بلال خبيز: يعجبني ليون تروتسكي لأنه احتقر ستالين ملء قلبه

نشر في 28-10-2013 | 00:02
آخر تحديث 28-10-2013 | 00:02
No Image Caption
بلال خبيز كاتب وشاعر وفنان، عمل في الصحافة الأدبية وله دواوين شعرية وأبحاث نقدية وترجمات كتب وأبحاث من الفرنسية والإنكليزية إلى العربية، شارك في معارض فنية في العالم العربي وأوروبا. في اللقاء التالي يقف في مواجهة مع ذاته ويتحدث بصراحة.
ما هو في رأيك منتهى البؤس؟

أن تتمتع بعقلية البورجوازي الصغير، كما هي حال معظمنا. طبعاً أنا لا أستطيع أن أعرف مدى بؤس مغتصبة لأنني لم أختبر مثل هذا الأمر. منتهى البؤس، بالنسبة إلي، لا يمكن أن يكون متخيلا، كأن تضع نفسك مكان لاجئ سوري على سبيل المثال. لهذا أعتقد أن منتهى البؤس بالنسبة إلي أن أمضي سحابة نهاري قلقاً على صحتي وصورتي من أن يخدشهما مرض أو سلوك مشين، كما هي حال أهل الطبقات الوسطى في كل مكان.

أين تحب أن تعيش؟

البرازيل بلد رائع. رائع لأنه بعيد كل البعد عن أماكن ذكرياتك. مع العمر اكتشفت أن العلاقات التي يقيمها المرء عبر البحار، لا تستطيع أن تقوم بأود القلق اليومي، من الوحدة أو الشعور بانعدام الوجود. هكذا أعيش مع ذكرياتي، لكنني أسعى، في الوقت نفسه، إلى إنشاء أحداث والدخول في مغامرات بهدف إعادة تأثيث حياتي بذكريات جديدة. أتمنى أن أعيش في تلك البلاد البعيدة، حيث يكون العيش يوماً بيوم، ولا مجال لإعادة تأثيث الذكريات لأنك لن تجد أحداً تقصها عليه في نهاية المطاف.

 ما هي السعادة المثلى في هذه الدنيا؟

لا أعرف حقاً. المرء يسعى بجهد كبير من أجل السعادة. لكنه دائماً لا يقبض عليها. أعتقد أن المشكلة تكمن في كون المرء ينتظر من الآخرين أن يحققوا له سعادته. إن استطاع أن يتخلى عن حاجته إلى الآخرين في صناعة السعادة، قد يصل إلى السعادة المطلقة.

 أي أخطاء تظهر تجاهها تسامحاً أكثر من سواها؟

 

ما لم أظهر تسامحاً حياله هو الحسد أو الغيرة ممن ليست له مصلحة في ذلك. بمعنى أن يعمل أحدهم على تأليب أحد آخر عليك، من دون أن تكون له مصلحة من وراء هذا التصرف.

من هم أبطال الروايات الذين تفضلهم على سواهم؟

 

أحب نساء ماريو فارغاس يوسا. الخالة مثلا، تلك التي تبذل ما يحتاج إليه الآخر، طمعًا في مديح مكتوم. كما لو أنها تسلم ابن زوجها مهمة امتداحها وتعرف في قرارة نفسها أنه لن يستطيع امتداحها إلا حين يكون قد أمات تقديره لها في نفسه.

 

من هي الشخصية التاريخية المفضلة لديك؟

ليون تروتسكي، لأنه احتقر ستالين ملء قلبه.

 من هو رسامك المفضل؟

 

إذا نحينا مايكل أنجلو جانباً، فربما يكون هنري ماتيس. أحب تلك الأجسام المستعملة التي يرسمها. مستعملة إلى درجة أن كل الناس تحفظها عن ظهر قلب ويمكن رسم ملامحها بثوان معدودة.

من هو مؤلفك الموسيقي المفضل؟

بليغ حمدي. دائما يبدأ من النهايات.

ما أفضل مزايا الرجل؟

تلك التي لا أملكها. الصبر على التفاهات، أو ما نعتبره تفاهات.

ما أفضل مزايا المرأة؟

المرأة كلها مزايا، وأقل مزاياها أهمية أنها تستطيع أن تحب ما يحبه حبيبها.

ما هي فضيلتك المفضلة؟

لا سلطة لدي حتى على أولادي.

 ما هو أفضل عمل تقوم به؟

إن كان القصد ما هو أفضل عمل تود القيام به، فإنني أحب أن أكون موسيقياً.

إن لم تكن بلال خبيز فمن تحب أن تكون؟

حسن الحفار. ذلك الذي لا يحتاج إلى تعريف خطابي، يكفي أن يغني حتى يعرف نفسه بغنائه.

ما أبرز خطوط شخصيتك؟

لا أعرف كيف أرسم صورة لنفسي حقاً. أظن أنني تعودت المعاناة.

ما حلمك في السعادة؟

أن أغطّس قدمي في البحر في عمر قائظ.

ما هو في نظرك أفدح أنواع الشقاء؟

أفدح أنواع الشقاء أن يهجرك النوم. نسيت النوم وأحلامه.

 

لونك المفضل؟

الأزرق.

زهرتك المفضلة؟

الجوري. لأنني أعرفها أكثر من غيرها.

طيرك المفضل؟

أكره الحمام. على شرفتي حمام كثير يريد الاستيطان. وأنا أحاول منعه من ذلك طوال الوقت.

أي الأسماء تفضلها؟

أسماء أولادي وزوجتي.

ماذا تكره أكثر من أي شيء آخر؟

 

الـ «فيسبوك» عموماً، لأنني لم أكن بحاجة إليه قبل اختراعه.

أي شخصية تاريخية تحتقرها أكثر من سواها؟

روبسبيير.

ما الحدث العسكري (الحربي) الذي تعجب به أكثر من سواه؟

حرب الإمبراطورية النمساوية على روسيا، حين رفض تروتسكي الرد على النار بالنار وسحب جيشه من دون قتال.

أي الهبات الطبيعية تفضلها على سواها؟

هواء الربيع.

كيف تود أن تموت؟

الموت دائماً يأتي مفاجئاً. ليس ثمة طريقة مفضلة لعمل ذلك.

في أية حالة ذهنية أنت الآن؟

ذهنية الطالب الذي يخضع لامتحان

 ما هو شعورك في هذه الحياة؟

الحياة حلوة، بس نفهمها.

قصيدة

لم أرك، لم أستطيع أن انظر إلى هناك. كنت خائفاً وأعرف أني سأبكي وأنك حين تنظر هذه المرة، فإلى الفراغ أيها الصديق. أخشى ألا تعرفني، كما لم يعرفني كل الذاهبين إلى شؤونهم. ولم أرك، ولم أرك محمولاً. ولم أصدق ما رأيت. لم أصدق هذا البكاء كله. لم أرك

ولم تعد تشبهني، وما كنت اريد أن ابكي، فأفقدك الى الأبد، ورأيت آخرين لا يجرؤون أن ينظروا إليّ، كأنهم يخافون أن انفجر لسبب غامض فألوثهم بدمي. ولو كنت مت حقاً، فهل كانوا سيكونون جميعاً هنا في اماكنهم المعتادة يتحادثون ويأكلون ويشاهدون الأخبار. ولو كنت أبوح بأسرارنا الصغيرة، ونحن نجلس تحت صورة المغني المنسدل الشهر، الأبله قليلا، والذي دخن للتو بعض الحشيش. تحبه انت وأنا اغفر له، اغفر له كثيراً يا صديقي».

back to top