علي الزيبق (1 - 10) رأس الغول مات مسموماً في حضن جارية الكلبي

نشر في 14-07-2014 | 00:02
آخر تحديث 14-07-2014 | 00:02
تبدأ {الجريدة} اليوم، نشر الحلقة الأولى من سيرة {علي الزيبق} المصري، إحدى أشهر القصص الشعبية المصرية، التي تدور أغلب أحداثها على أرض مصر، واعتبرت نتيجة طبيعية لاعتراض الثقافة الشعبية المصرية، على حكم دولة صلاح الدين الأيوبي، بعدما حول مصر من دولة شيعية المذهب، إلى دولة سنية، وفي حين اختار القائد الذي أنصفه التاريخ الرسمي تغيير المذهب، انحاز الشارع إلى أبطاله الشعبيين، فحملوا أسماء منتشرة في الثقافة الشيعية، على رأسهم علي الزيبق ابن {حسن} رأس الغول و{فاطمة}، في مواجهة {صلاح الدين} الكلبي، العدو اللدود لبطل هذه السيرة الملحمية الكبيرة.
يُحكى أنه كان في زمن الخليفة هارون الرشيد، رجل يُسمى أحمد الدنف، كان موصوفاً بالدهاء والذكاء وعلو الهمة، وكانت أفعاله عجيبة، لذلك قدمه الخليفة على باقي الرجال، وجعله مُقدم دَرك مدينة {بغداد} والبلاد المجاورة، وكانت تحت يده جماعة من المُقدمين والشجعان والعياق والفرسان، مثل شحاذة أبي حطب وحسن شومان الشهير بحسن {رأس الغول}، وقد أوكلوا وظائف الدرك والمحافظة، وكانت محافظة البلاد في تلك الأيام في إدارة الزعر.

قال الراوي: كان في مدينة أصفهان، امرأة ذات قدر وشأن، يُقال لها {دليلة المحتالة} بنت {شهروان}، وكان لها تقدم وإكرام عند الشاه دومان، ملك فارس وبلاد خراسان، ولما جاءت إلى بغداد لأجل قضاء بعض الأشغال، استحسنت المدينة وطاب لها السكن، وسمعت خبر أحمد الدنف وما يحصل عليه من الشرف والمقام الرفيع، فحسدته وقالت: {لا بد لي من أن أكيده وآخذ منه المنصب والمقام بالملاعيب والحِرف}.

 ثم إنها لعبت عليه من الحيل أبواباً، وأجرت معه أموراً عجيبة، حتى ضجَّت بغداد، وخافت من مكرها واحتيالها.

 وحين قهرت {دليلة} أحمد الدنف وأعوانه، أخذت منصبه وجلست مكانه، لأن ذلك الزمان كان أيام شطارة، وكانت الشجاعة والعياقة تحظيان باهتمام الملوك، فأحبها الرشيد وعظم أمرها وقلدها وجاق الزعر.

كانت دليلة تفوق الرجال فهماً وحزماً، يستشيرها الرشيد في تدبير المملكة، ولما صارت صاحبة النهي والأمر، عزمت على قتل أحمد الدنف، خوفاً من أن يسترجع منها الدرك، ولما بلغ أحمد ما أضمرت له من الشر، خاف على نفسه، فهرب إلى مصر وسكن في ثغر الإسكندرية.

 كان من جملة المقدمين الذين انهزموا مع أحمد الدنف، رجل مصري من الفحول، يقال له حسن رأس الغول، وكان شجاعاً ذا نخوة وغيرة، وهو أبو المقدم علي الزيبق صاحب هذه السيرة، فسكن في بر مصر، وتزوج فاطمة اللبؤة بنت الشيخ نور الدين قاضي الفيوم، وكانت فاطمة المذكورة من الشجاعة على أعظم جانب، ومن المحاسب والكمال في أعلى المراتب.

