كيف تقرأ رواية؟
![ناصر الظفيري](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1497859964459581700/1497859964000/1280x960.jpg)
لا تحدد قراءة الرواية سمعتها العالمية ولا عدد النسخ التي توزعها، قراءة العمل مشروع يتطلب كيمياء خاصة تربطك بهذا العمل، ولأنك تمارس مهنة الكتابة كالروائي الذي كتب العمل تحاول أن تحدد مواطن القوة التي اعتمد عليها الكاتب مستخدما قلمك في القراءة. تبحث عما تضع تحته خطا لإعجابك به، وأيضا ما تراه سبب ضعف النص. هذه القراءة تجعل منك روائيا يكتب وهو يقرأ وجزءا مما يسمى نقديا "آلية التأليف"، تحاول أن تتحاشى هذه الهفوات وأنت تكتب.معضلة القارئ/ الكاتب أنه لا يقرأ للمتعة فقط كما يفعل القارئ العادي. هو يقرأ كمن يتعلم من النص الذي يقرأه، ويستحق النص الإشادة إذا تفوق على معرفة الكاتب ليضيف إليها مخزونا ذهنيا هو المادة التي سيستخدمها في الكتابة، ويفشل النص الروائي إذا كان أقل من مستوى القارئ وتفوقت معرفته على النص. هذه القراءات لا تصنع منك كاتبا أفضل فحسب بل تقدم لك نماذج متنوعة من الكتابة، نماذج تريد لعملك أن يكون مثلها، وأخرى لا تود أن ترتكب حماقات مشابهة لها.الذي يحدد الكاتب الموهوب من سواه هو تأثير طريقة قراءته على نصه المكتوب، مقدرته في مزج هذه القراءات لخلق التركيبة الخاصة به. يجد الكاتب مع مرور الوقت والخبرة القرائية الكبيرة أن صوته الروائي أصبح مستقلا ومحددا. في حالات كثيرة يبدأ الكاتب نصا أولا، ومع استمرار قراءاته وتنوعها وتراكم الخبرات المعرفية من المتوقع أن تتطور أدواته الكتابية ويكتب نصا متطورا دائما، وحين لا يحدث ذلك فهو بالتأكيد لم يكن يقرأ سوى نصه الأول.