العراق: العشائر تقاتل في الرمادي... ولا اقتحام للفلوجة
المالكي بعد حصوله على دعم أممي: المعركة في الأنبار ليست طائفية
استعاد أفراد من العشائر وشرطيون عراقيون السيطرة على اثنين من أحياء مدينة الرمادي من أيدي عناصر تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) الذين لا يزالون يسيطرون على الفلوجة القريبة من بغداد.وقال محمد خميس أبوريشة قائد ميليشيا عشائرية: «لقد حررنا بالكامل منطقتي الملعب والفرسان، وقد تجولنا في أسواقها ورحب الناس بنا»، مضيفا: «نعرف منطقتنا جيدا ونعرف من هو عدونا، وقد عزلنا الحكومة على جهة وحاربنا داعش بجانب أبنائنا من قوات الشرطة المحلية وأرجعناهم الى مركزهم»، متوعدا بالقضاء على من تبقى من مقاتلي «داعش» في المدينة.
وتراجع أمس احتمال شن هجوم وشيك للجيش العراقي على مدينة الفلوجة في وقت يحاول مفاوضون التوصل إلى اتفاق ينسحب بموجبه مسلحو «داعش» الذين يسيطرون على المدينة منذ عشرة أيام ويفسح المجال لزعماء العشائر لاستعادة السيطرة على مقاليد الأمور.وقال عضو مجلس محافظة الأنبار المشارك في المفاوضات مع زعماء محليين في الفلوجة فالح العيساوي أمس، إن قرارا اتخذ بعدم مهاجمة المدينة وإفساح المجال للزعماء المحليين لنزع فتيل الأزمة، مشيرا إلى أن الحكومة المركزية وافقت تماما على هذا، وانها تدعمهم بشكل كامل. كما أعلنت وزارة الدفاع العراقية ان الفلوجة لن تقتحم.دعوة المالكيإلى ذلك، قال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أمس: «إن ما يجري اليوم في الأنبار ليس قضية سياسية أو طائفية لأن الإرهاب لم يستثن طرفا من أطراف العراق ولا مكونا من مكوناته»، وأضاف: «لا يمكن لنا أن نقبل صوت من يعارض الجيش وعلينا أن نعي أننا اليوم أمام قضية وجود من عدمه لذلك علينا الوقوف الى جانب القوات المسلحة وألا نطعنهم من الخلف»، مشيرا الى «أن أخطر ما يمكن هو الطعن بالجيش والشرطة ويقال عنهم طائفيون»، متسائلا «هل الإرهاب له دين وهل استثنى الشيعة أو السنة أو الأكراد أو بقية مكونات الشعب؟». مجلس الأمنوكان أعضاء مجلس الأمن أعربوا في بيان صدر مساء أمس الأول عن دعمهم القوي لجهود الحكومة العراقية المتواصلة للمساعدة على تلبية الاحتياجات الأمنية لجميع سكان العراق. وشدد المجلس على أهمية مواصلة الحوار الوطني، والوحدة الوطنية، والعملية السياسية الشاملة، وإجراء انتخابات حرة ونزيهة في أبريل المقبل، وعلى الحق في الاحتجاج السلمي وفقاً لما يكفله الدستور العراقي.إلى ذلك، أكد نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي بريت ماكورك، دعم واشنطن لمبادرة رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي عمار الحكيم حيال الأنبار، مجددا تأييد بلاده للجهود المبذولة للقضاء على «الإرهابيين» في غرب العراق. وتتضمن مبادرة الحكيم إقرار مشروع اعمار خاص بمحافظة الانبار كلفته اربعة مليارات دولار، ورصد ميزانية خاصة لدعم العشائر التي تقاتل الارهاب وتعويض ابنائها من القتلى والجرحى.وتقضي المبادرة أيضاً بإنشاء قوات الدفاع الذاتي من عشائر الانبار تكون مهمتها تأمين الحدود الدولية والطرق الاستراتيجية في المحافظة ودمجها بتشكيلات الجيش العراقي على ان تكون قوات خاصة بمحافظة الانبار وبقيادة أبناء المحافظة من القادة العسكريين. وتدعو المبادرة إلى تشكيل مجلس أعيان الانبار الذي يمثل القوى العشائرية في المحافظة ومنحه الصفة الرسمية.(بغداد - أ ف ب، رويترز،د ب أ، يو بي آي)