فرض الحماس والإثارة سيطرتهما على منافسات دوري فيفا لكرة القدم في الجولة الـ22 التي اختتمت مساء أمس الأول، وبالطبع جاء ذلك على حساب المستوى الفني الذي تدنى إلى حد ما خلال هذه الجولة، خصوصا أن لقاء الديربي بين العربي والقادسية، الذي أقيم الجمعة الماضي على استاد صباح السالم، لم يكن على مستوى الطموح ولم يرتق للمستوى الفني المأمول.

Ad

ولم تشهد الجولة تغييرا يذكر في الترتيب، وظل الحال على ما هو عليه، لاسيما في الصراع المشتعل على القمة بين الكويت والقادسية، بعد أن حقق الثنائي الفوز في هذه الجولة، وفي ما يلي نلقي الضوء على الفرق التي تمثل محور الأحداث في الجولة:

سباعية الكويت

كشر الكويت عن أنيابه وتسيد تماما مواجهته مع الساحل، ونجح لاعبوه في هز الشباك في سبع مواجهات، ولعلهم أرادوا من خلال هذه النتيجة تأكيدهم الحفاظ على آمالهم في المنافسة، والإبقاء على فارق النقطة مع انتظار لقاء السالمية والقادسية، لعل السماوي ينجح في تحقيق نتيجة إيجابية.

ورغم ان النتيجة توضح تماما تفوق الأبيض على نفسه، لكن هناك ما يؤخذ على الفريق وهو ميل بعض اللاعبين للاستعراض، إضافة إلى هشاشة الدفاع الذي يمكن اختراقه في "لمح البصر"، وبالطبع هذا الأمر مسؤولية الجهاز الفني.

«أمان» القادسية

بدوره، اقتنص القادسية أغلى ثلاث نقاط هذا الموسم، وربما يكون طريق الأصفر نحو اللقب "أخضر"، ورغم ان خطوط الفريق بدت متباعدة تماما، وغاب عنها الانسجام والتناغم فإنه حقق الأهم وهو الفوز الذي يقربه من استعادة لقبه المفقود.

وبعيدا عن الهدف "الغريب" الذي أحرزه حمد أمان، والذي يسأل عنه سليمان عبدالغفور، إلا أن أمان يستحق دون جدال الدخول في التشكيلة الأساسية، خصوصا ان المباريات السابقة أكدت بما لا يدع مجال للشك أنه لاعب مؤثر ولا غنى عنه.

فشل العربي

في المقابل، فإن العربي فشل في رد اعتباره من الأصفر، واستحق الخسارة أمام منافسه، ولم ينجح لاعبوه في تهديد مرمى الخالدي إلا بتسديدة لعبدالعزيز السليمي علت عارضة الخالدي.

ويحتاج الأخضر باختصار شديد إلى إعادة صياغة وترتيب أوراقه حتى يعود إلى سابق عصره الذهبي، ومن المؤكد أن البرتغالي روماو أفلس فنيا وليس لديه ما يقدمه للفريق، فليس من المنطقي أن فريقا بحجم العربي لا يستطيع تنظيم هجمة منظمة واحدة، ويعتمد على الفوضى طوال شوط كامل من المباراة!

فوز السالمية

من جهته، حقق السالمية فوزه الأول تحت قيادة مدربه محمد دهيليس الذي تولى المسؤولية على حساب النصر، وأهم من الفوز والنقاط الثلاث هو استعادة اللاعبين ثقتهم بأنفسهم وروحهم القتالية التي غابت في الفترة الماضية دون أسباب مقنعة، ويمتلك السماوي الإمكانات التي تؤهله للمنافسة على الألقاب وليس المركز السادس.

ويبدو ان تركيز لاعبي النصر كان في مواجهة الخريطيات القطري في خليجي 29، لذلك خسروا "الجلد والسقط"، ولم يظهروا بمستواهم المعروف، علما أن الجهاز الفني كان يولي لقاء السماوي أهمية أكثر كثيرا من مباراة الخريطيات!

