منظور آخر: ماذا لو كنت مختلفاً؟

لو يفكر الإنسان لدقيقة واحدة... ماذا لو كنت أنا المختلف؟ ماذا لو كنت أنا القبيح؟ ماذا لو كنت أنا المعاق؟ هل كنت ستسمح أن تتم معاملتك كما تعاملهم؟

نشر في 12-01-2014
آخر تحديث 12-01-2014 | 00:01
 أروى الوقيان لم تكن تلك الفتاة سوى إنسانة لم ترزق بجمال الوجه، لكنها خلقت بروح جميلة حاولت أن تعيش كأي إنسان عادي، كل مشكلتها أنها ليست جميلة، لاحقتها الأعين ولقب قبيحة "جيكرة"، ظلت لسنوات تحاول أن تتخطى كلام الناس لكن في النهاية لم تملك سوى الاعتزال عنهم.

لماذا كل هذا؟ لأننا نعيش في عالم سطحي وتافه، مهما بلغ تطوره فإنه يحكم على الأشخاص من شكلهم، وأي شيء لا يتطابق مع مقاييس العادي أو الطبيعي لديهم فإنه يعرض الشخص الآخر لكثير من الاضطهاد والسخرية!

لو يفكر الإنسان لدقيقة واحدة... ماذا لو كنت أنا المختلف؟ ماذا لو كنت أنا القبيح؟ ماذا لو كنت أنا المعاق؟ هل كنت ستسمح أن تتم معاملتك كما تعاملهم؟

مشكلة التميز بسبب المظهر هي مشكلة عالمية موجودة في كل بقاع الأرض، وهي تدل على أن الإنسان يحكم على الشخص من الوهلة الأولى، وفي ذلك كثير من الظلم والإجحاف!

لا يستحق أي شخص أن تتم معاملته بدونية فقط لأنه لا يتناسب مع معاييرك، من أنت لتكون لك معاييرك الخاصة؟

كلنا بشر، والله هو من ميزنا عن بعضنا، ويجب أن نتقبل حكمه في خلقه بأحسن خلق، ماذا لو تساوت نظرتنا إلى الناس على أساس معاملتهم وشخصيتهم وليس على ملامحهم؟

نسمع عن أسطورة جمال الروح في حين لا أحد يهتم لروحك حقيقة إلا قلّة، نسمع كثيراً أن الدين يحث على المساواة في حين كل ما نراه هو التفرقة والمقارنة، نسمع كثيراً عن منظمات وجدت فقط لتعزز حقوق الآخر، وكم هو مؤسف أن تكون هناك مؤسسات لشيء من المفترض أن يتم من تلقاء أنفسنا.

ليزي فيلاسكيز، 24 عاماً، تعاني مرضاً نادراً يحرمها من زيادة الوزن، وتسبب أيضاً في عدم قدرتها على النظر بعينها اليمنى، وهي من تكساس، وتعاني متلازمة "نيوناتال بروغيرويد" التي تتسبب في الشيخوخة المبكرة وفقدان الدهون، عثرت وهي طالبة، على فيديو في يوتيوب، تظهر فيه ويصفها بأنها "أبشع امرأة في العالم" وشرحت كيف أنّ الدعم الذي تلقته من عائلتها، غيّر من غضبها وجعلها الآن مصدر إلهام.

تأثرت كثيراً بقصتها، وشعرت بمدى ظلم الإنسان للإنسان نفسه، وكنت، وسأظل، أتمنى أن نتخيل أنفسنا في مكان مختلف، ساعتها سنعرف كم الألم الذي نتسبب فيه لهم بقصد أو بدون قصد.

قفلة:

في ظل الإحباط الذي يعانيه الشباب في الكويت، أصبحت الهجرة واحدة من خططهم، كيف لك أن تكون كويتياً ولا تملك بيتاً لتسكن فيه؟ سعر الأرض في الكويت يساوي سعر قصر في أي بلد آخر مع ضمان روعة المنظر بعكس ما هو موجود في الكويت، ومنّا للحكومة الرشيدة صاحبة الوزارات التعيسة.

back to top