تمكّن علماء في الصين من تصنيع قردين عبر دمج جينات وراثية معدلة حسب الطلب. وقد تقرب عملية الولادة الناجحة للتوأمين وهما نيننينغ ومينغمينغ الباحثين من إعادة تكوين أمراض بشرية مثل الزهايمر وباركنسون في الثدييات، مما سيسمح للعلماء باستخدام (الثدييات) بدلاً من القوارض كنماذج واقعية ممثلة بقدر أكبر للبشر والأمراض الخاصة بهم.

Ad

ومن أجل تكوين القردين استخدم الباحثون في جامعة نانجنغ ومختبريونان كي لبحوث الرئيسيات الطبية الحيوية في كنمنغ في الصين تقنية "نسخ جيني"، تدعى كريسبر تسمح للعلماء بإدخال وإلغاء وإعادة كتابة تسلسل جيني محدد. وهذه التقنية التي قد تؤشر على عصر جديد من الطب الجيني استخدمت من قبل في التحكم في جينوم الجرذان والفئران وأسماك الزرد. ولكن يقال إن هذه هي المرة الأولى التي استخدمت فيها بنجاح في الرئيسيات.

وقد تمكن الباحثون الصينيون من تغيير الجينات في عدة بيوض ملقحة لقردة قبل زرعها في أمهات بديلة (وقد أجهضت عدة منها ويقال إن بعض حالات الحمل مستمرة). لدى المولودين نينغنغ ومنغمنغ 3 جينات معدلة: "واحد لتنظيم الايض والثاني لتنظيم تطور خلية المناعة، والثالث لتنظيم الخلايا الجذعية وتحديد الجنس، وذلك وفقاً لمجلة معهد ماساشوستس للتقنية.

مواليد القردة صغيرة جداً لتمكين الباحثين من تحديد التأثيرات الفسيولوجية والسلوكية للتغير الذي أصابهم، ولكن العلماء في شتى أنحاء العالم يتطلعون إلى تكوين قردتهم من كريسبر المعدل. وقد أبلغ روبرت ديسيمون، وهو مدير معهد دماغ ماك غفرن لبحوث الدماغ مجلة معهد ماساشوستس للتقنية "ريفيو" انه رغم أن الفئران

"تعطينا نظرة معمقة هائلة إزاء بيولوجية الدماغ الأساسية والأمراض، فإن الفجوة لاتزال كبيرة بين أدمغة الفئران والقردة"، فضلا عن أن العديد من الأدوية التي تنفع مع الفئران لا تنجح مع البشر.

ويأمل الباحثون أيضاً في أن تشجع إمكانية استخدام القردة المعدلة جينياً المزيد من الشركات على زيادة الإنفاق على أدوية علاج الاضطرابات العصبية، بحيث تعكس الاتجاه الحديث لانسحاب شركات الصيدلة الكبرى من هذه البحوث التي تنطوي على مجازفة. ويقولون أيضاً إن كريسبر قد يستخدم في نهاية المطاف في علاج الجينات البشرية لأمراض مثل تليف المرارة وفقر الدم المنجلي. كما تم كذلك التحقيق في إمكانية تغيير الحمض النووي مثل طريقة لتمكين الناس من مقاومة فيروس الإيدز.

هذا الاختراق في تغيير القردة الذي تحقق في الصين أثار جدلاً في أوساط نشطاء حقوق الحيوان وبحسب "بيتا"، فإن أكثر من 125000 من الرئيسيات محفوظة في مختبرات الولايات المتحدة، حيث تستخدم لأغراض التجارب كل سنة.

* (بزنس ويك)