بغض النظر عن اختلافي أو اتفاقي مع الخطيب حسين الفهيد في كلامه أو طريقته أو أسلوبه في الخطابة، فإن مطالبات الطرد والمنع التي زادت في السنوات الأخيرة لن تزيد فوضانا إلا فوضى وتخلفنا إلا تخلفاً وطائفيتنا إلا طائفية.

Ad

كما كنت ضد منع العريفي ومضاوي الرشيد وحامد أبوزيد وضد طرد الفالي، أقف اليوم ضد الإبعاد دون صدور حكم قضائي ملزم لتنظيم هذه الممارسات التي أصبحت على أهواء وزارة الداخلية مدفوعة بتجهم الناس ورفضهم للآخر. ومن الطريف أن محمد الفالي حصل على حكم البراءة من كل ما وجه إليه بعد أن تم إبعاده من الكويت ومنعه من العودة إليها.

نتحدث بشكل دوري عن سماحة النبي الأكرم مع اليهود ومنهم من وصلت به الصفاقة إلى أن أمسك بتلابيب الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام. ونتحدث عن حوار الحسين مع جيش يزيد بن معاوية وهم ينوون قتله. ولكن عندما يأتي الموضوع لنا فلا عين ترى ولا أذن تسمع، نريد أن نسمع صوتنا فقط، ومن باب التغيير والانفتاح يمكن أن نسمع صداه.

منع العريفي، ويستطيع محبوه أن يتابعوه على أي قناة فضائية، كما هو الحال للفالي، وكما سيكون مع الفهيد، ومن لا يملك الوقت لمتابعة التلفاز فبإمكانه الدخول إلى "اليوتيوب" بجهازه.

كنت أجلس مع أحد الأصدقاء ذات مرة، وكنا نتحدث عن رواية "أولاد حارتنا" وعن أنها ممنوعة في الكويت، فأمسك جهازه "الآيفون"... ضرب ضربتين هناك... وثلاث ضربات هناك... حك ذقنه... قال منتصراً مفتخراً: "نزلته اقرأه اليوم"... أين الرقيب من هذا التطور الذي نحن فيه، حيث لا معلومات سرية ولا أخبار حصرية... نتحدث عن المجال المفتوح... وقفز المعلومات السريع ما بين السطوح... وهم مازالوا يتباكون على زمن الرقابة واللبن المسكوب.

مرت علينا قبل يومين ذكرى يوم عاشوراء... عظّم الله أجر من أقام العزاء على سيد الشهداء، وتقبل الله صيام من صام استحباباً وتقرباً لله تعالى، ولعن الله من تصيد في المياه العكرة واستغل هذا الوقت من السنة كعادته ليبث سمومه في جسد نسيجنا الاجتماعي والوطني المريض والممزق أصلاً.. وإنا لله وإنا إليه راجعون.