الأسد يؤدي اليمين: البوصلة عادت والوجوه القبيحة انكشفت

نشر في 17-07-2014 | 00:01
آخر تحديث 17-07-2014 | 00:01
No Image Caption
• الرئيس السوري: الغرب وإمّعاته من الحكومات العربية ستدفع ثمن دعم الإرهاب
• النظام يخسر «الشيخ سعد» و«اللواء 61» في درعا... و«أمراء» دير الزور يبايعون «الدولة»
وسط لامبالاة واضحة من المجتمع الدولي المنشغل بخطر الإرهاب المتنامي في المنطقة، أدى الرئيس السوري بشار الأسد، أمس، اليمين الدستورية لولاية رئاسية جديدة، وذلك بعد أكثر من شهر من إعادة انتخابه في استحقاق أجري في مناطق نفوذه اعتبره الغرب «مهزلة».

أدى الرئيس السوري بشار الأسد، أمس، اليمين الدستورية لولاية رئاسية جديدة من سبع سنوات، أمام جلسة لمجلس الشعب عقدت في قصر الشعب الرئاسي.

ووصل الأسد إلى الباحة الخارجية للقصر الواقع على تلة مشرفة على العاصمة في شمال غرب دمشق، على متن سيارة «بي إم دبليو» سوداء اللون، قبل أن يستعرض حرس الشرف على سجادة حمراء، ويدخل القصر ليؤدي اليمين أمام نحو ألف مدعو، وسط النزاع الدامي المستمر في البلاد منذ ثلاثة أعوام، وأودى بحياة أكثر من 170 ألف شخص.

وقال الأسد، في خطاب القسم، «أيها السوريون الشرفاء، ثلاث سنوات وأربعة أشهر عندما قال البعض نيابة عنكم الشعب يريد»، في إشارة الى الاحتجاجات التي اندلعت ضد النظام منتصف مارس 2011، مضيفاً: «عادت البوصلة واضحة عند كثير ممن غابت عنهما الرؤية جهلاً أو تضليلاً، وانكشفت الوجوه القبيحة على حقيقتها، بعد أن سقط عنها قناع الحرية والثورة لتعمل أنيابها في الجسد».

معركة السيادة

ووصف الرئيس السوري الانتخابات باعتبارها معركة للدفاع عن السيادة والشرعية والقرار الوطني وكرامة الشعب السوري. وقال: «أيها السوريون... سنوات مضت منذ صرخ البعض للحرية، فكنتم الأحرار في زمن التبعية وكنتم الأسياد في زمن الأجراء. زايدوا عليكم بالديمقراطية، فمارستموها بأرقى صورها. ورفضتم أن يشارككم غريب إدارة الوطن فاخترتم دستوركم وبرلمانكم ورئيسكم، فكان الخيار خياركم والديمقراطية من صنعكم». وأضاف: «صرخوا بأنهم لن يركعوا إلا لله، فما ركعتم لسادتهم ولا استسلمتم ولا سلمتم، بل صمدتم وتمسكتم بوطنكم وآمنتم بإله واحد أحد لا تشاركه دول عظمى ولا يغني عنه لا نفط ولا دولار.. وعندما قالوا الله أكبر، كان الله أكبر منهم وممن وقف معهم، لأن الله مع الحق والحق مع الشعب».

ومضى الأسد بقوله: «سنوات مرت كان لهم القول وكان لكم الفعل. غرقوا في الوهم فصنعتم الواقع. أرادوها ثورة فكنتم أنتم الثوار الحقيقيين. فهنيئا لكم ثورتكم وانتصاركم وهنيئا لسورية انتماؤكم إليها».

انكشاف الوجوه

وأوضح الأسد أن «البوصلة عادت عند كثير ممن غابت عنهم الرؤية جهلاً أو تضليلاً، وانكشفت الوجوه القبيحة على حقيقتها، بعد أن سقط عنها قناع الحرية والثورة، لتعمل أنيابها في الجسد السوري قتلاً وتدميراً وأكلاً للقلوب والأكباد ونحراً للرقاب وقطعا للرؤوس. لم يتركوا وسيلة قذرة إلا واستخدموها. لم يتركوا طريقاً شاذة أو منحرفة إلا وسلكوها وفشلوا».

