• كيف ترى مشوارك الإذاعي الممتد على مدار عقدين من الزمن؟

Ad

- تجربتي في العمل الإذاعي تمتد نحو 22 عاماً، ولا أزال مستمرا في العطاء، وربما اختصار هذه الفترة الزمنية الطويلة ببضع كلمات ليس بالأمر السهل، لكن أستطيع القول ان عملي في القطاعين الحكومي والخاص، أكسبني خبرات متنوعة لاسيما أن عملي توزع على مجالات مختلفة منها العمل الإداري والتقديم، إذ كانت البداية بتأسيس محطة «سوبر ستيشن» لوزارة الإعلام، وعقب هذا العمل، أوكلت إلي مهمة تأسيس محطة «مارينا إف إم» وكانت بمنزلة تحد كبير وقبلت خوض غمار هذه التجربة بدافع الرغبة في البحث عن أفق إعلامية أوسع، ثم أشرفت على تأسيس محطة «مكس اف ام»، ثم العودة إلى العمل في وزارة الإعلام وحديثاً عدت إلى بيتي وأعني بذلك محطة «مارينا إف إم».

خلال مشواري في الاذاعة تعاملت مع العديد من المواهب الشبابية المتطلعة إلى الدعم من الجهات المختصة ولكن للأسف هذه المواهب الموجودة تعاني مشكلات كثيرة، في مقدمتها غياب الرعاية وندرة الفرص المتاحة، ويتسم تعاملي مع هذه الفئة بالشفافية والوضوح إذ لا أعتبرهم من المنافسين بل على العكس أحاول دائماً أن أقدم للمتميزين الكثير من النصائح وأتمنى لهم الوصول إلى الأهداف المنشودة.

مسؤولية كبيرة

• ما مواصفات المذيع الناجح؟

- ثمة مذيع بالفطرة، وهناك من يحتاج إلى تدريبات مكثفة لأن قدرات الأفراد ليست متساوية، وهذا التفاوت يفرض على أرض الواقع أشخاصا يستوعبون التدريبات بسرعة، ويتقنون جرعات التأهيل التي يخضعون لها، فالعمل الإذاعي صعب جداً ويحتاج إلى مجهود جبار يبذله المذيع لجذب المستمع، وهناك نمط معين في طريقة الحوار ضمن البرنامج، إذ يجب أن يحرص المذيع على شد انتباه المستمع على مدار الحلقة وهذه الأمور صعبة جداً وتحتاج إلى إمكانات خاصة لا يستطيع أي مذيع القيام بها لأن هناك نمطا معينا في طريقة الحوار يتبعه المذيع على حسب الموضوع المطروح أثناء الحلقة، وهناك أمور عديدة أخرى منها مواكبة كل ما هو جديد ومعرفة هموم الناس ومواجعهم والعمل على رسم الابتسامة على وجوههم، لذلك على المذيع أن يتجاهل مشكلاته الشخصية خارج البرنامج حتى يستطيع رسم الابتسامة على وجوه المستمعين وتقديم مستوى جيد، كما أن حدوث أي خطأ من المذيع قد يكلفه الكثير لأن العمل الاذاعي مسؤولية كبيرة لا يستطيع تحملها إلا المذيع الناجح.

• هل تعتقد أن مواصفات المذيع تختلف بين الإذاعة والتلفزيون؟

- بالطبع، بدايتي كانت في تقديم الأخبار باللغة الإنكليزية عام 1995 بعدها شاركت في برنامج «صباح الخير يا كويت» وكنت أول مقدم في البرنامج يتحدث باللهجة الكويتية، ولكن الإذاعة لها سحرها وتمنح العاملين فيها مميزات أكبر، لأن العمل أمام الكاميرا صعب جداً والمذيع يكون مقيداً بحركات معينة، بينما في الإذاعة يتحرر المذيع من صفة الرسمية بحيث يجلس المذيع على طبيعته دون أي قيود.

مرونة الخاص

• ما أوجه الاختلاف بين العمل في الإعلام الحكومي والخاص؟

- هناك مرونة في الإعلام الخاص تصل إلى أعلى درجة فإذا كانت لديك فكرة متميزة تستطيع تسويقها بكل سهولة، كما أن الإعلام الخاص يتيح للمذيع الاحتكاك بصناع القرار في هذا المجال، وهذا الأمر يسهل العمل الاذاعي ويجعله عملاً مميزاً أكثر، أما الإعلام الحكومي فهناك التزام ونمط معين يجب أن يتبعه المذيع ولا يوجد هناك احتكاك مع صناع القرار في الإعلام الحكومي الا نادراً، وضمن هذه الأجواء تصعب مهمة المذيع ولكن لا يمكننا أن نظلم الإعلام الحكومي لأن هذه هي آلية العمل المتبعة هناك، ولكن العمل الابداعي يتطلب أن يكون هناك احتكاك يومي مع الإداريين، للتطوير ومواكبة الحدث.

