بحضور الدكتور جابر عصفور وزير الثقافة المصري، شهد المجلس الأعلى للثقافة ندوة لمناقشة الأخطاء التاريخية في الأعمال الدرامية بعنوان "الدراما والتاريخ"، دعا إليها الدكتور محمد عفيفي المؤرخ المعروف وأمين المجلس الأعلى للثقافة.

Ad

بدأت الندوة بجلسة تضمنت العديد من الأوراق البحثية حول زوايا مختلفة تتعلق بصناعة الدراما التاريخية، أدارها الصحافي محمد عبدالرحمن، الذي أكد أن قرار تنظيم الندوة اتخذه د. عفيفي بعد الحلقات الأولى من مسلسلات رمضان، وتصاعدت الأصوات المطالبة بتدخل الدولة لوقف سيل الأخطاء التاريخية، وتوجيه رسائل محددة لصناع الدراما التليفزيونية التاريخية ليدركوا على أي أرض يقفون بعد التجارب الرمضانية الأخيرة التي أحاط بها استياء الكثيرين.

بدوره، اكد الكاتب محفوظ عبدالرحمن، أنه كان يقرأ كل كلمة مرتبطة بالقضية التي سيتصدى لها، وشدد على أن صلاح حال المسلسلات التاريخية يكون بتدخل الدولة في عملية إنتاجها، مؤكدًا أنه في الماضي كان الإنتاج العام يقود الإنتاج الخاص، وضرب مثلا على ذلك بمسلسلي "ليالي الحلمية"و"رأفت الهجان".

ووافق الفنان سامح الصريطي، وكيل نقابة المهن التمثيلية، عبدالرحمن في وجوب تدخل الدولة في إنتاج الأعمال التاريخية، لأن الثقافة خدمة وليست سلعة على حد تعبيره، وأنه في الماضي كانت مهمة أجهزة الدولة هي إنتاج الأعمال التاريخية أولاً، والتي كانت تلقى مراجعات كثيرة من قِبل المتخصصين.

وطالب الصريطي بأن يكون للدولة دور حقيقي في إنتاج الأعمال التاريخية، مشددا على احتياج الدراما التاريخية لحركة نقدية عامة حتى تظهر للمشاهدين معايير الحكم الجيد على العمل.

من جانبه، اختلف الناقد الفني طارق الشناوي مع الصريطي في فكرة ضرورة وجود حركة نقدية عامة، مؤكداً أن الحركة النقدية لن تستطيع مقاومة الأخطاء أو تغييرها، وأشار إلى أن النقاد لن يقودوا المشاهدين، على حد تعبيره.

واستبعد الشناوي فكرة وجود مؤامرة على تاريخ مصر وراء الأخطاء التي حدثت في مسلسلي "صديق العمر" و"سرايا عابدين"، مؤكدا أنه لا توجد أية مؤامرة على الإطلاق.

واختلف معه الفنان أحمد سلامة الذي رجح وجود مؤامرة فنية على مصر على حد تعبيره، حيث أكد أن تاريخ مصر خط أحمر ولا يصلح العبث فيه على الإطلاق.

وطالب "سلامة" بإنشاء لجنة مشتركة من وزارتي الثقافة والإعلام لمراجعة الأعمال الدرامية التاريخية، على غرار فكرة خضوع الأعمال الدينية لمراجعة الأزهر الشريف.

أما الكاتب والروائي هشام الخشن، فأكد وجوب التدقيق التاريخي للأعمال الدرامية التاريخية، مشددا في الوقت ذاته على أن التاريخ يكتبه المنتصر أو المستفيد.