تسببت موجة الطقس السيئ، التي ضربت المحافظات المصرية أمس، في تأجيل محاكمة الرئيس المعزول محمد مرسي إلى مطلع فبراير المقبل، حيث أرجأت محكمة جنايات القاهرة ثاني جلسات محاكمته و14 آخرين من قيادات جماعة "الإخوان" الإرهابية، في قضية اتهامهم بتعذيب وقتل متظاهرين أمام قصر الاتحادية الرئاسي ديسمبر 2012.

Ad

وأرجع رئيس المحكمة المستشار أحمد صبري قرار التأجيل إلى تلقيه مذكرة من مدير أمن القاهرة، بتعذر إحضار مرسي من محبسه في سجن "برج العرب"، غربي مدينة الإسكندرية الساحلية، بطائرة هليكوبتر، نظرا لسوء الأحوال الجوية، ليصدر صبري بعدها قرار المحكمة في جلسة لم تستغرق إلا دقيقة واحدة بالتأجيل، حتى يتسنى إحضار المتهم من السجن، حيث يقضي حبسه الاحتياطي على ذمة القضية منذ 17 أغسطس الماضي.

وكانت جلسة المحاكمة، انعقدت في مقر أكاديمية الشرطة "شرقي القاهرة"، بعدما تأخرت عن موعدها المقرر حوالي ساعة، لانتظار هيئة المحكمة حضور مرسي، وشهدت الجلسة سقوط القيادي الإخواني محمد البلتاجي، المتهم في القضية ذاتها، مغشيا عليه قبل أن يتمكن فريق طبي من إسعافه.

وتمكن القيادي السابق بحزب الحرية والعدالة عصام العريان، الموجود خلف القضبان، من مخاطبة الصحافيين قبل بدء المحكمة، قائلا: "لقد جلبونا إلى هنا منذ الواحدة والنصف فجرا"، مضيفا: "موقفنا لم يتبدل، نحن نعتبر أنفسنا أمام محكمة غير عادلة وغير دستورية، ولا نريد من القضاء أن ينجر إلى هذا النزاع السياسي نحن أمام حملة مسيسة".

من جانبه، اتهم عضو هيئة الدفاع محمد الدماطي أجهزة الأمن بتعمد تغييب مرسي عن الجلسة، معتبرا السبب الذي أعلنه الأمن "غير مقبول، ولا أساس له من الصحة"، بينما أكد عضو هيئة الدفاع بهاء عبدالرحمن أن التأجيل جاء لأسباب سياسية "لتهدئة الشارع، وتمرير الاستفتاء على مشروع الدستور"، مضيفا: "ظهور مرسي كفيل بإشعال حماس أنصاره".

وبينما شهد محيط مقر أكاديمية الشرطة إجراءات أمنية مشددة، خشية اقتحام أنصار المعزول القاعة، فضت قوات الأمن مسيرات لطلاب "الإخوان" أمام المدينة الجامعية بالأزهر، باستخدام قنابل الغاز المسيل للدموع، بعد قطعهم الطريق أمام حركة السيارات، حيث رشقوا قوات الأمن بالحجارة، وأحرقوا سيارة شرطة.

وفي أول رد فعل سياسي على قرار التأجيل أعرب "التحالف الوطني"، الذي تقوده جماعة "الإخوان"، عن قلقه على حياة مرسي إزاء منع الزيارات عنه في الفترة الأخيرة، وعدم ظهوره في جلسة المحاكمة، محذرا من أن تعرض مرسي لأي مكروه "سيضع الوطن في مواجهة المجهول"، داعيا إلى تنظيم تظاهرات يومية حتى إسقاط النظام الحالي.

استفتاء الخارج

إلى ذلك، بدأ مصريو الخارج أمس التصويت على مشروع الدستور المعدل، والذي ينتهي الأحد المقبل، وقال المتحدث باسم الخارجية السفير بدر عبدالعاطي، إن "الناخبين بدأوا الادلاء بأصواتهم في مقار 160 دولة على مستوى العالم من التاسعة صباحا حتى التاسعة مساء بالتوقيت المحلي لكل دولة".

وأضاف عبدالعاطي، عقب لقاء وزير الخارجية نبيل فهمي مع مبعوث الاتحاد الأوروبي لمنطقة جنوب المتوسط برناردينو ليون، ان فهمي "استعرض العملية الجارية الخاصة بتنفيذ خريطة الطريق، والبدء الفعلي في تنفيذ الاستحقاق الخاص بالدستور"، لافتاً إلى أن "فهمي رحب بمشاركة وفد من الاتحاد الأوروبي في متابعة عملية الاستفتاء على مشروع الدستور".

وأنهت الحكومة استعداداتها لإطلاق عملية التصويت داخل مصر يومي 14 و15 الجاري.

ودشنت أحزاب وحركات "تحالف القوى الديمقراطية والعدالة الاجتماعية" حملة حشد في الشارع للتصويت بـ"نعم"، تبدأ غدا بمؤتمر جماهيري حاشد في مدينة سوهاج "صعيد مصر"، بحضور رئيس الحزب الناصري وعضو لجنة الخمسين سامح عاشور، ورئيس حزب الكرامة محمد سامي.

في المقابل، أعلن حزب مصر القوية، الذي يترأسه المرشح الرئاسي السابق عبدالمنعم أبوالفتوح، عزمه إعادة تقييم قرار المشاركة في الاستفتاء، وأكد المتحدث الرسمي باسم الحزب أحمد إمام "رفع الحزب دعوى أمام القضاء الإداري لوقف قرار الرئيس بالسماح للوافدين بالتصويت على الدستور في غير محل إقامتهم"، بينما تراجعت حركة "شباب 6 أبريل" عن قرار سابق بالمشاركة، معلنة مقاطعة الاستفتاء، نتيجة عدم استجابة "الرئاسة" لمقترح الحركة بتعديل خارطة المستقبل.