واعتبر أن الانتخابات لم تكن مجرد عملية سياسية إجرائية كما هي الحال في أي مكان في العالم، بل كانت معركة كاملة الأبعاد وسخرت كل المعارك الأخرى من أجل ربحها، مبيناً أن «السوريين بأصواتهم في الانتخابات أسقطوا الإرهابيين ومعهم العملاء من السوريين الذين شكلوا لهم غطاءً سياسياً، كما أسقطوا بذلك أسيادهم أصحاب المشروع بكل ما فيه من دول كبرى وأخرى تابعة منقادة».

اختيار المرشح

وقال: «لقد هالهم أن يحمل مواطن سوري جواز سفره ويختار مرشحه ويضع ورقته في الصندوق، ولقد ذعرتهم هذه الخطوات البسيطة، لأنهم فهموا أنها أكثر من مجرد انتخابات هي دفاع عن وحدة الوطن وسيادته وكرامته، وهذا ما جعلهم يمنعون التصويت في دولهم ودول عربية تابعة لهم، وهذا هو نفاق الغرب».

وأضاف أن السوريين خارج حدود الوطن أعلنوا عبر الانتخابات أنهم سوريون قلبا وروحا، وأثبتوا أن السبب الأساسي لخروج المواطنين خارج البلاد هو إرهاب المسلحين ووحشيتهم، وتساءل «كيف يمكن لعاقل أن يصدق أن مواطنا اعتدت عليه دولته وخرج هربا من قمعها أن يقف معها بنفس الحماسة والتحدي التي أظهرها المغتربون واللاجئون في الانتخابات».

ربيع مزيف

وحذّر الرئيس السوري من أن الدول التي دعمت «الارهاب» ستدفع «ثمناً غالياً»، قائلاً: «أليس ما نراه في العراق وفي لبنان وكل الدول التي أصابها داء الربيع المزيف من دون استثناء، هو الدليل الحسي الملموس على مصداقية ما حذرنا منه مراراً وتكراراً، وقريباً سنرى أن الدول العربية والإقليمية والغربية التي دعمت الإرهاب ستدفع هي الأخرى ثمنا غاليا». وأضاف: «حذرنا منذ بداية الأحداث من أن ما يحصل هو مخطط لن يقف عند حدود سورية، بل سيتجاوزها عبر انتشار الإرهاب الذي لا يعرف حدوداً».

ضرب ومصالحة

 وإذ شدد الأسد على استمراره في «ضرب الإرهاب»، أكد مواصلة العمل في مسار «متواز» هو «المصالحات المحلية» التي أنجز البعض منها خلال الأشهر الماضية في مناطق محيطة بدمشق.

وأشار إلى أن «فشل الغرب وإمعاته من الحكومات العربية في ما خططوا له، فهذا لا يعني توقفهم عن استنزاف سورية كهدف بديل»، مبيناً أنه «إذا كان العامل الخارجي واضحاً على لسان المعتدين وأدواتهم، فإن العامل الداخلي يبقى هو الأساس لمعالجة الحالة الراهنة والوقاية من مثيلاتها في المستقبل».

وتابع: «قررنا منذ الأيام الأولى للعدوان السير في مسارين متوازيين، ضرب الإرهاب من دون هوادة والقيام بمصالحات محلية لمن يريد العودة عن الطريق الخاطئ».

لا حوار مع متهربين

إلا أن الرئيس السوري شدد على أن «الحوار لا يشمل القوى التي أثبتت لا وطنيتها، فتهربت من الحوار في البدايات وراهنت على تغير الموازين، وعندما خسرت الرهان قررت تغيير دفة الاتجاه كي لا يفوتها القطار»، في إشارة إلى المعارضة في الخارج، وأبرز مكوناتها الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة المدعوم من الغرب ودول عربية عدة.

