مصر: حكم بالإعدام على 528 إخوانياً وإحالة أوراقهم للمفتي
• الجماعة تصف الحكم بـ «الإبادة الجماعية»
• توتر في الصعيد
• مقتل أمين شرطة في العريش
• توتر في الصعيد
• مقتل أمين شرطة في العريش
أثار قرار محكمة مصرية أمس، إحالة أوراق 528 متهماً إخوانياً إلى المفتي تمهيداً لإصدار حكم بالإعدام نهاية الشهر المقبل حالة من الغضب في الشارع، في حين تعهد رئيس الحكومة بحياد مؤسسات الدولة بين المرشحين أثناء الانتخابات الرئاسية المقبلة.
فجَّر قرار هيئة محكمة جنايات المنيا جنوب مصر أمس بإحالة أوراق 528 متهماً من أعضاء جماعة "الإخوان" وأنصارها، إلى مفتي الديار المصرية، لاستطلاع الرأي الشرعي في إعدامهم، الشارع المصري خصوصاً في محافظات الصعيد، ذات الكثافة السكانية من الأقباط.ويعد الرأي الشرعي لدار الإفتاء غير ملزم للمحكمة التي يمكنها أن تأخذ به أو أن تتركه، وجرت العادة على مر الأعوام أن تصادق دار الإفتاء على حكم المحكمة بالإعدام وهو ما جعل الشارع المصري يستبدل النطق بحكم الإعدام بـ"إحالة الأوراق إلى فضيلة المفتي".الغضب انفجر في عدد من شوارع محافظة المنيا، على الرغم من أن القرار حدد جلسة 28 أبريل المقبل للنطق بالحكم، وذلك في قضية اتهامهم بقتل رجل شرطة والشروع في قتل اثنين آخرين، ومهاجمة بعض المراكز الشرطية بالمحافظة، خلال أحداث فض اعتصامين لمؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي، منتصف أغسطس الماضي.وعلمت "الجريدة" أن الحكم صدر بحضور 143 متهماً، في حين غاب عنه 390 متهماً هاربين، وشهدت قاعة المحكمة مشادات بين عدد من الأهالي وقوات الأمن فور قرار الإحالة إلى المفتي، في ظل منع رئيس المحكمة المستشار سعيد يوسف صبري، جميع الصحافيين والإعلاميين من حضور الجلسة.من جهتها، اعتبرت "الإخوان" الحكم "عملية إبادة جماعية جديدة" وترى أنه يهدف إلى "إخراج الثورة عن سلميتها".إلى ذلك، اعتبر مدير المنظمة العربية للإصلاح الجنائي محمد زارع الحكم انتقامياً "يسيء إلى سمعة القضاء المصري ولا يمت للقانون بصلة"، بينما نصح رئيس نادي قضاة أسيوط الأسبق، المستشار رفعت السيد، الغاضبين من الحكم بالتمهل، لأن القاضي لم يقل كلمته الأخيرة بعد، مضيفاً: "يجب أن ننتظر النطق بالحكم في الجلسة المقبلة، لأنه من الممكن أن يخفف الأحكام ولا يحكم بالإعدام على المتهمين، كما أن رأي المفتي ليس إلزامياً، ولكنه يعطي خيارات أوسع للقاضي".وأعربت فرنسا عن قلقها البالغ إزاء الحكم بإعدام 528 شخصا على خلفية الاضطرابات التي شهدتها البلاد مؤخرا ودورهم في مقتل شرطي مصري.على صعيد آخر، قررت محكمة جنايات القاهرة، المنعقدة في معهد أمناء الشرطة أمس تأجيل محاكمة 20 متهماً بينهم 4 أجانب من مراسلي قناة الجزيرة القطرية في القضية المعروفة إعلاميا باسم "خلية الماريوت"، بتهمة ارتكاب جرائم تحريض في البلاد، إلى جلسة 31 مارس الجاري مع استمرار حبسهم.