لبنان: الجلسة الرئاسية الخامسة في عهدة الناخب الإقليمي
وهاب: عون مشروع إنقاذ وعلى «السنة» ملاقاتنا في منتصف الطريق
للمرّة الرابعة على التوالي، فشل مجلس النواب اللبناني في انتخاب رئيس جديد للجمهورية، والسبب المعلن عدم اكتمال النصاب، إذ حضر إلى مبنى البرلمان أمس 73 نائبا مكثوا في القاعات الخارجية، وأعلن رئيس مجلس النواب نبيه بري إرجاء الجلسة إلى الخميس المقبل الموافق 22 مايو.وبدا أمس أن البلاد تقف على اعتاب الفراغ، وعبرت قوى سياسية عديدة عن تفاؤلها في الجلسة المقبلة إذا تقدمت الاتصالات السعودية ــ الإيرانية، حيث تحول العامل الإقليمي الى ناخب أول بعد فشل اللبنانيين في التوافق على انتخاب رئيس في الجلسات السابقة.
وكان أول الواصلين الى المجلس النيابي الرئيس بري الذي التقى على الفور امين سر تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ابرهيم كنعان. ثم التقى رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط، وبعد ذلك رئيس الحكومة تمام سلام، كما التقى رئيس كتلة "المستقبل" النائب فؤاد السنيورة وعددا من النواب. وقرع بري الجرس ايذانا بدخول النواب الى القاعة. وبعد التحقق من النصاب القانوني تبين انه غير متوافر، فأذاع رئيس مصلحة الإعلام في المجلس بيانا عن تأجيل الجلسة الى ظهر يوم الخميس المقبل الواقع في الثاني والعشرين من مايو الجاري، أي قبل ثلاثة أيام من انتهاء ولاية الرئيس الحالي.حلوفي السياق، اعتبر عضو كتلة "اللقاء الديمقراطي" النائب هنري حلو المرشح لانتخابات الرئاسة أمس انه "اصبح لدينا موعد اسبوعي مع العجز، وهذا المسلسل المؤسف يتوقع ان يستمر ان بقيت الاصطفافات على حالها"، وقال: "يجب حصول مبادرات شجاعة لاخراج البلد من المأزق الذي سيبدأ بعد أيام". ورأى ان "الوفاق مطلوب لإبعاد شبح الفراغ".الجميلإلى ذلك، طالب عضو كتلة "الكتائب اللبنانية" النائب سامي الجميل الرئيس بري بإعلان "حال طوارئ نيابية وعقد جلسة يومية لانتخاب رئيس جديد حتى موعد انتهاء المهلة الدستورية".وقال: "لا شيء اسمه فراغ بالمطلق، وهناك عدد من النواب يعمدون عن قصد الى تعطيل انتخاب رئيس جديد"، معتبرا ان "مهلة أسبوع بعيدة جدا ونطلب من بري تعديل دعوته لتكون أقرب زمنيا". وشدد على "الخضوع للنتائج الديمقراطية في الانتخابات"، معتبرا ان "التعطيل هو تعطيل للحياة الديمقراطية"، مؤكدا ان "هذه الممارسة تعطيلية". وهابفي المقابل، اعتبر رئيس حزب "التوحيد العربي" وئام وهاب المقرب من حزب الله، أن "هناك مرشحا مشروعا لانقاذ الجمهورية وهو رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب العماد ميشال عون، وما أتمناه في الساعات والايام المقبلة ان تسفر الاتصالات عن اقتناع مكون اساسي من المكونات اللبنانية وأعني تيار المستقبل أو الاخوة في الطائفة السنية الكريمة بملاقاتنا الى منتصف الطريق من أجل انتخاب الرئيس".وجاء موقف وهاب في تصريح له بعد لقائه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، في الصرح البطريركي في بكركي، حيث عرض معه الاوضاع الراهنة.جعجع: لا نريد ناطوراً لقصر بعبداقال رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، المرشح الوحيد المعلن لانتخابات رئاسة الجمهورية اللبنانية أمس بعد فشل جلسة الانتخابات الرئاسية: "لا نريد ناطوراً لقصر بعبدا، بل نريد رئيساً للجمهورية".وأشار جعجع، في مؤتمر صحافي عقده في معراب، إلى أن "ثمة عرفاً بعيداً عن الدستور يقول إن نصاب انتخاب الرئيس هو الثلثان، لكن كل من تحدث بهذا العرف قصد الجلسة الأولى من الانتخاب"، لافتاً إلى أنه "في المفهوم القانوني والعرف كان النصاب مؤمّناً في جلسة اليوم (أمس) والجلسة السابقة".واعتبر أن "الفريق الآخر يضعنا تحت ضغط هائل مع كل اللبنانيين، ويخيرنا إما إيصالنا إلى الفراغ أو وصول مرشحه، وهذا غير أخلاقي ولن نرضخ له على الإطلاق"، مضيفاً أن "الرئيس الذي يطرحه الفريق الآخر لا يتناسب مع أبسط المبادئ التي نؤمن بها، حيث يرفضون الذهاب للانتخابات". وحمّل جعجع "مسيحيي فريق 8 آذار المسؤولية الكبرى، لأنهم من يجب عليهم حماية الموقع الأول في الرئاسة"، مؤكداً: "سنستمر لأنه لا حل لدينا إلا الاستمرار، وذلك تمسكاً بحد أدنى من الحياة السياسية في لبنان".