قال الراوي: كان مقدم درك مدينة مصر، في تلك الأيام، رجلاً رفيع المقام، يسمى صلاح الدين الكلبي، أكرمه أحمد بن طولون عزيز مصر وولاه وظيفة الدرك، وكان بين حسن وصلاح الدين المذكور، بُغضة قديمة ونفور، ذلك أن حسن كان مقدم درك مدينة مصر وتلك البلاد، قبل ذهابه إلى بغداد، وعمل صلاح الدين على عزله وطرده، ولما وصل صلاح الدين خبر قدوم حسن إلى مصر، قال: {إن تركته استرجع مني المقام، لأن أكثر الناس يحبونه ويكرمونه، ولا بد من قتله قبل أن نقع في مكائد خبثه ودهائه}.

 كان حسن يعرف أن عيون صلاح الدين وبصاصيه، لن تتركه، فصار منذ دخوله إلى المدينة وزواجه من فاطمة لا يخرج إلا متنكراً، وكان لحسن أصحاب وأعوان فتوسطوا له عند العزيز وأخذوا له منه الأمان، ونصحوه بأن يجعل رأس الغول مع صلاح الدين في المحافظة، حتى قسَّم المقام بينهما، وبقيا على ذلك مدة من الزمان.

وحين اتفقت فاطمة مع زوجها حسن، ساعة ظهر الحمل عليها، أن يشتري جارية لتكون زوجته، ولتساعدها في أعمال البيت، أسرّ حسن لصلاح الدين بالاتفاق على شراء الجارية، فقال له صلاح الدين: {إن فوضتني كنت أنت الرابح، أنا اشتري لك جارية من أجمل بنات عصرها}، فشكره حسن، من دون أن يعلم ما يُضمره من الشر.

قال الراوي: وكان الاتفاق العجيب أن المقدم {صلاح الدين} لشدة كرهه للمقدم {حسن}، اشترى جارية يقال لها {قوت النفوس}، وكان ذات حسن وجمال، ومكر واحتيال، وجاء بها إلى داره وأظهر لها محبة وبالغ في إكرامها، ووعدها بالزواج إذا نفذت ما أمرها به، ثم أرسلها إلى دار المقدم حسن، وقد أعطاها من السم المُذاب، لتضعه في كأس الشراب.

 حين رآها المقدم حسن، أعجبته جداً وأعجبت زوجته فاطمة، وذات ليلة دخل عليها في مقصورتها فحيَّته بالسلام، وأظهرت له كل بشاشة وابتسام، فجعل يتحدث معها ويمازحها إلى أن صار وقت المنام، فقدمت له الشراب وقد وضعت السم في الكأس، فشربه وهو لا يعلم بما فيه، فمات.

ولما تحققت فاطمة أمر زوجها، نادت على عبدٍ يقال له

{سالم}، وقالت: {لا بد من أن صلاح الدين إذا بلغه موت مولاك يلقينا في وهدة الهلاك، لأنه من جملة أعاديه وحساده، واليوم قد ظفر به ونال مراده، الرأي عندي أن ننتقل من هذه الدار ونكتم هذا الأمر حتى لا يعلم بنا أحد من جماعة الزعر}.

فوافقها {سالم} الرأي وبكى على مولاه، وقال: {ليتني كنت فداه، ولا تشمت به العدا، ثم إنه أخذ مولاه وغسله ودفنه في بستان الدار، وأخذ الجارية وطرحها في بعض القفار، ثم ألقى عليها التراب، ورجع واستأجر داراً لمولاته ونقل إليها الأمتعة، ثم شاع موت المقدم في المدينة فحزن عليه محبوه، أما صلاح الدين فكان عنده ذلك اليوم أعظم الأعياد.

ملاعيب الطفولة

قال الراوي: ولم تقم فاطمة، بعد ذلك، إلا أياماً قليلة، حتى وضعت غلاماً تلوح عليه سمات السعد واليمن والإقبال، وكان جده يلاعبه في أكثر الأيام، ومازال على ذلك حتى كبر، ودب على الأرض ثم مشى.