واستمعت المحكمة في جلستها أمس برئاسة المستشار محمد ناجي شحاتة لشهود الاثبات، في حين نبه رئيس المحكمة على جميع وسائل الإعلام بعدم تصوير ضباط الامن الوطني الذين يدلون بشهادتهم أمام المحكمة.غضب في المنيا وبينما قررت وزارة التربية والتعليم تعطيل الدراسة في 10 مدارس في مركز مطاي التابعة لمحافظة المنيا، بعد صدور الحكم، حرصاً على سلامة الطلاب، أشعل مجهولون النيران في مدرسة ابتدائية بقرية "أبو شحاتة" التابعة لمركز مطاي، ونقل عن شهود عيان، أن مكبرات للصوت جابت شوارع البلدة، تحرِّض المسلمين على العودة إلى ديارهم تحسباً لوقوع اشتباكات ليلية، بينما أحرقت سيارة راعي كنيسة في أسيوط من قبل مجهولين.وفي حين نشرت صفحة "اتحاد شباب ماسبيرو" عبر صفحة على موقع "فيسبوك" ما يفيد إشعال النار في مدرستين مملوكتين للأقباط، توقع أسقف عام المنيا وأبو قرقاص الأنبا مكاريوس، أن تشهد مدينة مطاي توتراً بالفعل وأضاف لـ"الجريدة": "علمنا بوجود استنفار أمني تحسباً لوقوع أحداث مماثلة من أنصار الإخوان بعد حكم المحكمة، إلا أنه لم يحدث شيء".في القاهرة، أكد مصدر أمني لـ"الجريدة" أن قوات الشرطة لن تسمح بأي حال من الأحوال لأنصار الإخوان باقتحام الميادين والإخلال بالأمن وإشاعة الفوضى.وشهد أمس تراجعا لتظاهرات دعا إليها "تحالف دعم الشرعية" الإخواني، في الجامعات التي شهدت تظاهرات محدودة أمس، انتظاراً لتظاهرات ومسيرات دعت إليها غداً في ميادين "التحرير" و"رابعة العدوية" و"النهضة".السباق الرئاسي وفي حين استنكرت حملة المرشح الرئاسي المحتمل حمدين صباحي ما وصفته بحملة "الهجوم الممنهج" ضد صباحي، متهمة أنصار الرئيس الأسبق حسني مبارك بالوقوف خلفها، أكد مصدر مطلع لـ"الجريدة" أن وزير الدفاع المشير عبدالفتاح السيسي سيودع المؤسسة العسكرية غداً، معلناً ترك منصبه الوزاري، تمهيداً لإعلان ترشحه في الانتخابات الرئاسية.وقال المصدر إن "المشير سيلتقي خلال مناورة لتفتيش الحرب عدداً من ضباط وجنود القوات المسلحة، بحضور بعض الرموز الوطنية والدينية في احتفالية بأحد مواقع الجيش، ليعلن ترك منصبه وزيراً للدفاع، على أن يتبعه خروج السيسي في زي مدني ليعلن للشعب في خطاب مذاع عن ترشحه في الانتخابات الرئاسية".أمنياً، قالت وزارة الداخلية إن "أمين شرطة قتل أمس برصاص مجهولين في العريش التابعة لمحافظة شمال سيناء، أثناء توجهه إلى مقر عمله بشرطة المرافق بمديرية أمن شمال سيناء"، في وقت اعترفت فيه جماعة "أنصار بيت المقدس" الإرهابية، أمس بسقوط عدد من عناصرها في اشتباكات مع قوات الأمن بمنطقة "عرب شركس" التابعة لمحافظة القليوبية.الشبابفي غضون ذلك، وعد رئيس الحكومة إبراهيم محلب بوضع خطة جديدة تمكن الشباب من الوصول إلى المناصب القيادية في الدولة، وقال خلال لقائه ممثلي القوى الشبابية أمس الأول إن "جميع مؤسسات الدولة ستقف على الحياد بين جميع مرشحي الرئاسة".