أهم شاعر
لست بشاعر ولا أحتمل هذه الصفة البتة، ولا أنتمي إلى {شلة} ثقافية، ولا أذهب إلى مهرجانات شعرية محلية أو أجنبية ولا أتوسل الآخرين بتذكرة سفر ولا في الكتابة عني، ولا أكتب قصيدة لا أحد يفهمها. ومع ذلك يحلو أن أسخر للحظة كوميدية وأكتب بدعابة، أنني أهم شاعر، ولن أكون {سوبرمانياً} على شاكلة أبو الطيب المتنبي، فلا الخيل تعرفني ولا الليل ولا البيداء ولا الرمح ولا القرطاس ولا القلم، ولن ينظر الأعمى إلى أدبي، ولن أكون {الشاعر} كما كان محمود درويش يحب أن يكون، ولم أنظر إلى النهر وأرى وجهي كما فعل نرسيس الذي يخبرنا عنه كثيراً بول شاوول، ولا أحب السيجارة وطقسها ولا الورقة البيضاء التي طالما كذّب الكتاب ودونوا المقالات العجاف عن رهابها.
أنا أهم شاعر في العالم، سواء قرأ أدونيس ما أكتب أو لم يقرأ، سواء كتب عني أنسي الحاج باطنياته أو لم يكتب، سواء أصدرت ديواناً من عشر صفحات أو لم أصدر. أنا أهم شاعر في العالم من دون شهادة أحد ولا أبوة أحد ولا تبنٍ من أحد، هكذا على بالي أن أقول الآن مع فنجان قهوة، ولا أحد يستطيع منعي من قول ذلك، سواء كان بقوة السلاح أو التظاهرات، وحتى الحملات الفايسبوكية وصولا إلى تصريحات النائب محمد رعد التي تهدد بقطع الأيدي.أنا أهم شاعر، لا أحد يستطيع منعي من ذلك، لا جسد هيفا وهبي، ولا رقص ميريام فارس الساذج، ولا شفاه مايا دياب المتوحشة، ولا جنون الليدي غاغا ولا مؤخرة كيم كارداشيان شاغلة العالم، ولا ديانات مادونا المتقلبة، ولا تشبيح الممثلة رغدة مع النظام السوري، ولا تنظير زياد الرحباني مع {الممانعة}. أنا أهم شاعر ربما لأنني لم آكل الهمبرغر ولا الهريسة الكربلائية ولا السوشي وأفضل اللبنة البلدية، الهندباء المقلية مع بيض الدجاج، وسلطة الجرجير مع الحامض وزيت الزيتون، وأعرف أن ثروتي تفوق ثروة المرشد الأعلى للثورة الإسلامية علي خامينائي.أنا أهم شاعر، ربما لأني لا أثق بأحد وأربي سلحفاة صغيرة في البراري، وأصطاد البعوض في المساء بمضرب الكرة، وأكره الأخبار بأشكالها كافة، ولا أحتمل زمزمة شفاه المذيعات، ولا عبوس المذيعين، وأستعيض عن متابعة {الديوك شو (من التوك شو)} بمشاهدة حيوانات البراري وأسماك القرش في أعماق البحار، وأفضل مشاهدة أفعى الأصلة تأكل أرنباً أو غزالاً على سماع أخبار سكاكين داعش وسواطير {بوكو حرام} وكيماوي البعث ونعوات ناصر قنديل المتكررة و{انتصارات} حزب الله {المجيدة} وفلسفات نظام البعث القذرة.أنا أهم شاعر، ربما لأني لا أطيق معظم شعر «الشعراء» خصوصاً أنصار الحداثة، ولا أتقبل خطب السياسيين ودجلهم اليومي، ولا أحبذ التنظير الثقافي والكتابة عن الأصدقاء والأموات لأنها «محشية» بالنفاق والكذب في لحظة ضعف وهوان.أنا أهم شاعر بأنّ الحياة في لبنان والمشرق العربي لم تعد تحتمل، مادياً ومعنوياً وجسدياً ونفسياً وحياتياً، وربما الآتي أعظم؟... والله وليّ التوفيق....