قال الراوي: هذا الغلام هو صاحب هذه السيرة، وهو المُسمى علي الزيبق، الذي شهدت له جميع الأقران بالشجاعة والعياقة، والفراسة والحذاقة، كان لقبه {الزيبق} أنه لما تعلم الشطارة، صار يجتمع مع أهل هذه الصنعة ويخوض في فنونها، واجتمع به جماعة من رجال صلاح الدين الكلبي، وكانوا لا يعرفونه، فكان يلعب معهم مناصف وملاعيب، وهم يظنون أنه سوف يقع في تلك الحبائل، لكنه كان يفر منها كما يفر الزيبق، ولذلك لقبوه بالزيبق.

كبر الغلام إلى أن بلغ من العمر سبعة أعوام، وبدت عليه علامات البطولة، فكان يسيطر على الأولاد ويضربهم، وبلغ أمه هذه الفعال التي يفعلها مع الصبيان، فحدثت أباها الشيخ نور الدين بها، فقال لها: {لا بد من أن يكون لهذا الولد شأن}، وكانت أمه فاطمة تخفي عنه ذكر أبيه خوفاً عليه من الأعداء، وكان الغلام يظن أن الشيخ نورالدين هو أبوه.

وأرسلت الأم الغلام إلى المكتب لكي يتعلم القراءة والخط، فأخدته أمه يوماً وذهبت إلى أحد الشيوخ قائلة: {أريد من فضلك أن تعلمه العلوم كسائر الأولاد، ثم إنها مدت يدها إلى جيبها وناولته خمسة دنانير فأخذها منها وقال لها: {على الرأس والعين: فإني أعلمه جميع ما يلزم على أتم المراد}.

وأما علي فإنه دخل إلى المكتب وقد رأى الأولاد يقرأون، فضاق صدره من الضجر، واجتهد الشيخ في تعليمه وقدمه على سائر الأولاد، لأنه رأى فيه ما لا يوصف من الحذاقة، وذات يوم قال له: {يا علي، اذهب إلى السوق واشتر للبيت لوازم العشاء من اللحم والخضر}، فاشترى اللوازم وأوصلها إلى بيت الشيخ ورجع بأسرع من رشق السهام، فأعجبت به زوجة الشيخ.

وفي اليوم التالي، قال له الشيخ: {اذهب يا ولدي وخذ لوازم البيت فإنك قد أعجبت المرأة وأوصتني ألا أرسل غيرك من الصبيان}، فقال علي في نفسه: {يبدو أن هذا الشيخ يريد أن يجعلني خادماً، ولست أرضى بذلك، ولا بد لي من أن أريه ملاعيب الرجال}.

فانطلق إلى بيت الشيخ ودخل على المرأة عابساً، فقالت له: {أين العشاء يا غلام؟} فقال لها: {يا مولاتي حدث هذا النهار ما هو أهم من العشاء، وجئت لأخبرك لتكوني على حذر، وتخلصي زوجك من الخطر}، فقالت له: {ويلك أخبرني ما الذي صار!} فقال لها: {شيخي اختلى في هذا النهار، مع أحد الأولاد وصار ما صار!!.. فهرب الولد وأخبر أباه، فجاء ومعه جماعة من أقاربه فضربوا الشيخ على رأسه وكتفوه، وأخذوه إلى السجن وحبسوه}.

حيلة الشيخ

فلما سمعت زوجته كلام الغلام، قالت: {خزاه الله، أما يستحي على لحيته الشائبة!}.. ثم خرجت إلى السوق لتتحقق من صحة الخبر، وكان علي سبقها إلى الشيخ وقال له: {يا مولاي، اشتريت الأغراض وتوجهت إلى الدار، فوجدت زوجتك جالسة مع أحد الشباب، وهو يلعب معها وهي تعطيه الشراب، فلما رأيت ذلك الأمر الفاحش تعجبت وعدت إليك لأعلمك بذلك لتكون على حذر}، فلما سمع الشيخ كلامه خرج قاصداً بيته وقد جن من هذا الأمر الفظيع.

