منظور آخر: كن كما تريد

نشر في 17-11-2013
آخر تحديث 17-11-2013 | 00:01
 أروى الوقيان أصبح من النادر أن تقابل شخصاً طبيعياً، غير متصنع، وغير مكرر، أصبح الجميع متشابهين في مجتمعنا، الإنسان غير المتصنع وغير المتكلف أصبح كالعملة النادرة، حين نصادفه نتغزل بروعة بساطته وأصالته، الكل بات متشابهاً لأن الفرد بات يخاف ألا يحوز القبول المجتمعي.

لكن معايير المجتمع تكون أحياناً غير واضحة وخداعة، فالطابع العام لمجتمعنا أنه محب للمظاهر والسفر والاستهلاك، لكن حين تكون مختلفاً وتختار أن تكون بسيطاً وغير مبالغ في مظهرك ولبسك وشكلك الخارجي يجدون في ذلك غرابة.

مع العلم أن الجميع يشعر بالاختناق من هذا التكلف، ومن هذه المبالغة، ومن هذه المجاملات، والكثير يتحسرون على وضعهم الخانق، لأنهم يشعرون بأنهم وقعوا في فخ من المظاهر والتكلف والاستهلاك، وأصبحت لدى الغير صورة معينة عنهم لا يستطيعون التخلص منها ببساطة، أشعر بالأسف عليهم جميعاً!

الكل بات يلبس قناعاً يتصنع فيه سلوكاً لا يريده، حتى في طريقة كلامه ونطق الحروف بطريقة متكلفة جداً لمحاولة إضفاء طابع من التباهي والرفاهية حتى في نطق الحروف!

كثيرون يخرجون من البيت يحملون حقائبهم ووجها آخر مزيفاً يرتدونه حين يخرجون للناس.

الناس والخوف من توقعاتهم هي أكبر هموم البعض، وكم هو صعب أن تشعر بأنك يجب أن تقابل معاييرهم السخيفة لتحوز إعجابهم ورضاهم، لكنك لا تعرف أنك تعذب نفسك بشكل يومي حين تطمس شخصيتك الحقيقية وتتصنع شخصية من وهم.

كن كما تريد... لأنك حينها ستشعر بأن الناس أحبوك كما أنت لا كما ارتديت لهم من أقنعة، أحبوا ذواتكم كما هي ولا تحمِّلوها أكثر من طاقتها، تمسكوا بأصالتكم ولا تقلدوا الغير مهما بدوا كثرا، حين ينتشر نوع من البشر لا يعني أنهم الأفضل، فأحياناً ينتشر الإسفاف فلا يعني هذا أن تصبح منهم، ولا تخاف الناس لأن معاييرهم هي وفقاً لأهوائهم وليست منطقية... اصنع لنفسك شخصيتك المستقلة، وهواياتك الحقيقية، لا تكن من ضمن القطيع كالماشية، كل شخص مميز بطريقته الخاصة، كيف لك أن تحرمنا من شخصيتك الحقيقية لأنها بدون شك أجمل بكثير من هذا الزيف الذي لا تنتمي إليه فعلاً، كن كما أنت... لأنك أجمل حين تكون حقيقيا.

قفلة:

"طوبى لمن لا يتوقع أي شيء، فإن ظنه لن يخيب أبداً"... ألكسندر بوب.

أنا مؤمنة بأن الكثير من التوقعات هي السبب في الكثير من الإحباطات، حين تقلل توقعاتك ستقلل إحباطاتك، ولا تتوقع الكثير من الآخرين.

back to top