وكرر الأسد دعوته «لمن غرر بهم أن يلقوا السلاح، لأننا لن نتوقف عن محاربة الإرهاب وضربه أينما كان حتى نعيد الأمان إلى كل بقعة في سورية».

تقدم المعارضة

ميدانياً، وفي يوم شهد مقتل أكثر من 76 شخصاً معظمهم في ريف دمشق وحلب، أعلنت كتائب المعارضة السورية سيطرتها بشكل كامل على بلدة الشيخ سعد في محافظة درعا جنوب سورية، وعلى كل كتائب (اللواء 61) من قوات النظام في البلدة.

وجاء في تقرير لشبكة الشام الإخبارية مساء أمس الأول أن المعركة التي أطلق عليها «بدر القصاص» في بلدة الشيخ أسفرت عن قتل وجرح العديد من قوات النظام السوري والاستحواذ على ذخائرهم وأسلحتهم وانسحاب من تبقى من جنود الى شرق مدينة نوى.

وفي دمشق، سيطر مسلحو المعارضة على 6 من المباني التي كانت تتحصن فيها القوات الحكومية على أطراف حي جوبر، فيما وقعت اشتباكات بالأسلحة الثقيلة على أطراف الحي من جهة ساحة العباسيين، بالتزامن مع سقوط صاروخ أرض- أرض مصدره مطار المزة.

أمراء الكتائب

في موازاة ذلك، أبرم أمراء كتائب الريف الغربي لدير الزور وأمراء «الدولة الإسلامية» اتفاقاً من 5 بنود ينص أولها على إصدار «عفو عام عن كل المطلوبين» من قبل التنظيم.

كما يلحظ الاتفاق «إعلان الريف الغربي لدير الزور منطقة خاضعة لسيطرة الدولة الإسلامية»، إضافة لتعيين الأمني السابق لأحرار الشام في الخط الغربي «أبوالحارث»، أميراً لمنطقة الريف الغربي».

كما أنه بموجب الاتفاق لن يتم «نزع سلاح أي عسكري أو مدني». وأخيراً ينص الاتفاق على «إعلان البيعة لتنظيم الدولة من قبل كل العسكريين التابعين لمجلس شورى المجاهدين في الخط الغربي وخضوعهم لمعسكر» عند التنظيم لمدة 10 أيام.

عقوبات «الدولة»

 في المقابل، حث الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الدول على تنفيذ حظر دولي على السلاح وعقوبات اقتصادية على تنظيم «الدولة» الذي يقاتل تحت لوائه أكثر من ألفي جهادي مغربي بينهم 4 قياديين، وفق وزارة الداخلية المغربية.

وفي تقرير لمجلس الأمن بشأن البعثة السياسية للأمم المتحدة في العراق حصلت عليه «رويترز» أمس الأول، وصف كي مون الوضع الأمني المتدهور بسرعة بسبب أعمال المتشددين السنة بأنه «مثير للقلق العميق». وكتب الأمين العام في تقريره «أدعو الدول الأعضاء في الأمم المتحدة  إلى الوفاء بالتزامها بتنفيذ وتطبيق العقوبات المالية المستهدفة وحظر السلاح والحظر على السفر المفروض على تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام».

مساعدات أممية

إلى ذلك، أكدت الأمم المتحدة استعدادها أمس الأول لإرسال مساعدة إلى 2.9 مليون شخص إضافي في سورية، بعد أن أجاز مجلس الأمن الاثنين للقوافل الإنسانية عبور الحدود الخارجية للبلاد. وصرحت المتحدثة باسم مكتب التنسيق للعمليات الإنسانية في الأمم المتحدة أماندا بيت في مؤتمر صحافي في جنيف «لدينا القرار ويجب الآن وضعه قيد التنفيذ».

(دمشق، نيويورك، أ ف ب، رويترز، د ب أ، كونا)

back to top