ومن عجيب الاتفاق، أن الشيخ التقى زوجته في السوق، ومازالا يتخاصمان إلى أن اجتمعت الناس عليهما وفرقوا بين كليهما، وعرف الجميع أن أحدهم دبر المكيدة، ولما عاد الشيخ إلى منزله قال لزوجته: {إن الغلام الذي مدحتِه هو الذي قال لي عنك هذا الكلام}، فقالت له: {وهو الذي قال لي عنك هذا الكلام}، فقال لها: {لعنة الله عليه من بين الأولاد، ولا بد لي من أن أعاقبه غداً على هذا الفساد}.

هذا ما كان من أمر الشيخ وزوجته، وأما ما كان من أمر علي، فإنه بعدما فعل تلك الفعال، قال: {لا بد من أن هذا الشيخ يعاقبني على هذا العمل، وليس لي إلا أن أذهب إلى أمي، وأخترع لها شيئاً من المكر، فمضى إليها وهو مظهر على نفسه الغيظ والغضب}، وقال لها: {خذيني أتعلم عند شيخ غير هذا الشيخ، لأنه لا يعرف شيئاً من أمور الأدب}، فقالت أمه في نفسها: {لا بد لهذا الكلام من سبب، وأظن أن ولدي مع شيخه قد أذنب}.

في اليوم التالي، أخذت الأم ولدها إلى الشيخ، وأرادت أن تعطيه شيئاً من الدراهم، وحين رأى الشيخ الأم والغلام وثب على الأقدام، وجعل يشكو لها عمل ولدها المنكر، ولما سمعت فاطمة ذلك الخبر، طيبت خاطر الشيخ وأعطته ما كان بيدها من الدنانير، وحين نظر الشيخ إلى الفضة والذهب، ذهب ما كان عنده من الغيظ والغضب وقال لها: {مرحباً به، فلأجل خاطرك أراعيه، وأوصى جميع الأولاد أن تخدمه وتداريه}.

قال الراوي، كان الشيخ صفح عن ذلك الذنب، لكنه عزم على أن يسبب له حيلة يشفي بها غليل فؤاده منه بالضرب، وكان من عادته أنه إذا عطش تقوم الأولاد وتقول له: {يرحمك رب العباد}، فلما جاء وقت المساء قال لعلي: {انصرف إلى بيتك بسلام}، ثم استحضر الأولاد وقال لهم: {إذا عطست غداً صفقوا بأيديكم فقط ولا تنطقوا بشيء من الكلام}، فأجابوه بالسمع والطاعة ثم انصرفوا.

 فلما جاء الصباح، حضر الأولاد وحضر علي أيضاً، وكان من جملتهم ولد يحب علياً فأعلمه بتلك الوصية، قائلاً: {احذر معلمك لأنه أمرنا أن نكتم الأمر عنك}، ولما سمع علي كلام صديقه، علم أنها حيلة دبرها الشيخ للانتقام منه، ولما جاء الشيخ أخذ قبضة من {السعوط} جعلها في أنفه فأخذ يعطس، فلما رآه علي نهض قائماً قبل جميع الأولاد وأخذ يصفق بيديه، وهو يتأمل أفعال الشيخ ويضحك، فلما رأى الشيخ أن الحيلة ذهبت سُدى، صار يفعل ذلك في كل ساعة من النهار، وعلي كل مرة يصفق بيديه، فسكت الشيخ.

وحين هل المساء صرف الشيخ الأولاد وذهب إلى منزله، وجلس مع زوجته وأخبرها، وكيف أنه لم ينتفع شيئاً من الحيلة، فلما سمعت منه لامته قائلة: {إن لم تقدر على قصاصه غداً، فأنا لا أعود أجالسك أبداً، فوعدها أن ينتقم من علي}.