لغز خيطان

ومما لاشك فيه، فإن فريق خيطان يعتبر بمنزلة اللغز في الجولتين الأخيرتين، ففي الجولة قبل الماضية خسر الفريق أمام العربي بثمانية أهداف دون رد، ثم في الجولة الأخيرة نجح في سحق اليرموك بخمسة أهداف نظيفة.

ويحسب لمدير الكرة بالنادي فهد المطيري تجديد الثقة بالمدرب محمد إسماعيل الأنصاري واللاعبين، ليستعيدوا توازنهم بسرعة، والأمر نفسه ينطبق على اليرموك الذي نال تقدير الجميع بأدائه أمام الكويت، وقبله القادسية، ثم سقط بشكل مريع أمام خيطان.

والغريب أن المدرب الإسباني أنتونيو يمتاز بالفكر الدفاعي الذي جعل الفريق يخسر بصعوبة أمام الكويت والقادسية بفارق هدف وحيد، لكنه خسر أمام خيطان بالخمسة مع الرأفة!

انتفاضة الفحيحيل

ولعل الفوز الذي حققه الفحيحيل على الصليبيخات يعتبره الكثيرون بمنزلة انتفاضة للفريق، خصوصا أنه الثاني هذا الموسم، واللافت انه جاء على حساب الصليبيخات الذي يلعب ويتألق ويجيد أمام الكبار فقط، فتراه يحرج الكويت ويزعج القادسية ويهزم السالمية برباعية ويتعادل مع العربي وكاظمة، لكن أمام الآخرين يدخل مرحلة البيات الشتوي "في عز الصيف"!

الجهراء وكاظمة

وأخيرا، فإن الكلام عن فوز الجهراء وكاظمة هذا الموسم بات أمرا عاديا، لكن غير العادي الفوزين الباهتين اللذين حققهما الفريقان في هذه الجولة، فالأول فاز على التضامن العنيد بهدف، والثاني هزم الشباب بهدفين مقابل هدف بصعوبة، ويبدو أنهما تشبعا بالانتصارات رغم أن الجولات المقبلة ستكون حاسمة في بقائهما في المربع الذهبي!

لقطات

• شهدت الجولة 22 إحراز 21 هدفا، بمعدل تهديفي 3 أهداف في المباراة الواحدة، وهو معدل رائع.

• للمرة الثانية على التوالي يتم إحراز ثمانية أهداف في مباراة واحدة، حيث أحرز العربي ثمانية أهداف في شباك خيطان في الجولة السابقة، في حين شهدت مباراة الكويت والساحل 8 أهداف بواقع 7 للأبيض وهدف للساحل.

• احتسب الحكام أربع ركلات جزاء نفذت جميعها بنجاح، إذ أحرز منها المحترف البحريني للسالمية إسماعيل عبداللطيف في شباك النصر، ومحترف كاظمة البرازيلي لويس في مرمى الشباب، ومحترف الشباب الإيراني مسعود فريدون في مرمى كاظمة، ولاعب خيطان بدر المطيري في مرمى اليرموك.

• حافظ القادسية على سجله خاليا من الهزائم حتى الجولة الـ22، وهو الفريق الوحيد الذي لم يتعرض لأي خسارة منذ انطلاق البطولة.

• جولة بعد أخرى يقترب محترف القادسية السوري عمر السومة من الفوز بلقب هداف البطولة، وذلك على الرغم من توقف رصيده عند 19 هدفا، بعد أن صام عن التهديف أمام العربي، ويتبعه محترف الكويت التونسي عصام جمعة وله 13 هدفا، ثم المحترف البرازيلي للجهراء فينسيوس في المركز الثالث بـ11 هدفا، ويتقاسم ثلاثة لاعبين المركز الثالث ولكل منهم 8 أهداف وهم لاعب الكويت عبدالهادي خميس، وزميله البرازيلي روجيريو، ومحترف العربي الأردني أحمد هايل.