بديع المرشد الذي ذهب إلى «المفتي» مرتين
بصدور حكم محكمة جنايات المنيا على مرشد «الإخوان المسلمين»، محمد بديع أمس بإعدامه و182 آخرين، في قضية اتهامهم بالاعتداء على قسم شرطة «العدوة»، بعد أيام من استطلاع محكمة مصرية أخرى، رأي المفتي في إعدامه وآخرين في قضية «أحداث مسجد الاستقامة»، يكون بديع هو أول مرشد للجماعة تذهب أوراقه إلى المفتي مرتين، في سابقة هي الأولى، وربما الأخيرة.
الحكم الصادر أمس يأتي بعد أقل من عام، كان فيه بديع وقيادات مكتب الإرشاد الخاص بجماعة «الإخوان»، يسيطرون على الحياة السياسية والاجتماعية في مصر، حينما كان الرئيس «المعزول» محمد مرسي في الحكم، في وقت يبدو الرجل، الذي تجاوز السبعين عاماً، منقاداً إلى حبل المشنقة، حيث ردد أثناء محاكماته، في الشهور السابقة عبارة: «الإعدام أسمى أمانينا».بديع، هو المرشد «الثامن» الذي عاش أغرب تناقضات الجماعة، التي نشأت على يد حسن البنا 1928، وانتهت فعلياً في 30 يونيو الماضي، فقد شهد صعودها إلى سُدة الحكم، منذ تعيينه مرشداً عاماً 2010، خلال حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك، حيث صعدت الجماعة بعد ثورة يناير التي أطاحت مبارك، ثم هبطت إلى أسفل سافلين، بعد تورط أغلب قياداتها في التحريض على القتل والعنف، عقب عزل الرئيس الإخواني محمد مرسي مطلع يوليو 2013، ما أدى بهم جميعاً -وعلى رأسهم المرشد- إلى الاقتراب يوماً بعد يوم من حبل المشنقة. من بين أكثر المفارقات التي عاشها المرشد الثامن، أنه كان تلميذاً للمفكر وأحد أبرز عناصر الجماعة، سيد قطب، الذي حُكم عليه بالإعدام في الستينيات من القرن الماضي، وبدا بديع طوال مسيرته كأنه لا يريد أن يخالف أفكار إمامه المتشددة، والتي أدت به إلى ذهاب أوراقه إلى المفتي مرتين، الأولى في قضية المنيا، الصادر فيها حكم أمس، والثانية في أحداث مسجد «الاستقامة»، التي قررت المحكمة الخميس الماضي، استطلاع رأي المفتي فيها، للتصديق على إعدامه.