{خوخ وخي وآخ}

ولما جاء الغد سار الشيخ إلى مكتبه وهو يريد أن يخترع لعلي ذنباً يعاقبه به، ثم صاح الشيخ به وقال: {يا علي، أريد منك أن تذهب إلى السوق بهذه الدراهم الثلاثة، وتشتري بدرهم {خوخ} وبدرهم {خي} وبدرهم {آخ}، فقال له: {على الرأس والعين}، وأخذ الدراهم وانطلق إلى السوق وقد علم أنها مكيدة، فاشترى بدرهم {خوخ} وبالثاني {ياسمين} وقال: {بقي علينا {الآخ}، ولا بد من أن أكيده وأجعله أضحوكة للأولاد}.

 ثم عَمد علي إلى وكر عقرب، وأخذ يحتال عليه حتى أخرجه منه، وإذا هو عقرب تشتعل لسعته كاشتعال جمر النار، فأخذه وجعله في أسفل زنبيله ووضع الياسمين فوقه وجعل الخوخ فوق الاثنين وسار، فلما دخل على شيخه قال له: {يا مولاي جئتك بما طلبته}.

فأخذ الشيخ الزنبيل فوجد الخوخ فأخذه ووضعه لديه، وقال: {ذا الخوخ الذي أرسلتك في طلبه وقد جئت به}، ثم نظر إلى الزنبيل بعد ذلك فرأى الياسمين فأعجبه شكله وأخذ منه باقة وشمها وقال: {هذا هو الخي، ولكن أين هو الأخ يا علي؟} فقال: {يا سيدي هو تحت الياسمين}، فمد يده إلى قعر الزنبيل فلسعه العقرب فوثب صارخاً {آخ آخ آخ}، فقال له علي:

ـ هذا هو الآخ يا شيخي، أتيتُ به كما أمرتني.

قال الراوي: وسرى السم في جسم الفقيه فوقع صريعاً على الأرض كأنه ميت، بعدما كان تارة يرقص برجليه وتارة يضرب بيديه، فلما رأى علي أن شيخه في حال الخطر خاف على نفسه وهرب، وأما الأولاد فجعلوا ينتحبون ويصيحون حتى اجتمع الناس عليهم وسألوهم عن الخبر، وقتلوا العقرب ثم تقدموا إلى الفقيه ونضحوا عليه الماء حتى فاق من غشيته، فحملوه وجاءوا به إلى داره ووضعوه على فراشه.

 فلما رأته زوجته على تلك الحالة دعت له الطبيب، ولما بدأ يتكلم حدث زوجته عما جرى، فقالت: {تستحق أكثر من هذا لأنني حرصتك من دواهي هذا الولد}، فحلف لها بالطلاق أنه ما عاد يقبله في مكتبه على الإطلاق.

في اليوم التالي، أرادت فاطمة أم علي، أن ترسله إلى شيخه لكنه قال لها: {إن شيخي مريض من عقرب لسعه}، فأرسلت جاريتها لتكشف لها الحقيقة فوجدت ذلك أكيداً، غير أنها لم تعرف أن ولدها هو الذي كان السبب، وأما الفقيه فبقي عشرة أيام يتقلب على وسادته حتى تعافى وخرج إلى المكتب، فأمرت فاطمة ولدها أن يذهب إليه ويكمل القراءة فقال لها: {أرسليني إلى غيره لأنه يريد أن يجعلني خادماً له}، فرفضت.

 أخذت الأم علياً من يده وخرجت به حتى دخلت على الشيخ، فلما رآهما نهض على قدميه، وأخذ بيده العصا وتقدم نحو الولد وهو يسبه ويشتم، فقالت فاطمة: {ماذا فعل معك الولد}، فأخبرها بتمام القضية! فاحتارت وقالت: {الحق عليك أيها الفقيه، لأنك أرسلته كخادم، حتى سببت لنفسك الأذى، ولكن أرجوك أن تسامحه إكراماً لخاطري}، ثم أخرجت من جيبها خمسة دنانير، فكاد عقل الفقيه من شدة الفرح يطير، وقال لها: {صفحت الآن عن ذنبه مراعاة لخاطرك}.

الحلقة الثانية غداً

{الزيبق} يفضح قائد الدرك في حمَّام شعبي

back to top