وطني قابع في مكانه، قد يراه من هم في الداخل يتحرك، والصحيح أن ما حوله هو الذي يتحرك ونحن قابعون في مكاننا، الأقزام يتقدمون المشهد، يتناظرون في مؤتمرات سرمدية، يبحثون عن الحل وشح النجاحات والأصل أنهم هم أساس الفشل.

Ad

أصحاب الحل والريادة غير مدعوين إلى مؤتمرات النجاح المنتظر، هم في الأغلب مربوطون عند أطراف المدينة وصوتهم لا يصل، لأن الأقزام ملؤوا آذان الرعية بالتراب وغسلوا أدمغتهم بزيوت المحركات المعطوبة.

صاحب الفكرة في مدينة الأقزام مخلوق فضائي لا بد من فحصه وتشريحه، وهذه العملية لا تتم عادة وهو على قيد الحياة، الأقزام لا يتورعون عن مزاولة أي تخصص دون خجل؛ لذا تموت كل المخلوقات الفضائية بين أيديهم قضاء وقدراً، ومن يا ترى سيحاسبهم، الأقزام في كل مكان وهم عشيرة متضامنة.

في أجواء كهذه الأجواء يكون الصمت والتحالف مع الساعات المنسربة مهارة عالية، تضمن العيش مع الأقزام، فهم في النهاية بحاجة إلى قامات ترفعهم كي يروا المدينة التي أفسدوا فيها، هم بحاجة إلى رؤية ما يريدون رؤيته في الوقت الذي يريدونه.

وطني قابع في مكانه، لأن ناقل الحركة مقطوع والمحرك يدور بكامل طاقته، والإطارات تئن من الجمود وعدم الاستعمال، وحدهم الأقزام لا يريدون لوطني الحركة؛ لأن أقدامهم عاجزة عن ملامسة "دواسة" البنزين، وطالما أن الحياة لا تتم بدونهم، فليبق كل شيء في مكانه حتى يفرجها الله وتطول أقدامهم أو تكبر عقولهم.

الفقرة الأخيرة:

دوام الحال من المحال.