها هذا العام.

مبنى خاص

أكد بودي دعم الطيران المدني للشركة لإنشاء مبنى خاص للشركة، مشيراً إلى أن المفاوضات جارية مع الجهات المسؤولة إلا أن مساحة مطار الكويت الحالية محدودة، مضيفاً أن الشركة تنتظر الآن الانتهاء من مشروع المطار الجديد ككل، مؤكداً أنه مشروع ضخم ولا بد للجزيرة أن تكون جزءا منه.

استحواذات «الجزيرة»

في رده على سؤال «الجريدة» حول الاستحواذ على شركات طيران أخرى، قال بودي انه لا توجد دراسة محلية حالية للاستحواذ على أي شركات، مرجحاً السبب في محدودية عدد شركات الطيران في المنطقة مقارنة بدول أوروبا وأميركا، مشيراً إلى أن أغلب الشركات العاملة الحالية مملوكة للحكومات وهذا ما يجعلنا نتمنى خصخصتها لخلق فرص جيدة للاستحواذ والاستثمار فيها، مؤكداً أن «الجزيرة» تفضل الاستحواذ على الشركات العاملة في الشرق الأوسط على غيرها نظراً لتناسبها مع طبيعة عمل الشركة.

مطار آل مكتوم... بالأرقام

- تتضمن المرحلة الأولى من مطار آل مكتوم الدولي في دبي ورلد سنترال مدرجاً واحداً قادراً على استيعاب أضخم الطائرات (بما فيها طائرات الإيرباص أيه 380)؛ ومبنى للمسافرين تبلغ طاقته الاستيعابية 7 ملايين مسافر سنويا ومبنى للشحن تبلغ طاقته الاستيعابية 250.000 طن من البضائع سنويا (قابل للتوسع إلى 600.000 طن من البضائع سنوياً) وبرج مراقبة حركة جوية بارتفاع 92 متراً.

- تم الانتهاء من تشييد مبنى الركاب في دبي مطار آل مكتوم الدولي في ورلد سنترال في عام 2012. وعند افتتاحه في 27 أكتوبر 2013، سيوفر المبنى تسهيلات وخدمات متكاملة للمسافرين، بما في ذلك متاجر التجزئة والمطاعم، ويخدم هذا المبنى و64 موقفاً للطائرات والعديد من التسهيلات الاخرى.

- سيضم المطار عند انجاز كامل مشاريع التوسعة خلال السنوات المقبلة، ما يصل إلى 4 مبان للمسافرين، تصل طاقتها الاستيعابية الإجمالية إلى 160 مليون مسافر سنوياً (بالمقارنة مع أكبر مطار في العالم من حيث حركة الركاب «مطار اتلانتا» الذي تصل طاقته القصوى إلى 90 مليون مسافر سنوياً، ويليه مطار شيكاغو أوهير بطاقة 69 مليون مسافر سنوياً، ومطار لندن هيثرو بطاقة 67 مليون مسافر سنوياً).

- ستصل طاقة الشحن الإجمالية في مطار آل مكتوم الدولي إلى 12 مليون طن شحن سنويا (مقارنة مع أرقام حركة الشحن في مطار دبي لعام 2010 والتي بلغت 2.27 مليون طن سنويا، ونحو 3.7 ملايين طن سنويا في «مطار ممفيس الدولي» الذي يعد أكبر مطار في العالم لعمليات الشحن حالياً).

- تقدر التكاليف الإجمالية لتطوير مشروع دبي وورلد سنترال العملاق (بما في ذلك جميع المناطق والتجمعات) بما يتجاوز 32 مليار دولار أميركي (حوالي 120 مليار درهم).

«سحاب»...  خطة عمل مستقلة عن «الجزيرة»

رداً على سؤال «الجريدة» بخصوص آخر تطورات شركة «سحاب لتأجير الطائرات» التابعة لشركة «طيران الجزيرة»، بشأن زيادة رأس المال أو النية لإدراجها في سوق الكويت للأوراق المالية، أكد بودي أن «سحاب» انطلقت منذ بداية عمل «طيران الجزيرة» واليوم لديها 15 طائرة.

واضاف بودي أن مستقبل «سحاب» هو العمل على التوسع في شراء الطائرات، لافتاً إلى أن لها خطة عمل مستقلة عن «الجزيرة».

واشار إلى أن بدائل التوسع مفتوحة سواء بدخول مستثمرين جدد أو بزيادة رأس مال الشركة، وحتى إدراجها بالسوق أيضاً، مؤكداً ان هذه دراسات استراتيجية خاصة بمستقبل شركة «سحاب». وقال بودي ان «سحاب» نجحت في مجال تأجير الطائرات، في الوقت الذي نجحت أيضاً الجزيرة في التوسع في مجالها هي الأخرى، مؤكداً انه لم تكن هناك أي مفاوضات بين شركة سحاب و«الكويتية» بشأن تأجير طائرات لصالح الثانية، كذلك الأمر مع الشركة الوطنية التي تعمل على العودة إلى التشغيل من جديد.

وأشار بودي إلى أن آخر طائرة تم تأجيرها كانت لشركة «ناس» في المملكة السعودية، مبيناً أن هناك أيضاً مفاوضات مع شركات أجنبية بحاجة لتأجير طائرات، ومن المتوقع الاعلان عنها في نهاية العام.