بين التنقل والثبات

• أنت كالطائر، تنقلت من محطة إلى أخرى، فما السبب؟

- أنا انسان يعشق التحدي، فمشاركتي في محطة سوبر ستيشن كان تحديا كبيرا بالنسبة إلي، واستمر مشروع التحديات فاستحسنت خوض غمار تجربة أخرى في تقديم الأخبار باللغة الانكليزية ضمن القطاع الحكومي وكانت هذه الخطوة تحدياً خاصاً جدا، وحققت النجاح خلال هذه التجارب فبدأت أعتبر كل خطوة بمنزلة تحدٍ أتطلع فيه إلى النجاح، وعقب تجربة مثمرة في القطاع الخاص قدمت برنامج «القايلة» في الإعلام الحكومي وأصبح لهذا البرنامج شريحة كبيرة من المستمعين، لكن شاءت الظروف أن اجتمع مع صناع القرار في محطة «مارينا إف إم» وسار كل شيء على ما يرام وأنا أعتبر عودتي إلى «مارينا إف إم» بمنزلة العودة إلى منزلي ومكاني الطبيعي والخاص.

مواقف محرجة

• إلى أي مدى يمكن للمذيع على الهواء أن يتصرف في المواقف المحرجة؟

- يتعرض المذيع للمواقف المحرجة على الهواء بشكل يومي، وهذا الأمر وارد، وتكمن المشكلة في قدرة المذيع على حسن التصرف والخروج من الموقف بطريقة لبقة، وان لزم الأمر فلا بد له من الاعتذار ولا أعتقد أن الاعتذار فيه تقليل من شأنه بل على العكس، حتى المذيعين العالميين يعتذرون اذا ارتكب أحدهم خطأ أثناء البث المباشر ، وبالنسبة لي أحاول دائماً أن أتدارك المواقف المحرجة وأجعلها وراء ظهري وأحاول عدم التفكير بها حتى أكمل اللقاء على أكمل وجه.

• هل سبق أن تعرضت لبعض هذه المواقف؟

- نعم تعرضت لها كثيراً وتداركتها في الوقت المناسب، وهناك مواقف تحصل مع الضيوف فبعضهم يحاول أن يفرض رأيه الذي لا يعجب الكثير من المستمعين حينها أناقشه على الهواء بشكل مباشر، ولا أعتقد أن في هذا الأمر مشكلة بالنسبة إلي.

• هل تشتاق إلى العمل الإداري؟

- لا يقتصر عملي راهناً على التقديم فحسب، بل هناك شق اداري أيضاً، فأنا حالياً مدير البرنامج وأجلس دائماً مع طاقم عمل برنامج الديوانية بعد البرنامج لمدة ثلاث ساعات نحاول تنسيق موضوع الحلقة القادمة، فلدينا موضوع يومي ومقابلات ومواضيع اجتماعية ورياضية واقتصادية، ونناقش كل ما يهم المستمعين، ونحاول أن نرسم الابتسامة على وجه المستمعين ونناقش مواضيع تشهد تفاعلاً كبيراً من قبل الجميع حتى من الفنانين والصحف وكبار المسؤولين، فعلى سبيل المثال أطلقنا حملة من «مارينا اف ام» ليكون علم الكويت فوق كل بيت في الكويت والتفاعل كان جميلاً جداً حتى من خارج الكويت من الطلاب الدارسين في الخارج.

هموم الناس

• ما الذي يميز برنامج «الديوانية» عن غيره؟

- يسلك البرنامج اتجاهاً مغايراً للبرامج التقليدية منتقياً موضوعات تهم الشارع وتناقش هموم الناس ومشكلاتهم، لذلك تميز البرنامج بالحيوية والتفاعل، لاسيما أن مسألة التكرار ليست موجودة في فقرات البرنامج المنوعة فيجد المستمع المعلومة القيمة والطرح المختلف والتناول الموضوعي، كما لا يقتصر دورنا على تسليط الضوء على المشكلات الاجتماعية وحسب، بل نلتقي مجموعة من المسؤولين لأخذ رأيهم بما يتعرضون إليه من نقد وهجوم، وقد استضاف البرنامج خلال الفترات السابقة عدداً من المختصين الذين قدموا حلولاً لبعض المشكلات واقترحوا بعض الأمور الإيجابية وشهدت هذه النوعية من النقاشات تفاعلاً كبيراً من المستمعين لاسيما أن توقيت البث يحظى بمتابعة كبيرة أثناء  فترة الانصراف من العمل أو المدارس، وهو من الواحدة ظهراً إلى الثالثة عصراً.

• ما مشاريعك المستقبلية؟

- أنا طموح في بلد لا يدعم الإنسان الطموح، لدي مشاريع عديدة وكثيرة جداً، وهناك مشاريع أوشكت على وضع اللمسات الأخيرة لها، وسأعلن عنها في الوقت المناسب.