مبادرات تستحق الدعم

نشر في 04-12-2013
آخر تحديث 04-12-2013 | 00:01
 أ.د. غانم النجار • انتهى الاجتماع الدوري للصندوق العربي لحقوق الإنسان السبت الماضي في بيروت. والصندوق هو إحدى المبادرات العربية المستقلة لترسيخ العدالة الاجتماعية، ورفع الوعي بقيم وممارسات حقوق الإنسان. فكرة الصندوق ترتكز على دعم الجمعيات والمبادرات العربية الصغيرة المشتغلة في مجال حقوق الإنسان، لا في الحقوق المدنية والسياسية فحسب، بل في الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية والتنموية كذلك، من خلال دعم الجمعيات الصغيرة والناشئة.

• بدأ الصندوق نشاطه الفعلي قبل ٤ سنوات، حيث واجه تحديات كبيرة في بداية تأسيسه بسبب الأزمة الاقتصادية التي قللت الموارد التمويلية المتوقعة، إلا أنه، رغم ذلك، تمكن في فترة قياسية من تقديم ١٣٧ منحة إلى ١٠٦ جهات مستفيدة في ٢٠ دولة عربية. بل تنوعت المنح جغرافياً وموضوعياً، وهناك قصص نجاح لا يمكن تجاهلها، كان آخرها، مثالاً لا حصراً، دعم إنتاج فيلم "فرش وغطا" الذي حقق نجاحاً ملحوظاً في بدايات عرضه، وغير ذلك من الأنشطة.

• للصندوق طموحات كبيرة، وربما يساعد على ذلك أنه يدار من جهاز صغير بمهنية وحرفية عالية، وفي المقابل فإنه لا يقوم بأنشطة حقوقية تقليدية، كالمناشدات أو إصدار البيانات، فتلك الأنشطة تقوم بها باقتدار منظمات أخرى متخصصة وفاعلة في مجالاتها المختلفة، فلم يتأسس الصندوق لتكرار أو منافسة أي من الناشطين الحقوقيين في عملهم، بل لدعمهم وتطويرهم، وهو لا يكتفي فقط بالتمويل بل يساعد المنظمات الناشئة عبر الدعم الفني لكي ترتقي بأدائها، كما أن الطموح إلى أن يكون محطة للتفكير الاستراتيجي في الشأن الحقوقي.

• يقوم على إدارة الصندوق مجلس أمناء من الشخصيات العربية من النساء والرجال، من المهتمين والمنشغلين بالعدالة الاجتماعية. وهم يقومون بمهامهم تطوعاً بل يتبرعون للصندوق. ومدة الأعضاء محدودة بدورتين فقط، غير قابلة للتجديد. وهذا ما تم في الاجتماع الأخير، حيث انتهت فترة عضوية أربعة من المؤسسين، بمن فيهم رئيس مجلس الأمناء، وهذا يعد مؤشراً على جدية القائمين على الصندوق، والتزامهم بمبدأ التداول والتغيير، فعلاً لا قولاً.

• يواجه الصندوق مشكلة تقليدية، وهي نقص الموارد من المنطقة العربية، فمازال تمويله الأساسي يأتي من خارج المنطقة، وهو ما يضعف أحد مرتكزاته بأن يكون قراره عربياً وتمويله عربياً. وقد نجح في خلق مؤسسة قرارها عربي، تتوخي احتياجات المنطقة، إلا أنه مازال يعاني ضعف التمويل العربي، وهو ما نأمل تحقيقه في القريب العاجل.

• أما من يريد المساهمة في دعم الصندوق والتعرف على أنشطته فكل ما عليه أن يدخل إلى رابط الموقع التالي:  

www.ahrfund.org

back to top