في ظل التوتر بين بغداد وأربيل وتبادل الاتهامات بين الطرفين على خلفية الأزمة السياسية بينهما، أثارت جريمة قتل إعلامي عراقي أمس على يد أحد عناصر حماية الرئيس العراقي جلال الطالباني الكثير من الجدل، وكشفت عن حجم التوتر بين المكونات العرقية والمذهبية العراقية مع تفاقم الأزمات السياسية في عهد رئيس الحكومة نوري المالكي.  

Ad

وقُتِل مدير تحرير إذاعة "العراق الحر" الخاصة محمد البديوي، وهو أستاذ الإعلام في جامعة المستنصرية، على يد ضابط في الفوج الرئاسي المكون من عناصر البيشمركة الكردية عند حاجز المجمع الرئاسي في منطقة الجادرية وسط بغداد، بعد مشادة كلامية بينهما.

وطوّقت قوة عراقية خاصة مقر الفوج الرئاسي في الجادرية، وطالبت بتسليم الجاني مهددة باستخدام القوة.

وأشرف المالكي شخصياً على اعتقال الضابط الذي قتل البديوي، وقال في تصريح لدى وصوله إلى مقر المجمع الرئاسي، حيث كانت قوة خاصة تحاصره بعد رفض الفوج الرئاسي تسليم الجاني وتبدو عليه علامات الغضب، إن "دم الشهيد في عنقي، وأنا ولي الدم، وكل من له صلة بهذه الجريمة يجب أن يمثل أمام القضاء، والدم بالدم".

وبعد محاصرة للمقر ومفاوضات جرت بين قيادة عمليات بغداد والضباط المسؤولين عن الفوج الرئاسي، سلموا الجاني إلى القوات العراقية.

ووصف مكتب الطالباني عملية القتل بـ"عمل يتنافى مع جميع القيم التي تربى عليها أفراد اللواء الرئاسي، وحرص خلالها منتسبوه طوال سنوات عملهم في بغداد على العمل المهني الملتزم باحترام الإنسان كقيمة عليا"، وعاد ليؤكد في وقت لاحق أن الجاني سُلِّم للسلطات ليلقى العقاب العادل.

من جانبه، استنكر نقيب الصحافيين العراقيين مؤيد اللامي الحادث، وطالب بتسليم "المجرم القاتل إلى القضاء لينال عقابه العادل".

بدوره، عبّر الشيخ غضنفر البطيخ الشمري عن استهجان قبيلته التي ينتمي إليها البديوي لما حصل، قائلاً إن "هذا اعتداء سافر وغير مقبول، ونحن كعشائر شمر نستهجن هذا العمل الإجرامي"، مضيفاً: "طالبنا وزير الداخلية بتسليم الجاني فوراً درءاً للفتنة".

(بغداد - أ ف ب، د ب أ)