بعد أربعة أيام من الاقتتال والمواجهات المستعرة، بات تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش) في موقف لا يحسد عليه مع توحد كل كتائب المعارضة السورية ضده وعلى رأسها حليفه السابق "جبهة النصرة"، التي تعتبر "الممثل الرسمي" لتنظيم "القاعدة" في سورية، والتي قادت عملية حصار مقره الرئيسي في الرقة.

Ad

وفي حلب، التي هدد بترك "ثغوره" فيها لقوات نظام الرئيس بشار الأسد، ضاق الخناق على "داعش" إثر تمكن قوات "الجبهة الإسلامية" و"جيش المجاهدين" و"جبهة ثوار سورية" من السيطرة على دوار قاضي عسكر ودوار الشعار ومشفى دار الشفاء وعبارة صيدلية الجزيرة.

وفي ريف حلب، استعادت هذه الكتائب السيطرة على مناطق عدة إثر اشتباكات عنيفة مع مقاتلي "داعش"، الذين خسروا أيضاً قرية بالا والجمعيات المحيطة بها في الريف الغربي، إضافة إلى تكبدهم خسائر كبيرة خلال استهداف "الجيش الحر" لرتل كان متجهاً من مدينة أعزاز إلى بلدة تل رفعت.

وانضمت عدة كتائب إلى "جبهة النصرة" في فرض الحصار على المقر الرئيسي لـ"داعش" في الرقة، وتمكن مقاتلو المعارضة من تحرير 50 معتقلاً في سجنه في مبنى إدارة المركبات في الرقة بعد السيطرة عليه.

سياسياً، فاز أحمد الجربا برئاسة الائتلاف الوطني لقوى المعارضة في انتخابات جرت أمس الأول بإسطنبول ونافسه فيها بقوة العضو المنضم حديثاً رئيس الحكومة السابق رياض حجاب. وحصل الجربا على 65 صوتاً من أصل 120، متقدماً بفارق 13 صوتاً على حجاب، الذي يعتبر أرفع المسؤولين المنشقين عن نظام الأسد والذي حاز 52 صوتاً.

ويبدو أن التطورات الميدانية المستجدة ساعدت في دفع العملية السياسية، حيث أعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس أن المنظمة الدولية وزعت الدعوات إلى مؤتمر "جنيف 2" الذي سيُعقَد، كما كان مقرراً، في 22 يناير الجاري.

وأكد مساعد المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق أن إيران ليست على اللائحة الأولية للمدعوين إلى المؤتمر، موضحاً أن وزيرَي خارجية الولايات المتحدة جون كيري وروسيا سيرغي لافروف سيلتقيان في 13 الجاري لاتخاذ قرار بشأن مشاركة إيران.

  وقال مسؤول أميركي بارز في وزارة الخارجية يرافق الوزير جون كيري أمس، إن بإمكان إيران أن تبرهن على رغبتها في لعب دور بناء في المحادثات المقبلة لإحلال السلام في سورية، في إشارة إلى مؤتمر "جنيف 2"، وذلك بدعوتها دمشق إلى وقف قصفها للمدنيين والسماح بوصول المساعدات.