تجاهل الرئيس الأميركي باراك أوباما خلال لقائه رئيس الاتئلاف السوري المعارض أحمد الجربا أمس الأول موضوع تسليح المعارضة، إلا أنه جدد دعمه للمعارضة المعتدلة ورفضه بقاء الرئيس السوري بشار الأسد في السلطة.

Ad

التقى الرئيس الأميركي باراك أوباما مساء أمس الأول رئيس الائتلاف السوري المعارض أحمد الجربا في البيت الأبيض في واشنطن، وأكد له استمرار الدعم الأميركي للمعارضين المعتدلين لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، إلا أن الجانب الأميركي تجاهل موضوع التسليح الذي تطالب به المعارضة لتغيير موازين القوى على الأرض وفرض حل سياسي على الأسد المتمسك بالبقاء في السلطة عبر انتخابات رئاسية وصفت بـ"المهزلة" ستنظم في 3 يونيو المقبل.

وأعلن البيت الابيض في بيان أن أوباما أكد أن "بشار الاسد فقد كل شرعية للحكم وليس له مكان في مستقبل سورية"، وشدد على "عدم شرعية خطط النظام لاجراء انتخابات رئاسية"، وندد بـ"استهداف نظام الاسد المتعمد للمدنيين بالغارات الجوية بما في ذلك استخدام براميل متفجرة بالاضافة الى منع وصول المساعدات الانسانية والاغذية الى المواطنين المحاصرين من قبل النظام".

وأشار البيان الى أن "الجانب الاميركي أكد أن الولايات المتحدة تقف مع المعارضة المعتدلة والشعب السوري في جهودهما الرامية إلى إنهاء الصراع وتسهيل عملية انتقال سياسي"، لافتا الى أن "المجتمعين ناقشوا أيضاً المخاطر التي يشكلها التطرف المتزايد في سورية، وتم الاتفاق على ضرورة مواجهة الجماعات الإرهابية على كل من جانبي الصراع". وأكد البيان أن أوباما "رحب بنهج الائتلاف البناء القائم على الحوار مشجعا التحالف على مواصلة رؤيته نحو حكومة شاملة تمثل كل الشعب السوري".

وكان الجربا يعقد لقاء مع مستشارة الأمن القومي سوزان رايس عندما دخل اوباما ليشارك في الاجتماع.

وقال بيان البيت الأبيض إن الجربا شكر الجانب الأميركي على "ما مجمله 287 مليون دولار من المساعدات الاميركية للمعارضة، وأشاد بموقف الولايات المتحدة التي تقدم اكبر مساعدة انسانية الى اللاجئين السوريين والمقدرة بـ1,7 مليار دولار، إلا أن بيان البيت الابيض لم يأت على ذكر طلب تقدم به الجربا في السابق للحصول على اسلحة مضادة للطائرات لصد القصف بالبراميل المتفجرة الذي تلجأ إليه قوات النظام.

وقد رافق الجربا في لقائه العميد عبدالله البشير، رئيس هيئة الأركان للمجلس العسكري الأعلى وأعضاء رفيعي المستوى من الائتلاف.

من ناحيته، أكد الائتلاف في بيان أنه أكد خلال اللقاء على التزامه بـ"رفض التطرف بكافة أشكاله وشرح الجهود التي يقوم بها الجيش السوري الحر لمكافحة المجموعات التابعة لتنظيم القاعدة والمقاتلين الأجانب المدعومين من إيران". وأشار الى أن وفده "ناقش أيضاً الحاجة إلى تمكين أبناء الشعب السوري من الدفاع عن أنفسهم ضد جرائم الحرب التي يرتكبها النظام بشكل يومي وضرورة توفير المزيد من الضغط على الأسد للقبول بالحل السياسي".

تحييد دير الزور

الى ذلك، دعت فصائل وألوية مقاتلة من المعارضة السورية الى تجنيب مدينة دير الزور شرقي البلاد جميع الصراعات الحاصلة بين اطراف المعارضة. وقال المرصد السوري ان ذلك جاء في بيان صدر عقب اجتماع جميع الكتائب والالوية المقاتلة وفعاليات المدينة. وأوضح المرصد ان المجتمعين اتفقوا على اعتبار المدينة "خطا أحمر"، مشددين على اهمية تجنيبها جميع الصراعات لأنها ساحة معركة مع النظام وخط تماس أول، ويجب منع جميع الفصائل المقاتلة من نقل الصراع إلى داخل المدينة.

واعتبر المجتمعون أن الفصيل الذي يقحم المدينة في صراع داخلها سيكون خصما لكل الفصائل وسيتم الوقوف بوجهه ومقاتلته، وأكدوا أن "الهيئة الشرعية القضائية" في المدينة هي الجهة الشرعية المعترف بها من قبل كل الفصائل والفعاليات العامة في المدينة، لذلك "يجب على أي فصيل يريد دخول المدينة مخاطبة الهيئة لأخذ الموافقة".

استقالة الإبراهيمي

في غضون ذلك، أعرب النظام السوري عبر وسائل إعلانه عن ارتياحه لاستقالة المبعوث الدولي والعربي الأخضر الإبراهيمي من مهامه. ووصفت صحيفة "الوطن" السورية القريبة من السلطات الابراهيمي بأنه "رجل السعودية"، مضيفة "انكشف انحيازه للمعارضة على مدار الفترة الماضية خصوصاً خلال مؤتمر جنيف-2"، معتبرة ذلك "أهم أسباب إخفاقه في مهمته الأممية".

من جهة اخرى، نقلت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) عن مندوب سورية في الامم المتحدة بشار الجعفري انتقاده للابراهيمي بسبب "تدخله في الشأن الداخلي السوري، فالوسيط لا يتدخل في شأن سيادي لأي دولة".

منافسا الأسد!

الى ذلك، ترتفع يوما بعد يوم في دمشق لافتات وصور جديدة في اطار الحملة الانتخابية التي يقوم بها الاسد تحت عنوان "سوا"، علما ان لا منافس جديا في مواجهته. ويواظب المرشحان اللذان سيواجهان الاسد من جهتهما على الظهور في احاديث تلفزيونية وصحافية رتيبة في مضمونها وتكرر السياسات التي يتبناها الأسد دون تقديم أي جديد.

فقد صرح المرشح حسان النوري في مقابلة مع الموقع الالكتروني لتلفزيون "المنار" التابع لحزب الله، ان "الجيش العربي السوري (...) خط أحمر"، مشيداً بـ"دوره وبواجبه في تحرير الأراضي السورية كاملة".

وانتقد تركيا قائلا إنه لا يثق "بأردوغان وحزبه وحكومته"، خصوصاً "بعدما أقدمت عليه من تدخل في دعم الإرهاب على سورية". وقال ان كل السوريين يرفضون تصرفات "الاسرة الحاكمة في السعودية". وأبدى إعجابه بالرئيس الراحل حافظ الأسد.

وأكد المرشح ماهر حجار في حديث الى تلفزيون "الاخبارية" السوري أن بلاده "تخوض حربا ضد قوى خارجية عربية وإقليمية ودولية تريد استهداف الشعب السوري بكل فئاته وأطيافه"، مضيفاً أن أحد أسباب ترشحه "هو الإرهاب الذي تتعرض له سورية". وقال "لابد أن يتقدم أحد ويقول كفى لكل ما يحدث من القتل المجاني والدم والدمار والخراب".

(واشنطن، دمشق ـــ أ ف ب، رويترز، د ب أ، كونا)