سريان العراق... آراميون هجّرتهم المجازر!
*التنوع الإثني والعرقي في العراق كبير جداً، إذ يجمع ما بين المسلمين والمسيحيين، والمسيحيون هناك كالمسلمين أيضاً لديهم طوائف وأعراق، ونذكر من هذه الطوائف السريان، فمَن هم السريان وما حكايتهم؟! قديماً كان السريان يسمون بالآراميين، وقبل الميلاد ببضعة قرون سُموا بالآراميين السريان، وتسمية "سريان" أطلقها عليهم اليونانيون.
والمرة الأولى التي ذُكِر فيها اسم الآراميين في المدونات التاريخية كانت سنة 2300 ق.م في جنوب العراق، وبعد نحو 1500 ق.م بدأوا يؤسسون مئات الدول والممالك والإمارات في كل أنحاء منطقة الهلال الخصيب، أي آراميا، فوحّدوا هذه المنطقة بعنصرهم الآرامي، ولغتهم الآرامية السهلة، وبحضارتهم وثقافتهم... إلخ. وسريان العراق هم العراقيون من أتباع الكنيستين السريانية الأرثوذكسية والسريانية الكاثوليكية. وفي زمن صدام حسين كان السريان يعيشون حياة هادئة بعيداً عن التوترات، لأنهم بطبيعتهم مسالمون ولا يختلقون المشاكل، وعندما عيّن صدام حسين السرياني طارق عزيز وزيراً للخارجية في حكومته، ثم نائباً له، وكان يريد بذلك أن يبين لأعدائه أن الأقليات في العراق لها تمثيلها ووجودها في الحكومة، في حين أن الحقيقة أن تعيينه لعزيز كان بسبب ولائه الشديد له ولحزب البعث.وفي حين يتحدث بعض السريان اللغة السريانية كلغة أم، فإن نسبة كبيرة منهم تتحدث العربية كلغة رئيسية دون غيرها. وجدير بالذكر أن اللغة السريانية هي لغة طقوس الكنيسة السريانية، وتعتبر الكنيسة السريانية الأرثوذكسية إحدى الكنائس الرئيسية في العراق من حيث عدد أتباعها، ويعتبرها البعض ثاني أكبر كنيسة من حيث عدد الأتباع في العراق بعد الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية. ويوجد السريان من الأرثوذكس والكاثوليك في الموصل وسهل نينوى "بغديده قره قوش" وهي أكبر تجمع لهم، إضافة إلى بغداد وكركوك والبصرة وسنجار وأربيل.أما اليوم بسبب الاضطهاد والمجازر والضغوط الاجتماعية والنفسية أُجبر "سريان العراق" على النزوح إلى أوروبا وأميركا، ولم يتبق منهم إلا القليل في محافظات كالبصرة وبغداد ونينوى وكركوك، وأصبح تمثيلهم في الحكومة صفراً وفي البرلمان 3 مقاعد موزعة على بغداد والبصرة ونينوى، وبعد احتجاجات كثيرة من الطائفة السريانية حدد لهم قانون الانتخابات الجديد الذي صوت عليه البرلمان في العام الماضي 5 مقاعد فقط.