حذاء أسود على الرصيف
![فوزية شويش السالم](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1555928838345230500/1555928850000/1280x960.jpg)
الرواية تدور حول عدة شخصيات اختارتهم باسمة لعكس واقع الشركة العملاقة، فمن رأس الإدارة اختارت رئيس مجلس إدارتها أبو طارق الذي يمتلك فيها ربع حصص أسهمها، يليه في الأهمية الدكتور فايز المدير الحالي لها، وسليمان المدير السابق، وأمواج؛ المرأة الحديدية المتمكنة من الإدارة، وجهاد الموظفة الفلسطينية المغلوبة على أمرها، ومهدي حارس الأمن الواقع في آخر درجة من السلم الوظيفي للشركة وهو من فئة البدون، هذه هي الباقة التي اختارتها باسمة لتعكس من خلالها واقعا يصور الحياة في هذه الشركات الربحية التي لا يهمها إلا جني الأرباح وتسيد الأسواق العالمية، ولعل عمل باسمة في قلب هذه الشركة مكنها من فهم قواعد اللعبة التي تقوم عليها إدارتها، مما مكنها من رسم شخصياتها بشكل مدروس ومنحوت من لحم حي أعاد تقديمها للقارئ الكويتي الذي يعرفها تمام المعرفة، وللقارئ العربي الذي لا يعرفها بتاتا، وأظنه سيستقبلها بحماس أكبر من حماس القارئ الكويتي الذي يعرف هذه الشخصيات بواقعها الحقيقي وما تقوم به من تصرفات، مما يقلل من دهشته فيها، الأمر الذي حرك في السؤال التالي: ما تأثير ما نكتبه على القارئ المحلي الذي يعرف ويدرك رسمنا لشخصيات واقعية يلمسها في حياته اليومية، وما عادت تمثل له أي ادهاش أو تأثير، وبالتالي هل من الأفضل للكاتب أن يبتعد عن رسم ونقل الواقع كما هو وقصه على قارئ يعرفه، أو من الأفضل إعادة خلقه وتصوره بمفهوم مختلف بعيدا عن التوازي معه؟لغة الرواية كانت رشيقة وأنيقة في بساطتها تمكنت من نقل واقعها، والتنقلات بين الشخصيات وأحداثها سريع ومحكم مما أدى إلى إدارة النص بشكل مكثف مترابط باختصار، مما يعكس الجانب الإداري في شخصية باسمة كموظفة ناجحة في إدارتها التي امتدت حتى طالت النص.رواية قصيرة جدا لكنها تبشر بالخير وتدل على مستقبل واعد بالأفضل. عيب الرواية الوحيد أنها جاءت بكتابة من الخارج وعلى لسان الكاتب العليم بكل شيء الذي لم يترك لشخصياته أي شيء، فقد كان يتكلم كمن يقرأ نشرة أخبار آخر الليل الكاشفة عن كل تقارير ما تم في النهار، وهذا لا يعني أن الكتابة الآتية من الخارج سيئة، لكن المطلوب هو التوازن ما بين الخارج والداخل.