أثارت التصريحات التي أدلى بها المرشح الرئاسي المشير عبدالفتاح السيسي في لقاء متلفز، بُث الجزء الأول منه، مساء أمس الأول، ردود فعل واسعة بين التأييد والرفض، وبخاصة مع تأكيده عدم التصالح مع جماعة «الإخوان» وكذا عدم التراجع عن قانون «التظاهر».

Ad

رسم المرشح الرئاسي المشير عبدالفتاح السيسي صورة لملامح شخصيته كرئيس محتمل لمصر خلال أول حوار تلفزيوني له باعتباره «الرئيس المدني والمتدين المعتدل»، مستحضراً نشأته في حي الجمالية في القاهرة القديمة، وموجهاً انتقادات حادة إلى الخطاب الديني الذي «أفقد الإسلام إنسانيته» و»قدم الله بشكل لا يليق بمقامه العظيم». كما حاول طمأنة المصريين إلى أن انتخابه رئيساً لا يعني أن الجيش هو الذي سيحكم البلاد.

وقدم السيسي ملامح أولية لبرنامجه الانتخابي، الذي يقوم على ركيزتَي الاستقرار الأمني والتنمية الاقتصادية، مشدداً على أن إدارته للحكم ستقوم على أساس الاحترام المتبادل وتقبل الانتقادات والمعارضة، طالما لم تصل إلى مستوى التجاوزات، لكنه أكد في الوقت ذاته أنه «لن يكون هناك شيء اسمه جماعة الإخوان المسلمين» خلال فترة رئاسته المحتملة، معتبراً أن «مشكلة الإخوان ليست شخصية، وإنما هي مشكلة مع الشعب المصري بأكمله».

 وأكد أن الجماعات الإرهابية الموجودة حالياً في سيناء تنضوي جميعها تحت لواء «الإخوان»، كما تمسك بقانون تنظيم حق التظاهر المثير للجدل.

وفيما يخص عمليات الجيش في سيناء لتطهيرها من الإرهاب، أكد السيسي أن الجيش حقَّق العديد من الانتصارات، مشيراً إلى سقوط عدد من المدنيين الأبرياء أثناء العمليات، وهو الأمر الذي حاول الجيش تداركه بدفع «دية» لمن قتل خطأ.

ولفت السيسي إلى أنه عقد سلسلة لقاءات مع فعاليات شعبية وسياسية وثقافية لتحديد طبيعة المشاكل التي تمر بها البلاد، واستطلاع الآراء بشأن الحلول المتاحة.

وعن العوامل التي أسهمت في اتخاذه قرار الترشح للرئاسة، قال إن «التحديات التي تواجهها مصر، والاستهداف الذي تتعرض له من الداخل والخارج، يجعلان أي وطني يتقدم لحماية هذا الوطن ومستقبله».

وحول الطريقة التي يرغب في أن يقدم نفسه من خلالها للمصريين، قال السيسي: «أنا مصري مسلم، يحب بلده ويحب دينه ويحب الناس. ولدت وترعرعت في الجمالية، أقدم مناطق مصر، واكثر المناطق تنوعاً على المستوى الثقافي والحضاري والانساني. كنت أرى المعبد اليهودي ولا أحد كان يدنسه أو يحاول إيذاء من يدخله. وكنت اسمع الكنيسة في شارع بورسعيد يوم الأحد، وهذا الأمر لم يكن محل استهجان من قبل أحد».

ورأى السيسي أن «الدين الحقيقي ليس ذاك الذي نمارسه اليوم»، مشدداً على أن «لا دولة دينية في الإسلام بل دولة مدنية»، وان «الرشد والممارسة الحقيقية للدين هما المطلوب».

وقال السيسي ان نائب مرشد الاخوان خيرت الشاطر التقى به قبل 30 يونيو وهدده باستقدام مقاتلين سوريين وليبيين لقتل الشعب المصري وأجبته أن الذي سيقتل المصريين سيواجهه الجيش.

ردود فعل

وأحدثت تصريحات وزير الدفاع السابق خلال المقابلة التي أجراها معه الإعلاميان إبراهيم عيسى ولميس الحديدي أصداء واسعة.

وفي حين، وصف المتحدث الإعلامي لحملة «قرار الشعب» محمود مصطفى حوار المشير بـ»الموفق»، مؤكداً أنه يبعث برسالة طمأنة للمصريين، فيما يخص عدم السماح لتنظيم «الإخوان» بالعودة إلى العمل السياسي، قال قيادي في «تحالف دعم الشرعية» الإخواني مجدي قرقر، إن تصريحات السيسي عن إقصاء «الإخوان» مخالفة للدستور، مؤكداً لـ«الجريدة» أن الرئيس القادم يجب أن يتواصل مع القوى السياسية كافة لتجنب الدخول في صراع طويل الأمد.

في السياق، أعربت قوى ثورية عن غضبها من التصريحات، وأكد القيادي بـ«جبهة طريق الثورة» زيزو عبده، أن كلام السيسي مؤشر لعودة «النظام القمعي»، مضيفاً: «القوى الثورية مستمرة في التحرك لإسقاط قانون التظاهر».

ووصف مسؤول المكتب السياسي لحركة «6 أبريل» شريف الروبي، تصريحات السيسي بـ«النرجسية»، موضحاً أن «القوى الثورية تعلم أنه لن يلتزم بمطالب الثورة».

إلى ذلك، رفضت نجلة نائب المرشد الإخواني عائشة خيرت الشاطر تصريحات السيسي، نافية في تصريحات لوكالة أنباء «الأناضول» أن يكون والدها التقى السيسي لتهديده قبل 30 يونيو، حسبما ألمح المشير في حواره التلفزيوني، في حين رفض رئيس حزب «الكرامة» محمد سامي، تصريحات السيسي حول قانون «التظاهر»، مشيراً إلى أن التظاهر السلمي حق كفله الدستور.

في المقابل، انتقد المتحدث الرسمي لحملة المرشح الرئاسي حمدين صباحي، معصوم مرزوق، تصريحات السيسي، وقال لـ«الجريدة»: «تحدث كثيراً ولم يقل شيئًا»، واصفاً الحوار بـ«الباهت».

تحركات صباحي

بالتوازي، يقوم المرشح الرئاسي حمدين صباحي بجولات اليوم، في إطار الدعاية الانتخابية، حيث أعلنت المتحدثة الإعلامية لحملة صباحي الرئاسية هبة ياسين، أن الحملة بالتعاون مع «التيار الشعبي» وأحزاب «الدستور» و«الكرامة» و«التحالف الشعبي» و«العدل» سينظمون اليوم، مؤتمراً جماهيرياً في مدينة «بنها» بمحافظة القليوبية.

في غضون ذلك، أعلن حزب «مصر الحرية» الذي يترأسه عمرو حمزاوي، دعم صباحي في الانتخابات الرئاسية.