«كتب في الشتات» يستعرض مأساة السوريين عبر خطاب بصري

نشر في 10-01-2014
آخر تحديث 10-01-2014 | 00:02
No Image Caption
معرض تشكيلي يخصص ريعه لأطفال حلب

تحتضن مؤسسة منصة الفن المعاصر (كاب) معرضاً تشكيلياً للفنانين السوريين نزار صابور وعصام كرباج.
يركز معرض «كتب في الشتات» عبر خطابه البصري على دعم المشاريع الخيرية الهادفة إلى تأمين سبل الحياة البسيطة للمتشردين السوريين وتعليم أطفال مدينة حلب المتضررين من آلة الحرب.

جاء ذلك خلال افتتاح المعرض الفني المشترك للفنانين السوريين نزار صابور وعصام كرباج في مؤسسة منصة الفن المعاصر (كاب) في صالة غرفة الفن في مجمع لايف سنتر بمنطقة الشويخ، إذ تضمن مجموعة أعمال تندرج تحت مسمى كتاب الفنان الذي يسلط الضوء على مشاهدات والتقاطات للفنانين على مدار ثلاثين عاما لاسيما أنهما أمضيا معا ردحاً من الزمن على مقاعد الدراسة في سورية وروسيا.

مشروع إنساني

يخصص ريع المعرض لتعليم الأطفال المتضررين في منطقة حلب عن طريق مؤسسة «المدد» ومقرها لندن، التي تعمل على إرسال الكتب وتوفير المدرّسين لدعم الاطفال تعليمياً، وهو ما يطرحه الشكل الفني للمعرض ضمن إطار كتب تجمع بين دفتيها ذكريات مؤلمة للفنانين لاسيما أنهما افترقا عقب علاقة صداقة طويلة، إذ عاش نزار صابور في سورية وعقب نشوب الحرب اضطر إلى الإقامة في مرسم صغير في دمشق لعدم قدرته على التنقل او الإقامة في مرسمه في اللاذقية، ما جعله يفكر في طرح بصري يتمثل في كتب صغيرة يستطيع نقلها والعمل عليها بسهولة في أي زمان أو مكان، هي أعمال مصاحبة لحالة الطوارئ التي تعيشها البلاد. أما الفنان عصام كرباج فيختزل بهذا الشكل الفني غربته في المملكة المتحدة، مترجماً ليوميات وذكريات الملايين من السوريين بكل ما تحويه من حداد وغضب وأمل في عودة الأرض الجميلة.

وتركز أعمال الفنانين على الأسى والتشظي الذين يعيشه السوريون راهنا، مترجمين واقع الشتات إلى سلسلة يوميات بصرية.

يوميات

وفي كلمة مكتوبة، وزعتها مؤسسة «كاب» أثناء حفل الافتتاح، اعتبرت فيها أن ثمة علاقة وطيدة بين الكتاب والمتلقي لأنه وسيلة للتعبير عن الذات وناقل لهموم الآخر ولكن تبقى مذكرات الاثنين هائمة بين الزمان والمكان، فبينما يستمد صابور مذكراته من تفاصيل الحياة اليومية في سورية، ينقش كرباج صوره على امتداد صفحات جاهزة من الابجدية في محاولة لإعادة صياغة أو كتابة هذه المعارف وفقاً لنظرته الخاصة أو تجربته لأنه يقيم في بلاد المهجر وكأنه في ذلك يعيد كتابة أبجدية بصرية خاصة مترجماً العزلة التي يعانيها. يشكل المعرض تحية للأيام الدمشقية التي جمعت الفنانين، وتخليدا لذكرى فاتح مدرس الأستاذ الذي عايشاه وأثر فيهما حتى هذه اللحظة. هو عربون وفاء للكتاب وأهميته في بناء حضارات الشعوب وأخيراً هو محطة للم شمل الفنانين من جديد.

back to top