طوق النجاة لا يغير الوضع
![عبداللطيف المناوي](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1459078147207955600/1459078157000/1280x960.jpg)
الأكيد أن الوضع العام في القطاع "يزداد سوءاً"، ولا توجد أية "مؤشرات إيجابية" على تحسن هذه الأوضاع الخاصة باللاجئين، في ظل النقص الكبير المتوقع لأية مشروعات كبيرة في الفترة المقبلة، وقد عبر مسؤولون دوليون عن قلقهم على الوضع العام في قطاع غزة، سواء الاقتصادي أو السياسي، فالقلق يزداد لعدم معرفة ما ستؤول إليه الأمور في السنوات المقبلة، مسؤولو وكالة غوث للاجئين (الأونروا) حذروا أكثر من مرة، وهم يشرحون وضع الخدمات المقدمة إلى لاجئي غزة البالغة نسبتهم أكثر من 72 في المئة من مجمل عدد السكان الذي يفوق الـ1.7 مليون نسمة، بأنهم لا يرون أية مؤشرات إيجابية في غزة، وهذا بالتأكيد أمر مقلق، وغني عن البيان أن من يعيشون عيشة رغدة ولا يشعرون بأزمات غزة هم "المناضلون" من قيادات "حماس".لن أطالب هنا بوقف عمليات هدم الأنفاق، بل ينبغي أن تستمر لتأمين الحدود وإنهاء أكبر وأغرب صورة انتهاك لحدود دولية تجد من يروج لها ويدافع عنها، وينبغي أيضاً الإشارة إلى أن هذه الأنفاق كانت تستغل في التهريب بكل أشكاله، وقليل مما كان يمر كان يشكل فائدة حقيقية للشعب الفلسطيني، لكن ما أطالب به الآن هو تدخل بعض المنظمات الإغاثية المصرية والدولية الموثوقة بإشراف مصري كامل عليها لتقديم العون ومساعدة أهالينا، كما أطالب الحكومة المصرية ببحث سبل مساعدة أهلنا في غزة بما يعود بالفائدة عليهم ولا تستغله حركة "حماس" لصالحها، وهنا أقترح تشكيل لجنة وطنية فلسطينية ترأسها قيادة فلسطينية محترمة تلقى قبولاً فلسطينياً من الفلسطينيين في الضفة والقطاع، وأن تتشكل هذه اللجنة من ممثلين للقوى السياسية الفلسطينية ومنظمات الإغاثة الدولية، هدف هذه اللجنة بحث مشكلات غزة مع الحكومة المصرية وخاصة الطاقة والتنسيق لإيجاد حلول لها، هنا تعمل الدولة المصرية على القيام بدورها المتوقع منها في دعم وحماية أهلنا في غزة مع ضمان عدم استغلال "حماس" للوضع المأساوي لتحقيق فوائد لها، وذلك حفاظاً على الأمن القومي المصري، أما الحكومة الجديدة فهي طوق نجاة لن ينجو به أحد ما لم تتغير القناعات والأهداف والسلوك.