القلمون تستنزف «حزب الله» ودرعا تطلق معركة «القصاص»

نشر في 16-07-2014 | 00:02
آخر تحديث 16-07-2014 | 00:02
No Image Caption
• أكراد سورية يطلقون نداءً لمواجهة «الدولة الإسلامية» والأتراك يلبون
• مجلس الأمن يتبنى مساعدة اللاجئين ودمشق تلمح إلى عدم الرضوخ
احتدمت المعارك الدائرة في منطقة القلمون التابعة لريف دمشق مع تدخل جيش النظام السوري بمدفعيته وطيرانه لدعم ميلشيات حزب الله اللبناني في مواجهة كتائب المعارضة السورية وفي مقدمتها جبهة النصرة ممثل تنظيم القاعدة في سورية، في وقت تغلب مجلس الأمن على انقساماته وصوت على توصيل المساعدات الإنسانية للمدنيين دون موافقة دمشق، التي ألمحت إلى عدم الرضوخ للإرادة الدولية.

وبعد 36 ساعة من الاشتباكات الدامية في الجرود الواقعة بين بلدة رأس المعرة بمحافظة ريف دمشق وعرسال اللبنانية، واصل «حزب الله» عملياته رغم خسارته لأكبر عدد من عناصره منذ بدء المواجهات التي لم تنته حتى بعد إعلان سيطرة النظام السوري على معظم مدنها.

وسبقت مواجهات الأيام الثلاثة الماضية عمليات عدة لمقاتلي المعارضة استنزفت عناصر «حزب الله»، أشهرها جرى الأسبوع الماضي بقيادة جبهة النصرة، حيث التف المقاتلون على نقاط للحزب قرب جرود عرسال الورد، واستطاعوا ضرب آليات وقتل سبعة من عناصره.

في هذه الأثناء، أشار المرصد الى بدء كتائب المعارضة في درعا عملية عسكرية للسيطرة على اللواء 61 في مدينة النحاس الشيخ سعد، ضمن معركة سموها «بدر القصاص» في هذه المنطقة التي تشهد اشتباكات عنيفة مع قوات النظام.

نفير الأكراد

وفي تطور نحو تعقيد الأوضاع أكثر، أطلق أكراد سورية دعوة إقليمية لحمل السلاح في مواجهة هجوم جديد لتنظيم الدولة الإسلامية في المناطق الخاضعة لسيطرتهم في شمال البلاد وهو ما لاقى استجابة من أكراد تركيا الذين بدأوا يتدفقون لمساعدتهم.

ويقول المسؤولون الأكراد إن التنظيم شن هجوماً جديداً باتجاه مدينة عين العرب، التي سيطروا عليها منذ 2012 في أعقاب انهيار سيطرة الحكومة المركزية ويطلقون عليها كوباني، قبل أسبوعين باستخدام أسلحة استولوا عليها من العراق ومنها صواريخ جديدة وعربات همفي أميركية الصنع.

وقال المتحدث باسم وحدات الحماية الشعبية ريدور خليل إن اشقاءهم في شمال كردستان بدأوا حملة لإرسال الشبان إلى كوباني للدفاع عنها. وأضاف أن الأمر يتعلق بصد تنظيم الدولة الإسلامية.

وقال مسؤول أمني تركي إن متشددين أكرادا يتوجهون إلى سورية من معسكرات يديرها حزب العمال الكردستاني في شمال العراق. وأضاف المسؤول، الذي تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته: «أرسل حزب العمال الكردستاني بعضاً من مقاتليه إلى كوباني بعد هجمات الدولة الإسلامية».

وقال مؤسس المرصد السوري رامي عبدالرحمن إن تنظيم الدولة، الذي أعلن الشهر الماضي تنصيب خليفة للمسلمين، استولى على ما لا يقل عن 10 قرى قرب كوباني في الأيام الـ15 الأخيرة، مشيراً إلى تقدمهم المستمر رغم الخسائر البشرية الكبيرة في صفوف الجانبين والتي تقدر بالعشرات.

قرار دولي

في غضون ذلك، أجاز مجلس الأمن أمس الأول للقوافل الإنسانية بعبور الحدود الخارجية الى سورية من دون موافقة دمشق، ما سيسمح بإغاثة أكثر من مليون مدني في مناطق تسيطر عليها المعارضة.

وتبنى المجلس قراراً في هذا المعنى بإجماع أعضائه بمن فيهم روسيا والصين اللتان سبق أن عطلتا تبني أربعة مشاريع قرارات غربية منذ اندلاع النزاع السوري قبل أكثر من ثلاثة أعوام.

وسيتم عبور الحدود عبر أربع نقاط، اثنتان منها في تركيا (باب السلام وباب الهوا) وواحدة في العراق (اليعروبية) وواحدة في الأردن (الرمتا).

وسيخضع تحميل الشاحنات قبل أن تعبر الحدود لـ»آلية مراقبة» تحددها الأمم المتحدة «بهدف تأكيد الطابع الانساني للشحنات» مع الاكتفاء بإبلاغ السلطات السورية بالأمر.

تعاون النظام

ومع ضرورة مرور القسم الأكبر من المساعدات الانسانية بدمشق، ألمح مندوب الأسد في المنظمة بشار الجعفري إلى أن النظام لن يتعاون تعاوناً كاملا لتنفيذ القرار. وقال إن «مأساة الشعب السوري الأولى هي الإرهاب الذي يعاني منه. وهناك من يستغل العامل الإنساني في سورية لصالح تأزيم الوضع».

وأضاف: «الحكومة السورية لم تتقاعس يوماً في ما يتعلق بالمساعدات الإنسانية»، مشيراً إلى أن «الاموال التي أنفقت على دعم إرهابيي القاعدة في سورة كانت كفيلة بحل أي أزمة انسانية في العالم».

إشارة قوية

وتقول المنظمة الدولية إن 10,8 ملايين سوري يحتاجون الى مساعدة وتواجه الطواقم الانسانية صعوبة في الوصول الى 4,7 ملايين من هؤلاء، علما أن قسماً منهم محاصر من جانب القوات النظامية أو مقاتلي المعارضة. كذلك، لجأ ثلاثة ملايين من السوريين الى دول مجاورة.

وعلى الناحية الأخرى، قال ممثل ائتلاف المعارضة لدى الامم المتحدة نجيب غضبان إن اتخاذ القرار 2165 بالإجماع يرسل «إشارة قوية» للنظام بأن سياسة الحصار التي ينتهجها في الحرب «لن يتم التسامح تجاهها بعد الآن».

وأكد أن تنفيذ القرار بشكل كامل سيساعد على ضمان إيصال المساعدات العاجلة من الغذاء والماء والرعاية الطبية لملايين السوريين الذين يعانون دون داع من سوء التغذية والجوع والمرض.

(دمشق، نيويورك- أ ف ب، رويترز، د ب أ، كونا)

back to top