«ما راح يتغير شي»
«Insanity: doing the same thing over and over again and expecting different results. . Albert Einsteinالجنون: تكرار نفس الفعل مرات ومرات وتوقع نتائج مختلفة». «ألبرت أينشتاين».
سلسلة استجوابات قدمت وستقدم في الأيام القليلة المقبلة، بغض النظر عن محتواها أو دستوريتها أو حتى صدق نوايا الإصلاح لدى مقدميها فإنها بالتأكيد ستحمل في طيات معظمها قضايا مستحقة وفساداً مستشرياً في أي قطاع من قطاعات الدولة، فمن الممكن استجواب وزير التربية على عدم قبول خريجي الثانوية بالجامعة، ووزير الأشغال على تعطل كل المشاريع، ووزير الإسكان على عدم قدرته على الإسكان، ووزير التنمية على اختفاء التنمية... إلخ.ولن تتغير الحال بصوت أو عشرة بحدس أو سلف أو شعبي أو منبر أو تحالف، سيستمر الوضع على ما هو عليه، ولن يتحقق طموح الحكومة في الهدوء المنشود ما داموا يقومون بالجنون نفسه حسب وصف أينشتاين، فأن يكون المعيار الأساسي للحكومة هو اسم العائلة أو الكوتا القبلية أو الطائفية أو حتى المبنية على الجنس، لن يحقق طموحهم في الهدوء، وفكرتهم بالاستقرار الذي ينشده الشعب لا تتمثل بالهدوء، بل كل ما ينشده الشعب حياة كريمة خصوصا في ظل ما يراه من وفرة مالية مهدرة وتقدم دول الجوار أمام ناظريهم.كي تتضح الصورة أكثر لحكومتنا برئيسها ووزرائها، حتى لو ألغيت الديمقراطية في الكويت بمعنى عدم وجود مجلس يراقب أعمالكم ويلوح باستجوابكم أو يستجوبكم فلن تتقدموا ولن تنجزوا شيئاً؛ لأنكم باختصار تمارسون نفس الفعل في تكوين الحكومة وتتوقعون نتائج مختلفة.فحكومة فيها عقلية وزير كوزير الصحة، وما قام به مع الدكتورة كفاية عبدالملك لا يمكن، لا يمكن، لا يمكن أن تتطور، أو حكومة تلغي عقداً مع شركة أجنبية خوفاً من استجواب وندفع 600 مليون دينار من جراء ذلك لا يمكن، لا يمكن، لا يمكن أن تنجز، أو حكومة يكون فيها وزراء أول ما يقومون به تعيين الأشقاء والمقربين لا يمكن، لا يمكن، لا يمكن أن تحقق الإصلاح. نموذج محمد بن راشد ودبي هو ما يتابعه الكويتيون بإعجاب، ويتمنون تحقيقه في الكويت، وهو نموذج لمن يتفحصه لا علاقة له بتشكيل الحكومات في الكويت، فهو يحرص على الكفاءة، وهي السبيل الوحيد للاستقرار الذي يبحث عنه الكويتيون.باختصار إن وضع حكوماتنا يشبه إلى حد كبير طريقة إدارة رئيسي النادي العربي ونادي كاظمة لنادييهما، فهما يغيران اللاعبين والمدربين والفشل مستمر، مع أن الخلل واضح وهو طريقة الإدارة وهو الأمر الذي لا يغيرانه أبدا.قد يتجاوز الوزراء استجواباتهم اليوم، وإن كانت مستحقة ولكن لن يصلوا أبداً، وأكرر أبدا إلى الاستقرار إلا بالإنجاز، والإنجاز لن يتحقق وأنتم تقومون بالفشل نفسه وتتوقعون النجاح.خارج نطاق التغطية:نادي الكويت هو أكثر الأندية تحقيقا للإنجازات في كل اللعبات في السنوات العشر الماضية، ومع هذا يستبعد من عضوية مجالس إدارات الاتحادات الرياضية لأنه ببساطة لا يخضع لسطوة شيوخ الرياضة... عيب.