لبنان: لا اختراقات عشية «الجلسة الرئاسية»
«تطيير النصاب» الأكثر ترجيحاً... والحريري يلتقي باسيل
أقفلت بورصة المواقف السياسية اللبنانية أمس على مزيد من الغموض بشأن الاستحقاق الرئاسي. وفقد اللبنانيون الأمل في الاطلاع على ما يحضره لهم «نواب الأمة»، في وقت لم يسجل أي اختراق في مواقف القوى السياسية ما يجعل احتمال فشل الدورة الثانية للانتخابات الرئاسية التي ستعقد اليوم في مجلس النواب الأقوى والأكثر ترجيحا، حيث من المتوقع أن تقوم «قوى 8 آذار» ومعها تكتل «التغيير والإصلاح» بتطيير نصاب الجلسة اذا لم تحصل معجزة أو مفاجأة في الدقيقة الأخيرة.وبحسب المواقف السياسية المعلنة، لاتزال «قوى 14 آذار» تدعم ترشيح رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، ولايزال رئيس تكتل جبهة النضال الوطني وليد جنبلاط متمسكا بترشيح النائب هنري الحلو، كما لايزال رئيس تكتل التغيير والإصلاح ميشال عون مطروحاً من قبل تكتله كـ»رئيس توافقي».
وفي اتصالات اللحظة الأخيرة، التقى زعيم تيار «المستقبل»- الناخب الأكبر داخل «قوى 14 آذار»- رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري في باريس أمس وزير الخارجية القيادي في «التيار الوطني الحر» جبران باسيل لبحث الاستحقاق الرئاسي. ولم يرشح أي شيء عن اللقاء، واذا ما كان الحريري قد اقتنع من باسيل بدعم زعيم «التيار الوطني الحر» و»تكتل التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون للرئاسة.وكان نواب من كتلة تيار «المستقبل» استبعدوا أمس أن يصل اللقاء بين الحريري وباسيل الى دعم الحريري لترشيح عون، الا أنهم لم يغلقوا الباب نهائيا على هذا الاحتمال. واشارت مصادر مقربة من «المستقبل» الى أن الحريري وباسيل تجاوزا مسألة ترشيح عون، وبحثا في شخصية رئاسية وسطية، لكن هذه المصادر لم تقفل بدورها الباب أمام «معجزة» و«مفاجأة» تحصل خلال الجلسة.ووسط هذا الغموض، رجحت مصادر سياسية أن تفشل الجلسة الانتخابية اليوم في الانعقاد، حيث سيلجأ فريق «8 آذار» ومعه «تكتل التغيير والإصلاح» الى تطيير نصاب انعقاد الجلسة (ثلثا المجلس، 86 نائباً).«التغيير والإصلاح»وقال النائب عن تكتل «التغيير والإصلاح» سيمون أبي رميا أمس إن التكتل لن يذهب الى الجلسة الانتخابية «من دون ان تكون الأمور ناضجة». وفي وقت لاحق أصدر «التغيير والإصلاح» بعد اجتماعه في الربابية بيانا شديد الغموض، أكد فيه أن «الرئيس ليس بمعادلة معزولة عن الدستور والميثاق والصيغة الميثاقية المعروف بها لبنان».ولفت التكتل إلى أنه «عندما يخرج بإجماع المسيحيين، لأننا نريد في بكركي وفي ما بيننا، رئيس قوي ببيئته وقادر على جمع اللبنانيين فعلينا واجب المحافظة على هذا الخيار».وجاء في البيان، الذي تلاه النائب ابراهيم كنعان، «اننا لا نؤمن بشيء اسمه فراغ، وهذا أمر غير موجود في حساباتنا ومفهومنا لعمل المؤسسات الدستورية، بل نحن نؤمن بالصيغة الميثاقية وبالخيار الوطني الجدي الحقيقي وليس بجلسات فلكلور، ومن هذا المنطلق سنتعاطى مع الاستحقاق الرئاسي الذي يجب أن تتوافر فيه المواصفات التي أعلناها منذ البداية».«14 آذار» وبينما التزم «حزب الله» وحركة أمل وحلفاؤهما الصمت، قال عضو كتلة «المستقبل» النائب عمار حوري إن «قوى 14 آذار ستتوجه الى الجلسة»، مؤكدا ان «موقف تيار المستقبل و14 آذار معروف»، في اشارة الى دعم ترشيح رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، متمنيا ان «يتم ترشيح أحد من قبل 8 آذار لضمان سير العملية الانتخابية»، في حين أكد النائب عن حزب «الكتائب اللبنانية» ايلي ماروني أن نواب الحزب سيصوتون لصالح جعجع.سجال مكاري - فاعورالى ذلك، برز أمس سجال بين نائب رئيس المجلس النيابي فريد مكاري ووزير الصحة العامة وائل أبو فاعور (الحزب التقدمي الاشتراكي). وكان مكاري استبعد حصول توافق بين تيار «المستقبل» و»التيار الوطني الحر»، ورأى أن «الحسنة الوحيدة لتوافق المستقبل والتيار الوطني الحر هو إلغاء دور رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط كبيضة قبان بين الأكثريتين في البرلمان».ورد عليه فاعور قائلا: «لم تفاجئنا محبّة نائب رئيس المجلس النيابي لنا، كما لم يفاجئنا حجم ضيقه من دور رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط، الذي يشهد له الجميع أنه ساهم إلى حد كبير في حفظ السلم الأهلي وتغليب الخيارات الوفاقية وحماية الاستقرار»، مصرحا بأن «هذا الدور لجنبلاط يكفينا أن يقدره العقلاء، ولا يغيظنا ألا يفقه معناه من شحّت بصيرته وقصُر نظره في رؤية الأمور».كبارةوأكد عضو كتلة «المستقبل» النائب محمد كبارة أمس انه لن يصوت لجعجع. وقال لـ«الجريدة» إن «القضاة الذين حكموا في قضية جعجع معروفون بنزاهتهم وصدقهم وعدم تأثرهم بالضغوطات». ورداً على سؤال حول من سينتخب، قال: «لن انتخب جعجع ولا هنري الحلو ولن اضع ورقة بيضاء».