أوباما يدافع عن «سياسة الانكفاء»: لا حلول سريعة وسهلة لأزمات العالم

نشر في 18-07-2014 | 00:09
آخر تحديث 18-07-2014 | 00:09
No Image Caption
دافع الرئيس الأميركي باراك أوباما عن "سياسة الانكفاء" التي تتبعها إدارته في الخارج،

ووجّه رسالة لمنتقديه الذين يحمّلون إدارته تلك مسؤولية أزمات تراكمت وانعكست سلباً على قوة الولايات المتحدة، وخصوصاً في منطقة الشرق الأوسط الغارقة في الدماء والدمار.

وقال أوباما، خلال اجتماع أمس الأول في البيت الأبيض بحث ملفات إيران وأوكرانيا وأفغانستان والشرق الاوسط: "سأؤكد على أمور واضحة، نعيش في عالم معقد يمر بأوقات صعبة، وليست هناك حلول سريعة أو سهلة لهذه التحديات، لكنها كلها تحتاج إلى زعامة أميركية".

وأضاف: "كقائد أعلى للجيوش، فإني واثق بأننا إذا تحلينا بالصبر والتصميم، فإننا سنرفع هذه التحديات".

وبعكس الرؤساء الأميركيين الذين يتطلعون عادة إلى الخارج خلال ولايتهم الرئاسية الثانية، عندما يتراجع نفوذهم في الداخل، فإن أوباما ينظر إلى الأوضاع في العالم فلا يرى سوى المشكلات وفرص ضئيلة لدفع سياسة خارجية تتراجع.

ورسالته البسيطة التي تفيد بأنه أنهى الحرب في العراق وأفغانستان وشتت تنظيم القاعدة، تأثرت بانعدام الاستقرار والنزاعات الجيوسياسية التي تهدد بتمزيق الأمم وتزيل الحدود الوطنية المرسومة منذ زمن.

وتعرضت واشنطن لانتقادات شديدة بعد أن تخلت عن بغداد وبقيت على الحياد، بينما استولى المقاتلون الإسلاميون على مناطق واسعة في العراق وسورية، وأعلنوا "الخلافة" التي يخشى البعض من أن تتحول إلى ملاذ يهدد الولايات المتحدة.

وفي حين تحاول واشنطن معالجة الحرب الأهلية في سورية والأوضاع الأمنية المتدهورة في ليبيا، تواجه الإدارة الأميركية أيضاً تحدياً طويل الأجل من خلال دور الصين المتزايد في العالم، وتوسع الإسلاميين المتشددين التابعين لـ "القاعدة" في إفريقيا والشرق الأوسط.

وفي اجتماعه بالبيت الأبيض، كشف أوباما عن عقوبات جديدة على روسيا بسبب الأزمة في أوكرانيا، ملمحاً إلى أنه قد يمنح المزيد من الوقت للتوصل إلى اتفاق مع طهران بشأن برنامجها النووي بعد انتهاء المهلة بعد غد الأحد، ووعد بمضاعفة الجهود لوقف العمليات في غزة بين إسرائيل والفلسطينيين.

ولم تكن هذه المرة الأولى في الأشهر الماضية التي شعر فيها أوباما بحاجة إلى الدفاع عن سياسته الخارجية، فخلال أبريل الماضي شدد في مانيلا على أن أساس القيادة الأميركية هو تجنب ارتكاب أخطاء كبيرة مثل الحرب في العراق.

وتحولت هذه الرسالة إلى خطاب حول السياسة الخارجية في مايو، عندما حذّر من أن "التصريحات الشديدة اللهجة غالباً ما يتم التداول بها، لكن الحرب نادراً ما تتطابق مع الشعارات".

وحذّر كاتب المقالات المشهور المتخصص في السياسة الخارجية ديفيد إيغناثيوس، أمس الأول، من جمود في سياسة أوباما الخارجية يتميز بتباطؤ وعدم متابعة المبادرات الأميركية الأساسية.

وهذا الأسبوع كتبت صحيفة وول ستريت جورنال على صفحتها الأولى إن سياسة أوباما الخارجية تواجه "حالة من انعدام الاستقرار وتعكس عالماً تبدو فيه القوى العظمى ضعيفة جداً".

ورفض أوباما في الماضي بقوة ادعاءات تفيد بأنه ترأس حقبة سجلت أفول نجم الولايات المتحدة، مؤكداً أن العامل المشترك بين الأزمات الدولية هو أنه لا يمكن حلها من دون تدخّل أميركي.

وسارع الجمهوريون إلى الرد على إعلانه فرض عقوبات جديدة على روسيا في إطار أسوأ أزمة بين الشرق والغرب منذ انتهاء الحرب الباردة. فقال بوب كوركر العضو البارز في لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ إن "التدابير الجديدة مفيدة، لكنها جاءت متأخرة، ما أضر بمصداقية الولايات المتحدة".

أما الجمهوري مارك روبيو، المرشح المحتمل للانتخابات الرئاسية، فكان أكثر حدة، إذ أكد أن المشكلات في سياسة أوباما الخارجية ستكون قيمة للمعسكر الجمهوري في الحملة الانتخابية لعام 2016. وقال إن "العقوبات التي أعلنها الرئيس أوباما غير مناسبة"، مضيفاً أن "التحرك المحدود يفرغ تهديدات الولايات المتحدة من معناها".

(واشنطن ـــ أ ف ب)

back to top